المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخوان مصر في حالة كونهم "موتى" نحروهم او انتحروا؟؟
نشر في الراكوبة يوم 04 - 08 - 2013


1- مقدمة :
ليس هناك فرق – علي الاقل في حالة السياسة – بين نتيجة الانتحار أو النحر . فالنتيجة واحدة وهي الموت . ينطبق هذا ايضاً علي الحالات غير السياسية بما فيها حالات الجريمة الجنائية في القانون (وضعياً كان ام سماوية) .
اما القصد من طرح السؤال بالصيغة المعنونة اعلاه ليس محاولة احياء الميت عن طريق "يا حي يا قيوم "، لكن المقصود هو بحثُ عن اسباب الموت.
الأنكي في الحالة هذه أن يكون سبب الموت هو الانتحارلأن ذالك يقلص من فرص تحميل المسؤلية الجنائية للجاني وبالتالي يقلّل من امكانية انزال العقوبة عليه ، طالما الجاني نفسه هو "المجني عليه". ففي حالة "أخوان مصر" وهو موضوع مقالنا ، فأن طرح السؤال بهذه الكيفية مهمُ لان الاجابة عليه تساعدنا علي رفع اللغط وكشف لحالة الغموض السياسي فيما آل اليه مصير الاخوان "الكارثي" وبالتالي يعني وضع نهاية للنقاش في الموضوع نفسه خاصة اذا ما ساقتنا الادلة المادية الي ان سبب الموت هو عملية "إنتحار" وهو ما يشير اليه مقدمات الموضوع ومجريات الاحداث والمضابط اليومية.
شي اخر نود الاشارة اليه وهو ان حرصنا علي طرح السؤال بهذه الصيغة لم ياتي بدافع "الشماتة السياسية " او من منطلقات "فش الغبينة" وخاصة نحن نهتدي بالحديث النبوي الشريف "اذكروا محاسن موتاكم".
اذن دعنا نذهب الي مسرح الاحداث ومجريات الوقائع ابتداء من ميدان "رابعة العدوية".
2- أمبراطورية العروبة تترنح والاشياء تتداعى
في مقال سابق لنا بعنوان " إنهيار امبراطورية قومية العروب " نُشر في اعقاب إنفجار ما سمي "بالربيع العربي" حيث وصفنا سريان تلك العملية الثورية بانها حالة من الدوران الحلزوني وقد تاخذ عقوداً من الزمان ان لم تكن قروناً قبل ان ترسي الي حالة من الاستقرار السياسي وقلنا ان تلكم الاستقرار ، ان قدر له ان يتم قد ينتج اشكالاً متنوعة من الخرائط السياسية تختلف عن ماضي الخريطة الكروكية للامبراطورية كما حدث للسودان "الحبيب" وتكون اقرب الي الواقع العيني المتعدد لهذه المنطقة .
وقد تفرز تلك الدوران الثوري الحلزوني شظاية لكيانات سياسية تعكس طبيعة العناصرالاولية لمركبات المنطقة"من كردية وارمنية وقبطية وافريقية وبربرية وامازيغية وفارسية ودرزية وشيعية وسنية واسلامية ومسيحية ويهودية...الخ" .
كما تتقلل تلك العملية من تمردات ثورات للمراة والشباب والاقليات وكل العناصر المضطهدة التي تحررت من قبضة امبراطورية العروبة الي فضاء الثورة وهي كلها مدفوعة بطموحاتها وتطلعاتها وآمالها المستقبلية .
كما تنبانا في السياق نفسه بان تكون هناك نوع او انواع من الثورات المضادة (تقوده قوي قديما او مستحدثة) بشتي تجلياتها تتصدرها مجموعات تفتقد للرؤية الثورية ومشاريع التحول الاجتماعي في محاولة منها لاعادة إنتاج المنظومة القديمة وهو ما حاولت جماعة "أخوان مصر" فاصدمت برياح الثورة العاتية مما حولهم الي ماهم عليه الان من الانتحار السياسي والموت الذقوم وهو امر متوقع طالما هي خاضعة لايدلوجياتها المنولوثيكية .
