* حرصت على حضور الندوة التي نظمها مركز الخرطوم للخدمات الصحفية والتدريب بالتعاون مع وحدة التدريب والبحث والعلمي بكلية الآداب بجامعة الخرطوم التي أقيمت نهار أمس الأول بقاعة الشارقة بالخرطوم. * أولاً لأهمية موضوع الندوة التي كانت حول دور الإعلام في تعزيز التعايش السلمي ونبذ العنف، ولأن الأساتذة المتحدثين في الندوة قامات في مجال العمل الصحفي والإعلامي والفكري، وهم الدكتور الطيب حاج عطية والبروفيسور الطيب زين العابدين والأستاذ الكبير محجوب محمد صالح. * صحيح هناك شبه اتفاق على أهمية تعزيز التعايش السلمي ونبذ العنف، لكن الواقع السياسي والاجتماعي يكذب ذلك، وما زالت تحديات إدارة التنوع تشكل هاجساً يؤرق كل المعنيين بمستقبل السلام والتعايش الاجتماعي في بلادنا. * إن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تتهدده ألغام كثيرة، أخطرها على الاطلاق استمرار النزاعات داخل السودان والخلاف مع دولة جنوب السودان، خاصة النزاعات المسلحة التي أخذت طابعاً سياسياً. * استمرار الصراعات والنزاعات والخلافات هي ثمار العنف السياسي المحشود في الخطاب السياسي الرسمي، سواء ما هو موجه للمعارضة الداخلية بشقيها المدني والعسكري، أو الموجه لإخوتنا في دولة جنوب السودان. * صحيح كما أشارت المداخلات الصريحة في الندوة، وكما أشار الأساتذة في المنصة، لا يمكن أن يؤدي الاعلام دوره المنشود في ظل السياسات الإعلامية الشمولية أحادية التوجه، إلا أن ذلك لا يعني أن يتراجع دور الإعلام تجاه قضايا الوطن والمواطنين. * هكذا يظل دور الإعلام مطلوباً - خاصة في مثل ظروف بلادنا المهددة بالألغام السياسية والاقتصادية والاجتماعية - من أجل نشر ثقافة السلام، وتعزيز التعايش الاجتماعي بين كل مكونات الأمة السودانية والاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه في وطنه، والتصدي لكل من يؤججون الصراع لفظياً، والسعي لبسط العدل الشرط اللازم لتعزيز التعايش السلمي. * نتفق مع أستاذنا الكبير محجوب محمد صالح في أن الإعلاميين ليسوا وحدهم من يحددون الأجندة الإعلامية، وإنما هناك الحكومة والبيئة القانونية والملاك والناشرون، إلا أن ذلك لا يعفي قادة الرأي العام من تحمل مسؤولياتهم لاسترداد الدور الوطني والأخلاقي والمهني للصحف وأجهزة الإعلام، بل استرداد العافية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوطن والمواطنين. [email protected]