*لعن الله الحرب والسياسة معا لأنهما سبب كل الويلات التي نعاني منها رغم كل الخيرات الظاهرة والباطنة التي يزخر بها بلدنا الطيب والثروة الإنسانية التي أسهمت في بناء المجتمعات في العالم المحيط بنا، ومازالت تغذي بلدان العالم بخبرات وقدرات وطاقات منتجة ومعطاءة. *لذلك ظللنا نرفض كل أنواع العنف والاحتراب ونسعى جادين من أجل الحفاظ على وحدة السودان الذي للأسف انقسم الى بلدين في وطن واحد بسبب الإخفاقات السياسية في إدارة التنوع والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي السوداني بكل تنوعه الخصيب، لذلك قلنا أكثر من مرة إن النزاعات المسلحة فشلت في تحقيق أهداف المتنازعين بل عمقت الخلافات وزادت المرارات وأسهمت في انتصار تيار انفصال الجنوب على الرغم من كل أسباب الوحدة الطوعية التي ما تزال قائمة، وهي لن تخدم لأي طرف قضية، ولن نسمح بتجربة الجنوب أن تتكرر في أي منطقة من مناطق السودان الباقي. *كنا ندرك أن القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى ستنتصر وأن معركة استرداد ابوكرشولا أكدت مجددا أن النزاعات المسلحة ليست الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف المنشودة لكن ذلك لن يجعلنا نيأس من الحل السياسي الشامل الذي مازلنا نعول عليه في تأمين السلام الذي تم مع دولة جنوب السودان واستكماله في دارفور وتحقيقه في كل ربوع السودان الباقي. *إننا نقف خلف القوات المسلحة وكل القوات النظامية الأخرى ونساند كل خطوة لدعمها وتعزيز قواتها من أجل حماية وحدة السودان وأمنه واستقراره، ولكننا نقف ضد إغلاق باب الحوار لأننا يجب أن نعمل من أجل وقف نزيف الدم السوداني بجانب العمل على بناء السلام وبسط العدالة وإنجاز الاتفاق السياسي السوداني الشامل. . إن الانتصار الحقيقي الذي يتوج الانتصار في الميدان العسكري هو الانتصار للسلام والوحدة والديمقراطية والعدالة والتنمية لأن ذلك هو السبيل الأهم لتأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على وحدة التراب السوداني وحمايته من كل المهددات الداخلية والمؤامرات الخارجية التي لن تجد ثغرة تنفذ منها إلا من خلال استمرار النزاعات والعنف لذلك يجب أن "نعطي السلام فرصة" -- [email protected]