فجماعة الاخوان وباعتبارها تنتمي الي مدرسة الكهنوت السياسي رغم انها تشكل تياراً لا يجب ان يستهان بها ، ولانها تستهويها فقط ثالوث "السلطة والمال والجنس" وهي لم تسترعي اي انتباه الي استحقاقات الثورة او متطلباتها من حقوق الانسان او احساس الجماهير ولم تنظر الي فسيفساء الواقع الاجتماعي المعقد الاّ من زاوية "الدين" ولم تستخدم الاّ المنظار السياسي الذي ترصد وتلتقط احداثياتها مواقع القمع.
3- بؤس فقيه الثورة والجهالة الناشطة.
لكل الثورات اباء وفلاسفة ، فجان جاك روسو وفلولاتير كانا فيلسوفا الثورة الفرنسية العظية (أبا ثورات العالم المعاصر) ولم تكن للثورة البلشفية في روسيا ان تنجح لولا معلمها وفيلسوفها فلاديمير إيلتيش لينين وحواريهم من امثال روزا لكسمبورج ، ولا يمكن الحديث عن الثورة الامريكية الا بورود اسم جورج واشنطون وتوماس جيفرسون ، كما ان اسم تيودور هرتزل وعزرا وايزمان هما صنوان لتاسيس الدولة العبرية ، ونيلسون مانديلا كان فيلسوفاً وقائداً ورمزاً للثورة في جنوب افريقيا وكذا الامام الخميني بالنسبة لثورة الفُرس ولم تكتمل ذكر ثورة شعب جنوب السودان الا بذكر د/جون قرنق وكذا ثورة دارفور الاّ بذكر مناوي وعبدالواحد وخليل .
وطالما الشئ بالشئ يذكر فان الشيخ "محمد القرضاوي" قد حاول ان يفرض نفسه في حالة يئسة فيلسوفاً للقيادة الفكرية "لأخوان مصر" في ثورته . وهنا مربط الفرس تكمن فيه عجائب الزمان وأُس الداء، وكما يقولون ان الفاجعة تاتي عندما يتصدر او بالاحري يحاول أن يتصدر الاقذام الأحداث العظيمة "" وحتي لا يتخيل باننا نطلق الاحكام علي علاته ، فيجدر بنا ان نذكر فيما قيل عن هذا الشيخ "الكهنوتي" من قبل .
سؤل يوماً الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي وهو المسيحي الماركسي الذي اعلن عن اعتناقه الاسلام حيث واجهه احد الصحفيين العرب ، بالسؤال التالي:
-الاستاذ غارودي انت رجل مسيحي وفيلسوف مشهور والحمد الله قد اعتنقت الاسلام (وحالك هذا يطابق حال عن الذين قال عنهم الرسول عليه السلام "اللهم اعزّ الاسلام باحد العمرين")، والامر بلا شك يعكس سماحة الاسلام وموقفك هذا ايضاً يعكس ان هنالك الكثيرون من المؤلفة قلوبهم والحياري في اروبا المادية وبما اننا كمسلمون وعرب لدينا من المال الكثير ومن الدعاة القادرون ، فماذا تريد انت شخصياً أن يقدم لك من المعينات التي تساعدك في نشر الاسلام في اروبا لتنقذها من الظلمات الي النور؟
جاء رد الفيلسوف غارودي نافياً وقاطعاً وصارماً حيث قال"فبرب موسي وعيسي ومحمد عليهم السلام" اقول:
لست بحاجة الي اموالكم... اريد منكم شيئاً واحداً ( احزركم منه اولاً.. واحزركم منه ثانياً ... ثم احزركم منه ثالثاً ) ان لا تسمحوا بشخصيات مثل محمد القرضاوي أن ياتوا الي اروبا إطلاقاً . ارجوا منكم ان تمنعوهم من ان يعبروا البحر الابيض شمالاً .
