ربما مر تصريح الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مرورا عابرا دون أن يتوقف عنده الكثيرون وهم معذرون ، لان الآونة الأخيرة شهدت تضاربا في تصريحات أهل الانقاذ ، جعلت حقيقة أن لمركبهم مائة ريس عامل تشتيت لمصداقية تصريحاتهم المتناقضة والمحيرة في آن واحد ! الرجل قال لجريدة الشرق القطرية ، ان حزب الأمة حزب قوي وهو الأقرب لتولي الحكم من بعد المؤتمر الوطني الذي سيرضى بموقع منصة المعارضة ، وطبعا ذلك يفترض أن يكون من خلال انتخابات تفضي الى هذه النتيجة المفرحة ،التي حددها لنا الدكتور ، قبل قيام ذلك الاستحقاق بما يقارب العامين ! فلماذا اختار الفتى الانقاذي المدلل القريب من بوابة الرئيس البشير، حزب الأمة تحديدا ولم يشر الى الاتحادي الديمقراطي مثلا وهو شريك بسهم أكبر في مؤسسة الحكم التي سميت بالعريضة أو يقول بشيء من التلميح الى المؤتمر الشعبي ، وبعض التحركات وسط شتات الحركة الاسلامية تشيء بان خوف الجماعة من قتامة المستقبل ربما تدفعهم الى اعادة اللحمة بين المؤتمرين الوطني والشعبي ولو عند الحد الأدني من براجماتية المبدأ القائل ، أنا وأخي على ابن عمي ! ربما يتسأل العاقل ! وهل شبع أهل الانقاذ من الحكم وكنس الثروات ، حتى يدفعوا ببقية الجيفة صدقة لجوعى السلطة الذين ينتظرون في تلمظ ، ولكنهم يريدونها مع تحسينات وتوابل ديكورية ديمقراطية تبرر القفز الى المركب وقد دفعوا بمن يتحسس موضع ثقبها من داخل القصر ليسده قبل أن تغرق ! وقد يكون الجواب ! هم لم يشبعوا ولكنهم بالطبع يخافون من عواقب ما جنوه من جنايات في حق الوطن ، ومن ثم يخشون على ما جنوه من حصاد حرام قد يتبدد في عهد من يخلفهم بالطرق السلمية أوالعنيفة ! لذا فانهم يتدبرون ذلك الخلف ، ولكّن في حركة عكسية لما فعله السيد عبد الله خليل بك عندما سلّم عسكر الفريق عبود السلطة في نوفمبر 1959 حتى يقطع الطريق على الحزب الوطني الاتحادي من تمرير مشروع اسقاط حكومته واعتلاء مكانها عبر البرلمان ! فيفبركون وصول حزب الامام الى السلطة ولكن بطريقة أخري ..تعيد سلطة عسكرية مزدوجة الى حاكم مدني ولو من قبيل التذرع بأنه كان صاحب آخر شرعية مسروقة قبل انقلاب الانقاذ في يونيو 1989 ! وبالتالي يضمنون من يتولى الحفاظ على بقية الجيفة دون أن ينتزع عنهم مقتنياتهم المنهوبة ، ومن ثم يأتمنون في عهده من الملاحقة وهم يعلمون مقدار المغامرة أو المقامرة بمغادرة ورطة حكمهم الحالية عبر ثورة شعبية يدركون مراوحة الامام نحوها برجل واجفة وتراجعه عنها بأخرى خائفة.. أو انقلاب متنطع من فصيل على شاكلة جماعة ودابراهيم ..تبدأ حكمها بتقطيع الأرجل والأيد ي من خلاف ..لا تستثني صادقا ولا كاذبا سواء من المعارضة التي هي في نظرهم رجس من عمل الكفار أو جماعة الحكم الحالي حيث أصبح بينهم من الثأرات البائتة رغم العفو الأخير ، ما هو أكثر ما بين الشحمة والنار ! والا ما معنى ذلك التغزل في مفاتن وقوة حزب الأمة دون غيره ، والمنطق يقول ان كانت الانقاذ صادقة في نواياها حيال تداول السلطة عبر الصناديق كما يزعم قادتها دوما ، فعليهم التاكيد على ضمان تسليم الحزب الفائز في السباق الانتخابي مقاليد الحكم ودون تحديد أو تلميح مريب، حتى لو كان حزب البهجة ، كما كان يتندر الراحل الظريف الدكتور عوض دكام رحمه الله الغفور الخبير .. انه المستعان.. وهو من وراء القصد .. محمد عبد الله برقاوي.. [email protected]