بسم الله الرحمن الرحيم تفاجأ أعضاء هيئة شورى المؤتمر الوطني ولاية نهرالنيل برئيس هيئة الشورى يعلن من المنصة الرئيسية للإجتماع عن سرقة مركوب المعتمد بأحد محليات الولاية المصنوع من جلد النمر ، فتفقد كل واحد منهم نعليه وعندما تأكد من سلامة موقفة نظر الى قدمي جاره يتفحصه فكانت المفاجأة أن المركوب يلبسه الوزير . وقبل الحديث عن ردة فعل الحضور وتبرير الوزير لفعلته . نرد على من يقول لماذا تشغلنا بمركوب المعتمد وهذه إنصرافية منك فالبلد فيها من المشاكل والقتل للمواطنين وحبسهم ما يكفي كل كاتب ومعلق على الأحداث . ولهؤلاء نقول إن التصرفات الصغيرة دلالة على شخصية وتفكير من يحدثها ومن مبدأ أن الأخلاق لا تجزأ فالذي يسرق جنيه لص والذي يسرق ملياراً حرامي وفقدا معاً خصلة الأمانة والأمثال الشعبية في هذا الشأن كثيرة . وأحكي للسيد المعتمد قصة عم /عباس المزارع البسيط الذي وهو ذاهب لمزرعته بصحبة حاج أحمد وهم يتابدلون أطراف الحديث ولم يجد حاج أحمد نفسه الا وهو مرمياً على الجدول ويسأل عم عباس عن السبب لسحبه على الأرض فكان الرد مدهشاً من الخليفة عباس وهو يهمس حتى لا يرانا أبو على وهو يسرق القش ليعلف بهائمه فيحرج في الحلة إن قبضناه متلبساً فلنختبئ حتى يذهب ولا يرانا . ولأن الظلم عشعش في بلادي ترك للوزير فرصة يبين سبب لبسه لمركوب المعتمد وأنا على يقين لو أن فقيراً سرق شبشب من أمام المسجد لأوسعوه ضرباً قبل أن يتبينوا سبب فعلته قصداً أم سهواً ولكن للشعب قانونه الخاص الذي يرد به على حظوة السادة وحصانة المسئولين وأسرهم من المساءلة القانونية ، وفي عطبرة تم قبض نشال ويده في جيب ضحيته فبعد أن نال علقة ساخنة من الحضور تدخل أجاويد ناس باركوها ولكن الاستاذ بالمدرسة الثانوية أصر على أن تجري العدالة مجراها فذهبوا بالنشال الى القسم فأخرج النبضشجي الجمهور وأدخل النشال والضحية وبعد سؤال الضحية عن قيمة المال المسروق أجاب 75جنيه فما كان من العسكري الا وأن أعطاه مبلغ 150جنيه بعد أن طلب من النشال إفراغ ما في جيبه ، فذهب صاحبنا الى الجمع خارج القسم وهو يعلمهم بما جرى ويستفتيهم في المبلغ الإضافي هل هو حرام أم حلال وبينما هم في جدلهم حضر اليهم النشال وهو يلومهم بقوله أم أقل لكم أحسن نحلنا برانا أه خسرتوني 750جنيه أخذها العساكر مني وسأذهب أنشل من جديد أعوضها .فضحك الجميع وأخذ صاحبنا ماله وإنصرف . العقلية التي تعاملت مع حادثة المركوب فالمعتمد عمل هيصة من مركوب جلد النمر ولم يراعي أن الذين يتهمهم بالسرقة هم قادة الحزب الحاكم وأهل شوراه كيف لمن يسرق مركوباً يكون أميناً على وطن أما رئيس هيئة الشورى الذي هتف في الحضور بالمكرفون أنكم لسارقون لم يراعي فقه السترة ولو مارس هذه الشفافية في حماية المال العام من إعتداءات الحكام لكان الشعب يعيش في رفاهية لكن الواضح أن مركوب المعتمد أهم من موارد الدولة والعجب تبرير الوزير حيث قال معتذراً للمعتمد تشابه المركوب مع مركوبي الذي تركته في المنزل وظننت نفسي ألبسه فضحك المعتمد مسروراً برد مركوبه وقبل إعتذار الوزير ولكن الحضور أسروها في نفوسهم (إن يكن سرق المركوب فقد سرق من قبل قوت الشعب ونحن نعلم) . أليس الخليفة عباس أولى من هؤلاء بحكم البلد يراعي مشاعر اللص السارق ويعذره ولا يفعل المعتمد مثل صنيعه وهو يتهم أعضاء مجلس الشورى بسرقة مركوبه وماذا لو لم يعثر عليه لأصبح كل الأعضاء في دائرة الاتهام فكيف نأمن على مصالحنا من وزير لايدري حين خرج من بيته يلبس مركوباً أم جزمة أم كيف نثق في حسن تصرف رئيس الشورى وهو يغلن الأمر بهذه الصورة المستفذة أم أن الحكمة إنعدمت عندهم . م . اسماعيل فرج الله 28يوليو2013م [email protected]