وعندما سأله الصحفي مندهشاً: لماذا القرضاوي شخصياً؟ فرد غارودي مطمئناً قائلاً:
"لأن" هؤلاء القوم مضرون للإسلام وللمسلمين . فبينما نحن نعمل عناء اليل والنهار في الدعوة للاسلام و بالتي هي احسن وبالمنطق السليم والحجة القوية وقد ننجح في احيان قليلة أن نقنع خمسة او عشرة أفراد في عاماً بحاله كما حدث في السنة الماضي وهي عملية صعبة، ولكن مثل مجهودنا هذا قد يتبخر ويتبعثر كلياً ويذهب مع الريح في لحظة غمضة عين بسبب جملة واحدة يطلقها شخص مثل "الشيخ" القرضاوي عبر تلفاز ، كفتاويه في موضوع جهاد "المناكحة" أو اراءه عن الاغتصاب فتلك الاراء والفتاوي يثير الاشمئزاز ويقشعر الابدان عندنا في اروبا ، فتخرج المئات إن لم تكن بالالاف ، في زرافات ووحدانا من معتنقي الاسلام من الاوربيين ويتركوننا قائمين وربما يلعنون يوم ان دخلوها وربما يسّبون للشخص الذي استدرجهم الي اعتناقه.... "فهؤلا قوماُ جهلة ناشطون وليسوا بدعاة خابرون وعليه أتركونا وشأننا ." هذا ما قاله غارودي .وكان رد الجماعات الاسلامية ساخرة حيث شككو في صحة اعتناقه للاسلام وجاء قولتهم المشهور : "إختبروه بالختان" .
فنحن امام رجل وُصف بانه "جاهل نشط" "وكهنوتي ركيك" وهو يحاول ان يتصدر للثورة الشعبية في مصر ، فالسؤال اذا : كيف يتجرأ ويتطاول مثل هؤلا الاقذام من فقهاء الكهوف والعصور الحجرية وحراس الايدولوجيات المقبورة أن يعشموا في قيادة ثورة شعباً عظيم الحيوية كالمصريين ؟؟ : بئس الحال وبئس المصير.
4- مشاعر فطيرة تتأجج :-
عند صعود الاخوان للسلطة وفي غفلة من الزمن عن طريق الانتخابات فقد شّب نار "النوستالجيا" في نفوس الرجرجة والغوغاء في ربوع "العالم الاسلامي" وتأججت مشاعر خفافيش "الاسلام السياسي" حيث توالت برقيات التهنئة الصفراء والوعود الجهادية من الجماعات الاسلامية (حكاماً ومحكومين) من اندونسيا وماليزيا وباكستان وطالبان الملأ عمر من افغانستان وحماس فلسطين وقاعدة اليمن والمغرب ومالي ومن الشباب الصومالي ومن بوكو حرام النجيرية ومن جماعات تنظيم " الفجر وليالي العشر" من الصين ومن إمارة السودان" في جنوب الوادي ...الخ، وكانت البرقيات تهنئي احياناً ببزوغ فجر الدولة الاسلامية الحقة في قاهرة "المعز بالله " بطلوع البدر من ثنايا ماذن الازهر الشريف، حيث توهموا برفرفت "اعلام القاعدة السوداء" في "كنانة العربة" وتوعد ألاخري منهم بالدفاع عن مصر "المأمنة" الاسلامية بالمال والنفس، حيث تبشر وتؤكد البرقيات في كل الحالات والاحوال بأن "أروبا وأمريكا قد دنا عذابهما" وأن سماء مصر قد أمطرت وأن ثومها وبصلها وعدسها وتينها وزيتونها قد أثمرت وحان قطافها وأن قرضاوي وبديع ومرسي لقاطفيها. وانهم سوف يدكون ارض مصر من تحت اقدام الزنادقة "دكا دكا" ويصابهم برعباً كرعب الذي فر من "قسورة" .
