لم اسمع ولم اشاهد مأساة السيول والامطار فى عاصمتنا القومية الا عبر القنوات الفضائيه الخارجيه :سكاي نيووز ، العربيه ، الحرة ، التحية والتجلة لهذه القنوات التى بصرتنا بحقيقة الكارثة التى المت بنا ، اما قنواتنا الفضائيه لزمت الصمت وهى خجولة من هول الفاجعة والتمسنا لها العذر حين قلنا : انها مخلوعة او مهجومة لان هجمة الكارثة كانت اشد وقعا على نفسها ، ولكن رغم كل ذلك لم نجد لها تبريرااو عذرا(العذر اقبح من الزنب) لان كل الاجهزة الاعلامية فى السودان موجهة لخدمة الحكومة ونظام الحكم، لذا كان من الطبيعى ان تسكت الاجهزة الاعلاميه عن هذه الكارثة ولم تتحدث عنها الا بعد ان عم الخبر كل العالم. ان من اسباب الخسائر والدمار الذى لحق باهلنا الطيبين بسبب الامطار والسيول ، هو سوء التخطيط العمرانى ، فالدولة فى عهد الانقاذ توسعت فى بيع الاراضى والخطط السكنيه دون ان تراعى الناحية الفيه والخرط الكنتوريه والمزلقانات والخيران ...الخ بل قامت بتوزيع وبيع الاراضى فى مناطق منخفضه دون مراعاة للتخطيط السليم ، والجدير بالذكر ان هذه الكارثه ليست هى الكارثه الاولى التى حصلت بالعاصمة القوميه والولايات الاخرى ، بل سبقتها كوارث اخرى لكن المسئولين ليس لهم المسئوليه حتى يعتبروا من سوابق الكوارث ، وللاسف الشديد حتى الانشاّت الحديثه لم تصمم بطريقه تدرأ الكوارث بل صممت لتضيف كارثه جديده . عندما شاهدت حجم الكارثه الحقيقى على اهلنا الطيبين بالعاصمة القوميه ، حزنت للخراب الذى الم بهم وغضبت لصمت اجهزتنا الاعلاميه وعدم مسئولية المسئولين، ولكن عزاي الاوحد هو ان اهلنا الطيبين فى العاصمة القوميه لهم قوة الايمان بالله وحده وصبرهم على اشد الشدائد ويفوضون امرهم لله وحده ، لذا فان الله عز وجل ناصرهم فى الدنيا والاّخرة على كل ظلم لحق بهم. الحل الاوحد هو مراجعة انفسنا ومراجعة الاخوة المسئولين فى انفسهم (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا)ولي الامر اذا لم يهتم بشئون وامر رعيته فعلى الدنيا السلام ، يجب ان لاتكون هذه الكارثه هى مدعاة لتجارة او كسب مادى يدر على القائمين على امر العباد ، يجب ان لا تكون هذه الكارثه باب للمعونات والاغاثات دون ان يستفيد منها المتضررين ، واخيرا يجب على المسئولين اعادة التخطيط وفقا للخرط الكنتوريه وانشاء خزانات مياه فى المناطق التى يتوقع او التى حدثت فيها السيول و تهطل فيها الامطار(لحبسها)ونناشد كل مستطيع ان يمد يد العون لكل متضرر ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . عوض الكريم عبدالله ابراهيم [email protected]