يا بشير: إن الله قد يغفر , أما نحن .. فلا خرج علينا السيد رئيس الجمهورية قبل أيام , وهو يتحدث الى بعض من بطانته , يرجو الله أن يجعلهم وآبائهم من عتقاء هذا الشهر المبارك , ولكنه إستدرك , مبديا قلقه وخوفه من حساب يوم القيامه , كيف سيغفر الله لهم وهم يسفكون دماء المسلمين لأتفه الأسباب. ثم ختم حديثه عن كيف أنه سيتعذر عليه كقاتل أن يؤتى كتابه بيمينه.. (أنتهى) فكيف عن لقاتل متحجر القلب ومعدوم الضمير , الإتيان بمثل هذا الأحساس المفاجئ بالذنب! هل حقا جاءه هذا الإحساس بالندم كنفحة إيمانية فى رمضان .. كما حاول الإيهام !؟ ألم يبدأ هذا القاتل التائب سفكه للدما وقتله لمعارضيه , ودفنه لبعضهم أحياء , فى رمضان هذا نفسه ! .. كم رمضان مر عليه , وعلى من معه من قتلة , وهم يسفكون دماء السودانيين , ويسجنونهم , ويعذبوهم , وينفونهم فى الأرض !! وكم رمضان مر عليه , وعلى بطانته الفاسدة , وهم يفسدون فى الأرض , وينهبون موارد البلاد , ويتطاولون فى البنيان !! يمكن لهذا الرجل أن يُظهر ما شاء الله له من حسرة ومن ندم , أمام أعوانه وشركائه فى جرائمه , عسى أن يغفر الله له ما فعله بوطنه وأهله , أما نحن .. ضحاياه , فوالله لن ننسى ولن نغفر له أبدا ما فعله بنا وببلادنا ..! بل دعونا الآن من هذا النسيان وهذه المغفرة .. ولنسأله عن العدالة المجردة لهذه الدنيا قبل الآخرة .. فنحن حتى وإن عزلناك وحبسناك فى غرفة باردة مظلمة , ولما تبقى لك من عمر , هل ستدفع ثمن سجنك وتعذيبك وإذلالك لأبناء الوطن ؟! حتى وإن نفيناك فى أرض قاحلة جرداء , لا نبات فيها ولا ماء , فهل ستدفع ثمن تشريدك للملايين من مواطنيك من بلادهم ؟! حتى وإن نزعناك من قصرك , وأسكناك فى جحر ضب خرب , فهل ستدفع ثمن دموع الأطفال الذين أسكنتهم خيام اللجؤ وكهوف الجبال ؟! حتى وإن شددناك من قدميك بالجمال فى كل إتجاه , ومزقنا جسدك وأنت حى الى نصفين , فهل ستدفع ثمن تمزيقك لهذا الوطن؟! وحتى وإن بنيناها على إعترافك الشخصى فقط , وصلبناك وقتلناك عشرة آلاف مرة , فهل ستدفع ثمن أزهاقك لأرواح مواطنيك لأتفه الأسباب ؟! وأليس من شروط التوبة النصوح لله الندم على فعل الخطيئة , والإقلاع الفورى عنها , وعدم العودة مطلقا لها , فكيف إذا تكون تائبا لله وأنت لا زلت والغا فى دما المسلمين بالأمس واليوم وغدا !! وأليس من شروط الإصلاح والصلاح أن يمتثل المرء للعدالة الدنيوية ليدفع ثمن جرائمه ضد المجتمع حتى يقبله هذا المجتمع فردا فاعلا فيه , فكيف إذا تريد الصلاح لنفسك وأنت طريد للعدالة داخل وخارج وطنك !! فهل سنتجنى عليك, إن قلنا لك إننا لن نغفر لك يا بشير , بل سنظل ندعوا عليك , وعلى من إشترك معك فى جرائمك , وعلى كل من دعمك وساندك فى هذا الظلم وهذا الدمار الذى أحدثته فينا وفى بلادنا .. هل سنظلمكم, إن ظللنا ما حيينا رافعين لأكفنا , فى قيامنا وقعودنا , فى ركوعنا وسجودنا , وفى صحونا ومنامنا , ندعوا الله أن يخزيكم ويعذبكم فى هذه الدنيا , وأن يجعل قبوركم قطعة من النار , وأن يحشركم فى نار جهنم وبئس المصير .. وختاما ... عليكم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين .. آمين مهدى محمد خير [email protected]