5- أوردغان يعظ ولا حياة لن تنادي:-
يقولون إن المؤمن من إتعظّ بغيره . هنا حاول عبدالله اوردغان – رئيس وزراء تركيا وسليل "الخلافة العثمانية" ان يقدم من النصائح التي حملها من تجربة اخوان تركيا المريرة ومأسي اخوان الجزائر ومن جرائم وفضائح واثام اخوان السودان، وقد حاول ان يشرح في تبسيط ماذا يعني "بالعلمانية " التي وصفها بانها حالة "وقوف الدولة ومؤسساتها علي مسافة واحدة ومتساوية من كل الديانات والاثنيات والثقافات ..الخ" وكان الرجل يعي تماماً بعدم قدرة جماعات "أخوان مصر" من إدارة الثورة ، كما يعي بهواجس وتوجسات ومخاوف العالم "المتحضر" من توجهات وسياسات وافاعيل جماعات الاسلام السياسي وما يمكن ان يسببه هؤلاء من فوضي عارمة وعدم استقراء للسلم والامن الدوليين ، وخاصة عندما يكونوا في السلطة لدولة محورية مهمة للعالم كمصر . ولكن يبدو ان فتاوي القرضاوي وسلطات بديع واصرار مرسي تقي علي صراغ أردوغان حيث ذهب سدُاً.
6- أولويات حكومة محمد "منسي"
فيما مكث الأخوان في السلطة لمدة عام بالتمام والكمال ، فقد وضح جلياً ملامح وأولويات أجندة سلطتهم في مصر وذالك من سياق تصريحات المسؤليين وأفعالهم . هذا فضلاً عن الشعار العريض المتمثل في "أخونة الدولة" عن طريق فلسفة التمكين بما يعني "تطهيراً الاعلام من دنس اللبراليين ، تطهيرالقضاءمن العلمانيين، والامن من بلطجية حسن مبارك والخدمة المدنية من سدنته" فقد ابان أيضا أن مواضيعاً مدرجة في جدول اعمالهم كاجراءات استباقية ويتضمن ذالك برنامج تطهير مصر من آفة الشيعة والتشيع وتطهيرها من شأفة القبطة والاقباط ومن النوبة والفراعنة هذا فضلاً عن البرنامج الاسعافي المتوقع تنفيذها مثل "تطهيرالمجتمع المصري من ظاهرة "عاريات الصدور" و" جهاد المناكحة " وتغيير اسم الفريق القومي المصري من الفراعنة الي "المجاهدين" . وفي مقابل كل ذالك فقد عّم الفوضي والنهب والسلب والاختطاف والفساد والغلاء والقمع في مدن وأرياف ونجوع مصر مما حولت الدولة المصرية في فترة وجيزة الي ما يشبه الغابة، فينما يردد الجماعات الاسلامية في نشوة لشعارات مثل "يجب كل الذي يجب ، يجب ان تنهار الفراعنة ".
7- غزل المجتمع الدولي وتفاححه المسموم:-
يتفق المحللون والمراقبون السياسيون العارفون ببواطن الامور ان مواقف المجتمع الدولي التكتيكية منها والاستراتيجية خاصة (الولايات المتحدة والاتحاد الاروبي تحديداً) حول مجريات الاحداث في مصر تنطلق من مبدأء مركزي وهو ان مصالحها الاستراتيجية يتعارض جملة وتفصيلاً مع مصالح وسياسات جماعات الاسلام السياسي في المبادي و المرتكزات الاساسية (السلم والامن الدوليين في مقابل مبدا الجهاد ومفهوم "دارالحرب ودار الاسلام ") . وفي قراءة لحالة مصر(وبقية امتدادت ما سمي بالربيع العربي) تقول احدي هذه النظريات ان الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها استطاعات بمكرها ان تستدرج الجماعات الاسلامية (خاصة في مصر) الي السلطة وكشفهم من مخابئهم الي فخ فضاء السلطة ليغرقهم في متاعبها ويعزلهم عن الشعب ويحصرهم في مستنقع ثلاثية شهواتهم ( السلطة والثروة والجنس) ليقفوا بصورة اتوماتكية ومباشرة في مواجهة الشعب وهم ضد قضاياهم وهم عراة ومكشوفي الحال، وهو أمر يسهل إصطيادهم بواسطة