حينما سقطت بعض الأنظمة التي زلزل سقوف صوامعها و قواعد أساساتها ربيع الغضب الشعبي الذي خرج من سخونة صيف الدواخل المكبوتة ، تنفس قادة الانقاذ الصعداء فرحا ظاهريا يغلب عليه في ذات الوقت الجزع الخفي من ذات المصير ، ولكنّهم كابروا بالقول ، إننا لانشبه من سقطوا ، لان ربيعنا قد إنطلق باصابعنا ومن قوة الزناد في يونيو 1989! وما أكذب القول وإن كان اعترافا لإثبات شناعة الفعل، ويالها من تبريرات بائسة من قوم فقدوا الحكمة والصواب ، حينما انحصر تفكير عقولهم في جيوبهم وفروجهم وبات حسهم الوطني ميتا خلف غرورهم الأجوف ظنا خائبا في فرادة فكرهم وأنانية تنظيمهم المتزمت والمتجهم خارج منظومة الزمن الباسم للغد! فالمسالة في النهاية ليست إلا ..حكاية وقت ، بل نحن أسعد الناس بخوفهم المتجدد في كل ليلة قبل سقوطهم ، عملا بالمثل القائل .. ( كتلوك .. ولا جوك ) وبعض الأنظمة من شاكلة الانقاذ ، لا ترى قبح وجوهها في مرآة الواقع التي تبصق على تلك الوجوه صباح .. مساء ! فبالأمس وعلى خلفية المظاهرات التي اندلعت في بعض المدن التركية ، بسبب إجازة بلدية اسطنبول إقامة مشروعات إنشائية في مساحة ستقتطع من حديقة أثرية منذ العهد العثماني ، واجهتها الشرطة بخراطيم المياه و الغازات المسيلة للدموع ، وهو أمر يحدث في ديمقراطيات السويد وفرنسا وأمريكا ذات نفسها ، فخرج رئيس الوزراء اردوغان بكل شجاعة منددا بافراط شرطته في استخدام ذلك التصدي بأكثر مما يستوجب الأمر ! ولكّن المضحك حقا أن حكومة الرئيس بشار الأسد التي تفرط في حكمة التعاطي مع شعبها منذ ما يقارب الثلاثة أعوام ، رحمة بالنساء والأطفال وتقديرا لحق العصابات المسلحة في التغيير دون التعرض لها بسوء ، لا بالطائرات ولا بالكيماوي ! والأمر في نظرها بسيط لا يستعدي استجلاب شحنات أسلحة روسية بالأطنان ولا إيرانية عبر حكومة مالكي العراق الفارسية ولا استيراد مقاتلي دولة حزب الله العطالى الذين أصبحوا بلا عمل بعد أن رموا مع سواعد المقاومة الأسدية التي حررت الجولان، تلك اليتيمة إسرائيل في بحر الفناء! ذات الحكومة السورية ، أصدرت توجيهات لمواطنيها التائقين للسياحة من فرط صفاء عقولهم ، بان لا يذهبوا الى تركيا ، باعتبارها بلدا ليس آمنا ! بل أن وزير اعلامها الملتحي ولكنه يصلي على قبلة سيده الذي لا إله غيره في سوريا كما يردد شبيحته والعياذ بالله، صرح ساخرا بان أوردوغان قد فقد شرعيته ، لأنه استخد م القوة غير الانسانية مع شعبه الذي خرج متظاهرا مسالما لاسقاطه ! حقا .. السفيه ، يشتم الشريف ، ولا نقول الباشا ، لأن الأخير ليس دائما بالضرورة شريف ! [email protected]