شهد الربع الأول من العام 2013 وفي ظرف أيام قليلة سقوطاً مدوياً للكرة الإسبانية ً ، فهي بطل أمم أوروبا العام 2008 وبطل كأس العالم 2010 وبطل أمم أوروبا العام 2012 ومرشح فوق العادة لبطولة كأس العالم بالبرازيل 2014 وفريق إسبانيا ينبني أساساً على لاعبي برشلونة وريال مدريد . أما الأربعة الأولى فهي فوز بايرن ميونيخ الألماني بأربعة أهداف دون رد على برشلونة الفائز بكأس أوروبا للأندية الأبطال أربعة مرات . أما الأربعة الثانية فهي فوز بروسيا دورتوموند الفائز ببطولة الأندية مرة وحيدة العام 1997على ريال مدريد الأسباني وصاحب الأمجاد العظيمة ، الفائز بكأس أوروبا للأندية الأبطال تسعة مرات منها خمسة مرات متتالية ( وتوالي عن توالي يختلف ) . أما الأربعة الثاالثة فهي هزيمة الهلال المغرور من سيو سبور العاجي المغمور منتصف مارس 2013 ، والتي كانت نتيجتها سقوط الهلال من الدور 32 للمرة الأولى منذ سنوات عديدة مضت . سيو سبور العاجي الذي لم ربما لن يعمر طويلاً مشواره في البطولة رغم إزاحته للفتح الرباطي وقد يذهب مأسوفاً على شبابه بيد الترجي أو القطن الكاميروني . تاريخياً عرف الهلال كثيرا ً من ألأربعات ، منها هزيمته المدوية من فريق المحلة المصري الذي كان جديداً على البطولة بل جديداً على لقب دوري مصر ، هزم الهلال يومها بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في المحلة الكبرى بعد أن فتح الجناح الطائر عمر عبدالله شوارعاً في دفاع الهلال ، ولم تنجح نتيجة لقاء أمدرمان في محو آثار تلك الهزيمة . المحلة التي كانت مشهورة بأقمشة مصر البيضاء فإذا بها تصبح أرض الهزيمة النكراء . أإيطاليا أيضاً هُزمت بالأربعة أمام البرازيل فريق النجوم في نهائي كأس العالم بالمكسيك عام 1970 ، وهي آخر بطولة شارك فيها أسطورة كرة القدم بيلية ، كما هي المرة الأولى التي يحرز فيها فريق كأس العالم ثلاث مرات ، والتي كادت أن تكون متوالية لولا إخفاق البرازيل في بطولة 1966 بإنجلترا والتي توجت فيها بلقبها اليتيم حتى إشعار آخر . وبالرغم من أن كأس العالم ذهب بعدها لألمانيا والأرجنتين في عهد بزوغ الفجر الهولندي والكرة الشاملة مع رفاق كرويف ، فقد نالت إيطاليا اللقب الثالث العام 1982 بإسبانيا . الفرق التي تخرج من الأدوار الأولى للمنافسات القارية وتخسر بالستات والسبعات لا تبني فريقاً يمكن أن يجد له مكاناً في بطولة سيكافا دعك عن بطولة إفريقيا للمحليين وكأس الأمم الإفريقية ، أما المشاركة في ما فوق ذلك فهو تبديد لموارد الدولة وشغل لمقاعد السفر قد تكون جهات أخرى أشد حاجة لها لإغاثة ملهوف أو نجدة محاصر أو تقديم دعم لمشروعات البناء والتنمية في أصقاع الكون المترامي . أربعات هي نبع وخزان المياه الذي يغذي بورتسودان وما حولها صيفاً وشتاءاً ، وما زال يغدق خيره عليها بإذن الله ، ولا يزال مشروع نقل المياه إليها من النيل متعطلاً بسبب عدم وجود التمويل ، وقد أتيح لي مؤخراً زيارة المكان المخصص له على ضفة النيل في ولاية نهر النيل فتملكني العجب من التباطؤ البادي للمشروع ، وبورتسودان تعاني منذ زمانٍ بعيد من العطش خاصةً في الصيف والذي يتزامن معه هذا العام شهر رمضان المبارك ، أسال الله أن يبلغنا إياه ويعيننا وأهل الثغر الحبيب على حسن صيامه وقيامه . أأمل من الجميع أن يولوا هذا المشروع الحيوي جل همهم ، وقد سبقه بناء خط أنابيب البترول الأول الألماني ( لنقل وارد البترول في عهد الرئيس النميري ) وخط أنابيب شركة النيل الكبرى ثم خط أنابيب شركة بترودار ولم يفتح الله على أحد أن يشرع في بناء خط مصاحب للمياه من قبيل رد الجميل قبل إعداد أرصفة التحميل وإعانة المحتاج وابن السبيل . وحتى بُناة الطريق البري لم يخطر ببالهم بناء أبنوب مائي مرافق له . وكان الأجدى والأنفع توصيل المياه قبل إيصال الطريق . آمل أن يرى المشروع النور في زمان هذا الجيل . وبورتسودان ميناء السودان الوحيد ونافذته البحرية على العالم وقاعدة إنطلاق سفن سودان لاين ، بعيدة الآن عن الأضواء بعد أن تبخر وجودها في الممتاز بأفول قمريها "حي العرب" و"هلال الساحل " أصبح لأمدرمان أندية أربعة من جملة 14 نادياً تشكل الممتاز ، مضى عهد إحتكار أم درمان لنصيب الأسد من الأندية وقد يتنهي إحتكارها للتمثيل الخارجي ولا عزاء للذين لا يستفيدون من دروس الماضي لبناء المستقبل . هُزم برشلونة بالأربعة ، و هُزم ريال مدريد بالأربعة ، وهُزم هلال أمدرمان بالأربعة ، وكلهم خرج من المنافسة على كأس الأندية الأبطال في قارته مع فارق التوقيت ، الفرق في مايلي من خطوات للتعامل مع ذلك الواقع ولننتظر لنرى كما قال طرفة في معلقته الذائعة الصيت : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزوِّدِ ويأتيك بالأخبار من لم تبع لهُ بتاتاً ولم تضرب له وقت موعدِ عن المرء لا تسل وأبصر قرينه فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي عباس أبوريدة [email protected]