الشعب نفسه، وان دخول الجيش في الخط ما هو الا "مخطط غربي" ماكر ومحبوك بذكاء ، ليظهر الوضع وكأن الاخوان (في مصر تحديداً) لا يهمهم قضايا وهموم الشعب. وهكذا أصبح الحال وفُسر موقف الجيش ليصبح علي نقيض المثل الشائع فاصبح بالتالي "كلمة حق أريد بها الحق" وبينما الحال هكذا، فما زال الرئيس المخلوع "محمد مرسي" وحرسه من الاخوان يعتقدون يحلمون جازماً ويصروُن أن الامريكان "الذين دانت عذابهم" ما زالوا يقفون مع "الشرعية وفي صفهم" "" ونحن نسأل: هل هناك من عالماً في المدينة يفسر لنا هذا التناقض العجيب؟؟؟ هنا يطرح احد الصحفين الغربيين سؤالاً ساخراً تحمل في طياته سخرية اكثر وهو يقول "فربي، اريد ان افهم، ماذا قالت السيدة أشتون " ممثلة الاتحاد الاروبي للعلاقات الخارجية عن مادار بينها وبين الرئيس المعزول السابق عندما التقت به. فالسؤال هنا هل يعي الاخوان ان الغرب يعي تماماً ان منظومة "الاسلام السياسي " هي اصل طينة الارهاب العالمي فكراً وسلوكاً وممارسة، ويعبرهم عجينة افة العصر ومهدد امنها الاول وان ضرورة القضاء عليها هي في القاعدة الاستراتيجية لتفكير منظومة الغرب وإن تباين طرائق التعامل معها .
8- اولويات الحكيم ابو الهول وعيونه الساهرة.
نحن تعلمنا ان المصرين وفضلاً عن شخصيتهم المرحة وهم ايضا شعب يسيطر علي وجدانه ويتحكم علي مخيلته "أساطير الاوليين" فتلك خصلة حضارية وقيمة سياسية رفيعة بكل المقاييس التي لا يتمتع بها الا الشعوب التي تتكي علي إرث متين وعرش عظيم. فهم (أي المصريون) يعتقدون جازماً ولاسباباً غير واضحة للاخرين، من ضمن ما يعتقدون أن ابو الهول العظيم الذي يقف تمثالاً شامخاً في الجيزة لاكثر من خمسة الف سنة ، هو حارسهم الاعظم، فهو في اساطيرهم "اله الحرب وربّ السلام" وجالب للخير ورغد العيش والمّن والسلوي لهم. وهم يلجأوون إليه سجوداً وركوعاً في حالات الضراء وساعات المحن الا من شذَ منهم وخرج عليهم من القاعدة التقليدية . وبما انه هو الحارس الاعظم لمصر وقائدها الأعلي ، فوصاياه محفوظة عن ظهر قلوبهم وحديثه مسموع ومطاع كحديث موسى "كليم الله" عند قومه.
ويقول العارفون بأسرار والغاز الثراث المصري القديم أن ابو الهول هو الذي اوحي لحكام مصر بضرورة السلام الدائم مع بني اسرائيل وهو الذي أمرهم علي توقيع إتفاقية "كامب ديفيد" مع الدولة العبرية وهي بالتالي اتفاقية مقدسة، وفي خرقها يجلب الويل والثبور لارض مصر من فيضانات وطوفان وضفادع وقمل وجراد ويحول ماء نيلها غوراً وصعيدها زلقاً. كما حدث في اقبان معارك موسى عليه السلام مع فرعون عهده .
هكذا أن السلام مع الحبوش الاثيوبيون ضرورة لحياة مصر والمصريون، فمصر "هبة النيل" في اساطير الحبش والنيل "شريان حياتها" والحرب ضد الحبوش يجلب علي المصريين القحط والجفاف والكوليرا والطاعون وخراب للديار. وهذا ما يفسر الخروج المفاجئي للمصريين بالملايين باشار بنان ابو الهول الساحرة وهم يعزفون مزامير "توت عنخ امون" و يرددون سوياً ترانيم واناشيد المللكة "نفرتيتتي" لطرد الارواح الشريرة والاشباح المخيفة من سماء مصر.
ترايو احمد علي
Email: [email protected]
الحلقة القادمة مسيرة الثورة وبقية وصاية ابو الهول


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.