في دولة ماليزيا الإسلامية الشقيقة طبعاً ، والمتنوعة الأديان والأعراق .. جاء في أخبارها وقبل مدة أن فنانة من بناتها ولعلها تعمل راقصة لا أذكر تحديداً .. ربما هي من ذلك الصنف الذي يقال عليها رقاصة شريفة من الكابريه للبيت وبالعكس ..! إلا أنها وعلى غير عادتها في ذات يوم ، غيرّت طريقها ممتطية كعبها العالي ومتسربلة جنزها البنطالي ، ولكّن الى المحكمة الشرعية رأساً ووقفت أمام القاضي معترفة بأنها شربت خمراً لمرة واحدة ، وطلبت منه تطهير روحها قبل جسدها بتطبيق الحكم اللازم شرعاً عليها ! وتقبلت العقاب بصفاء إيماني خالص .. وكان بإمكانها أن تمسح رائحة الصهباء عن فمها صباحاً بفرشاة أسنانها و تُذهب ما تبقى من أثار الطشمة في رأسها بعد أن تفكها بصحن أم فتفت بشطةٍ أسيوية حُرة أو دمعة فسيخ كاربة ولامن شاف ولا من دري ! وهي تذكرنا بقصة تلك المرأة التي ظلت تلح باعترافها أمام النبي الكريم على نفسها بأنها حملت سفاحاً وهي المُحصنة ، وكان نبي الرحمة يردها في كل مرة بشتى الذرائع ليعطيها فرصة التراجع التي تتيح لها النجاة بدرء ذلك الحد القاسي عنها وهو الرجم .. حتى استنفد معها الرسول العادل كل الفرص على مدى أكثر من سنتين من ترددها عليه .. فطبق عليها حكم الله ..فصارت توبتها مثلاً بشرها صلوات الله عليه وسلامه بحسن عاقبتها خيراً في آخرتها بإذن الله ..وقال إنها لو قسمّت على أهل الأرض جميعاً لكفتهم ! وكانت أمامها هي الآخرى الفرصة أن تجلط ذلك الجنين في فراش الزوجية حيث لا يوجد.... أو الحمض النووي.. (D N A ) وقتها لتحديد الأنساب .. الإ إعتراف الضمير الصاحي ..الذي يظل كما هوّعلى فطرته، رغم فروق الزمان والمكان في الحادثين .! ودولة ماليزيا تلك والشيء بالشيء يذكر.. وكما سمعنا من أهلها فإن آداء فريضة الحج هو ضمن شروط عقود العاملين بالدولة والمؤسسات فيها ..وحينما يأتي دور الموظف أو الموظفة وبالطبع دون واسطة أو تخطي للصفوف لمن هم من صحابة الحكم ، فان الجهة المعنية تخطرهم بالإستعداد للسفر حيث تتولى توفير متطلبات حجهم ..من مستوى سفنجة الوضوء وحتى أجرة حلاق التقصير..ثم يعودوا.. بلا تأخير أو حجة وزوغة .. مكرمين معززين في إعاشتهم وإقامتهم هناك ومع تنجنّب الوقوع في فخ سماسرة الحج على شاكلة الذين تبعثهم دولتنا للإسترزاق سحتاً على حساب حجاجنا المساكين ! في وقت يقف الآن مسئؤلو الأوقاف وشئؤن الحج عندنا مصلوبين في أقفاص عدالة الإنقاذ التي هي شريك ٌ وخصمٌ وحكم .. بعد أن تقازفوا تبادلاً بأحذية الإتهام التي تلطخت بوحل الفساد في ذلك المرفق الذي كان يفترض فيه القداسة دون غيره ! وماليزيا هي ذات الدولة التي نجد الآن رئيس وزرائها السابق الدكتور .. مهاتير محمد وقد نهض بها الى مصاف الدول الكبرى .. مُلاحقاً من العالم كله بعد تركه الحكم .. ولكّن لإلقاء محاضرات ودروس يبين فيها كيف حقق تلك المعجزة في سنوات معدودة.. وليس مطارداً لإلقاء القبض عليه ..مثل ذلك الحبيب .. الذي في بالي وبال قاضية الجنائية.. السيدة / فاتو بنسودا ..! فشتان بين ضمير تلك الراقصة الحى و التي كان من الممكن أن تقتله داخلها وتستفيد منه مشدوداً الى ظهرها المجلود .. بحزامٍ أنيقٍ كقيمة جمالية خارجية فقط ، تساعدها على خفة هز الوسط ..وتنسى خرافة تطهير الروح والجسد تلك . وبين ضمائرميتة من الداخل عندنا صارت بطوناً منتفخة من الخارج.. ليس بقانون الزندية والخطف من مواقع النفوذ فحسب .. ولكن تضخماً باستغلال قوة منفاخ الدين ذاته .. ومكبرات صوته ً إعلاءاً لعبارة لا لدنيا قد عملنا .. وتمسحاً بلون الشرع ..تجميلاً للصورة ..ولكنها تزداد قبحاً لو يعلمون..! أستغفر الله العظيم .. [email protected]