لا أعنى بسؤالى هذا ما تعنيه حركة كفاية من إجابةٍ قولية أو فعلية تتوقع أن تنهى بها فترة حكم الرئيس، فلأهل كفاية هدفهم ومقصدهم السياسى ولى هدفى ومقصدى الدينى والإجتماعى وربما السياسى أيضاً، ولكن ليس على طريقتهم، وما أعنيه هنا هو الإقتتال القبلى والفوضى والهرجلة والتنافر والتناحر بين قبائل دارفور أو ما يشبه الهرج والمرج الذى ذكرته كتب السيرة النبوية العطرة فى وصفها للإضطرابات التى تحدث بين المسلمين فى آخر الزمان وحقاً إن هذا هو بدايات آخر الزمان. ما أعنيه بسؤالى هو الفوضى والإقتتال والنهب القبلى المنظم المخطط والمدبر للأموال فى المتاجر والبيوت والبهائم وقد وصل بهم الأمر إلى إنتقاء بيوت ومتاجر محددة ونهبها حدث هذا على مستوى رئاسات بعض المحليات وذلك بهدف إفقار المستهدفين أولاً وجرهم نحو الحرب عن طريق الإستفزاز وبالتالى إجلاءهم من الدار ثانياً والسعى لإكتساب أكبر عدد من المجرمين وإغراءهم بالمال المنهوب بإعتباره غنائم وبالتالى الإستفادة منهم فى الزج بهم فى الحرب من أجل إكتساب أكبر رقعة من الأرض والتوسع على حساب الغير والتخلص من المثقفين من أبناء القبيلة الأُخرى حتى يخلو لهم الجو من أى منافسة فى الإنتخابات والمزاحمة فى الإستثمار المحلى إبتداءً من التجارة والزراعة والرعى وحتى إنشاء طواحين العيش والبناشر وأندية المشاهدة.هذا الأمر جعل القبائل تتربص ببعضها البعض وتتحرش بها حتى وصل الأمر إلى مرحلة اشتباك الرعاة فى مراعيهم بسبب المراعى وموارد المياه والسرقات التى تحدث فيما بينهم ، وأدى كذلك لاشتباك المزارعين فى مزارعهم بسبب التعدى على حدود المزارع (الوِسى أو الكِلنكاب ) وأيضاً أدى لاحتكاكات بين المزارعين من جهة والرعاة من جهة أُخرى، ولكن الأهم فى الموضوع هو الصراع الخفى على الحواكير الذى أصبح الآن واضحاً وجلياً يتمشدق به أهلها كأَن الله لم يخلق بشراً قبلهم فى رقعتهم التى ربما وجدوها فى غفلة من الآخرين وتحكروا عليها واحتكروها دونما أى التفاتة إلى قوانين المواطنة ووصايا الدين الذى يدعون الإنتماء إليه نهاراً على أعين الناس ويعملون ضده ليلاً إذا ما خلو إلى شياطينهم الذين يزخرفون لهم كل باطل وخبيث، وهذا ما أوردهم مورد الموت والهلاك وتالله إنهم لفى النار خالدون إن لم يتوبو قبل أن يموتو أو يقتلوا،كيف لا وقد ظلوا يسهرون الليالى ويمضون ساعات النهار الطوال فى التفكير فى شراء العربات ذات الدفع الرباعى والأسلحة الرشاشة والتعاقد مع المجرمين للمشاركة فى الحرب مقابل الغنائم والإعتراف بإنتمائهم لهم . أُقسم لك بالله يا سيادة الرئيس هذا ما وصل إليه الحال فى بعض أجزاء دارفور ، فالأسلحة التى تباع وتجرب إستعداداً للدخول بها فى الحرب تكاد تسمع أصواتها من مسافات بعيدة والعربات يتحدث عنها الناس دونما خوف من أحد والقبائل تتباهى على عينك يا تاجر بل وصل الأمر بالبعض إلى مرحلة فبركة الإشاعات بأن الرئيس (نعم سيادتك إنت ذاتك ) أرسل خطاباً إلى أحد خدامه فى دارفور يتناول فيه الحواكير والكل يعلم إن ذلك إفتراء وكذب صريح وقد سارعت الجهات المسؤلة لمعالجته ولكن حتى متى ؟ وحتى متى تتصارع القبائل بالأسلحة الفتاكة ويدور الصراع فى أماكن ليست بعيدة عن رئاسات بعض المحليات التى بها معتمد ومدير شرطة أقلاه برتبة مقدم ومدير للأمن والمخابرات أقلاه برتبة نقيب تقريباً وأحياناً يوجد قائد للجيش ربما لاتقل رتبته عن الملازم أول على أقل تقدير وحتى متى تسير الأمور بهذا الوضع الفوضوى الإستهبالى الإستهتارى؟ إذاً ماذا تنتظر سيدى الرئيس بهؤلاء المستهترين عديمى الفضيحة والإنسانية الذين أرادوا أن يفضحوك بهرجلتهم هذه على رؤؤس الأشهاد ؟ كيف لا وأن دارفور الآن مليئة بالشهود والشامتين من منسوبى الجهات الإقليمية والعالمية الذين يرون ويسمعون كل ما يجرى فى الخلاء ناهيك عن ما يدور فى المدن ، أخى الرئيس إذا كانت محلياتهم وحواكيرهم وزعاماتهم هى السبب إذاً ماذا تنتظر بهذه الخزعبلات التى أصبحت على حساب ديننا وأعراضنا وممتلكاتنا وأرضنا (أعنى أرض السودان الوطن الواحد) وسمعتنا بين العالمين فهى ليست كبيرة أو عصية على الإلغاء أو التجميد . هؤلاء أخى هم الخزى بعينه والعار بدمه ولحمه بعد أن طعنوا الدين فى وريد المؤاخاة وحرمة الدماء وركلوا وحدة الصف وأنكروا حق المواطنة .أرجوا أن لاتنتظرهم بعد هذا حاسبهم سامحك الله قبل أن تحاسب دنيا وأُخرى بسببهم ووالله لن تندم. [email protected]