الشيخ محمد متولى شعراوى رحمه الله اضافة الى موهبته فى الحديث عن الأسلام وشرحه لمفردات القرءان ومعانيه (الظاهريه) على نحو جيد ومفيد كان كذلك يتمع بخفة دم والطرفه التى كثيرا ما يستخدمها فى شرحه لتقريب وتسهيل المعانى الصعبه. حكى فى مرة من المرات ، توفى شيخا ازهريا كانت ظروفه الماديه صعبه مثل غيره من الشيوخ الذين يتقاضون مرتبات ضئيله فذهب مجموعة من شيوخ الأزهرى لزيارة اولاده لتفقدمهم والأطمئنان عليهم، بعد فترة من وفاته. فوجدوا البيت قد تغير شكل اثاثه الى الأفضل من الأول وحينما سالوا ابنه الكبير عن احواله واحوال اهله وأخوانه، طمأنهم وقال لهم أن كثير من أهل الخير من رجال الدوله ومن رجال الأعمال الذين كان يصلى بهم (والدهم)، وغيرهم قدموا لنا الكثير من المساعدات، فدفعوا لمن كان يقرأ منا فى الجامعه مصاريفه ووظفوا من يحتاج الى وظيفه وفتحوا دكانا صغيرا لأحد اشقائه لكى يعيش منه نفسه واهله! فقال شيخ (الشعراوى)، أن شيخا كان يجلس بجواره التفت ناحيته وقال له :(متى يفتكرنا الله حتى يرتاح العيال)، يقصد متى يموت لكى يرتاح ابناءه بمثل هذه الطريقه. الشاهد فى الأمر نحن قوم لا نرضى لأنفسنا أن تصبح دولتنا متسوله تستجدى المنح والمساعدات والأغاثات، وقد حبانا الله بأنهار تجرى على الأرض وأمطار تهطل من السماء لشدة غزارتها تهدم الاف المنازل فى وقت لا توجد فى بلاد انهار مثلما لدينا ويتضرع اهل تلك الدول لله ويؤدون صلاة الأستسقاء للعديد من المرات لكى يهطل عليهم المطر، وحينما تهطل تتناقلها قنواتهم التلفزيونيه فى شئ من الفرح والسرور وكأنهم فى يوم عيد. ولقد تابع الكثيرون أحوال الجاره (مصر) فى فترة حكم (الأخوان المسلمين) وخلال سنة واحده وكيف انهم سريعا دخلوا فى خلافات مع دول كانت تساعد مصر كثيرا مثل دولة الأمارات العربيه المتحده بل أن السعوديه نفسها أتضح أنها لم تكن راضيه عنهم مع انهم يتبنون ادعاء نظاما (أسلاميا) .. لقد خسروا العالم كله ولم يستثن من ذلك غير (قطر) وبعض الدول العظمى التى كانت تستخدمهم (كعملاء) من اجل تحقفيق مصالحها فى المنطقه مثل امريكا والمانيا، ومن اكبر الصفعات والأهانات التى وجهت لنظام (الأخوان) فى مصر، تلك الطريقه التى قوبل بها الرئيس (المخلوع) محمد مرسى فى روسيا التى لا تفوقها اهانة سوى ارجاع طائرة (عمر البشير) من ألأجواء السعوديه مهما كانت المبررات التى ساقها الجانب السودانى أو السعودى. وعل سيرة (البشير) وحكاية الشيخ الشعراوى الطريفه، فلماذا لا يفكر (البشير) فى تلك الحكايه وأن (يفتكر) نفسه قبل أن يفتكره الله وأن (يتوكل) غير مأسوف عليه، عسى الله أن يفتح على هذا البلد ويفك (ساجوره) وأن تعاد علاقاته بدول العالم من جديد دون استكبار وأدعاء وشعارات وزيف وخداع و(هى لله) التى لا تتعدى الحناجر والشفاه. لماذا تبقى علاقاتنا بدول العالم وخاصة دول الجوار قائمه على الرشاوى والهبات والتنازلات غالية التكلفه لكى يبقى النظام ولكى لا يرحل الى لاهاى (الرئيس) المطلوب للعداله الدوليه بسبب حرائم حرب واباده وجرائم ضد الأنسانيه. فاذ كان ذلك حال (مصر) بعد سنه واحده من حكم (الأخوان) ، فكيف يكون حال السودان من حكم نفس (الجماعة) لمدة 24 سنه .. لماذا لا يرحل غير ماسوف عليه بدلا من العبارات التى يطلقها ومن خلفه (كورال) التخلف والفساد والفشل والمصالح والواسطه والمحسوبيه الذين لا يجيدون غير الهدم والتدمير والتمزيق والأنفصال والتشتيت؟ خذ مثالا لأحد الأرزقيه والمأجورين ، صرح وزير داخلية (النظام) قائلا: "أن الكارثه تسببت فيها أمطار غير مسبوقه" .. فذكرنى بالطرفه التى قيلت على لسان فنان شعبى راحل حينما سألوه عن اكثر ما لفت نظره فى زيارته (للندن)، فقال لهم مشيرا بيده: (أكثر شئ لفت نظرى القدر كده – يقصد الأطفال – يتحدث انجليزى)! فيا وزير السجم والرماد، ماذا تعنى بكلامك "امطار غير مسبوقه"، الا تهطل الأمطار فى كل عام بغزاره فى مثل هذه الشهور من السنه، تتبعها فيضانيات وسيول تدمر المنازل وتزيل القرى؟ الم تحدث فيضانات عام 1988 فى نفس هذه الفتره من السنه؟ لماذا لا تكن شجاعا وتقول أن مدخرات الوطن وثرواته وأمواله تضيع فى الحفلات والتكريمات بدون داع، وتنفق هنا وهناك وفى اشياء فارغه وتافهه، فطائرة (الرئيس) عادت بعد أن كلفت الدوله 270 الف دولار، ولاعب الكره الحضرى كلف البلاد حتى الآن أكثر من 3 مليون دولار ومن قبله لاعب آخر كلف البلاد 5 مليون دولار .. هذا كله يحدث فى وطن يموت فيه الناس بسبب عدم توفر عملات صعبه لأجراء عمليات زرع كلى. لماذا لا تعترفون بأن المصيبة الأكبر تسببت فيها الخطط الأسكانيه (العشوائيه) واقامة المدن والأحياء دون تخطيط مسبق ودون تجهيز للبنية التحتيه والمجارى ومصارف المياه؟ ومن أطرف ما قاله وزير داخليه (النظام)، بأن ما يحدث الآن مرحله اغاثه ، لكن المرحله القادمه مرحله اعادة تعمير وبناء ونحتاج فيها الى دعم الأشقاء فعن اى اشقاء يتحدث وزير داخلية (النظام) غير (قطر) التى لا أدرى الى متى سوف تدعم (النظام) ضد شعبه، و(النظام) اصبحت ثرواته (تستحلب) وأرضيه تنتهك ويطمع فيها القاصى والدانى ابتزازا للرئيس المطلوب للعداله الدوليه؟ اما العجب العجاب فهو حديث (معتمد) الخرطوم وأنه لشئ مخجل أن تتأثر عاصمة دوله بمثل ذلك الشكل وتنقل صورتها الفضائيات بعد 25 سنه من حكم نظام تاجر بالدين وأدعى انه جاء بثوره للتخلص من القديم .. معتمد الخرطوم الذى رفض حينما كان معتمدا أو محافظا فى (الضعين) أن يستخدم اورنيك 15 وهو المستند الرسمى الوحيد المعتمد لأستلام امول تخص الدوله السودانيه، لأنهم كما قال "مؤتمنين عند الله"! ذلك المعتمد الذى لا يصلح لأدارة (خلوه) والذى يجب تسميته بعبد الرحمن كوارث قال: " لكى يعلن السودان منطقة كوارث لابد من وفاة أكثر من نصف السكان"! اللهم لا أسألك رد القضاء وأنما اللطف فيه. والناس مشغوله بالسيول والكوارث والفيضانات والأغاثه فى العاصمه وأطرافها وهناك فى (دارفور) نزف جرح جديد حيث تتقاتل قبليتان وتتطاحنان وتبيدان بعضهما البعض ويقتل المئات ويجرح اضعاف القتلى، وواضحة يد (النظام) الذى يستثمر فى الكراهيه وفى زرع الفتن والأحقاد وفى ثقافة فرق تسد، الم يصرح (الضار) نافع على نافع بالأمس بأنه من مصلحة الوطن يقصد (النظام) فى عدم توحد الحركه الشعبيه؟ وأخيرا مجهود مقدر الذى قامت به (حملة نفير) وأتمنى الايستغل تلك الحمله (صيادوا) المواقف وأن تتطور هذه الفكره وهذا العمل لتأسيس كيان شبابى موحد له هدف واحد هو تخليص الوطن من محنته ومشكلته الأساسيه وهى (النظام)، ولن تتحق ثوره ولن يتحقق تغيير الا بسواعد الشباب والا اذا نظموا انفسهم واصبحوا كتله واحده هدفها اسقاط النظام وتغييره بكآفة الوسائل، وعند توحدهم سوف ينضم لهم المعارضين (الجادين) كبارا وعواجيز فى الداخل والخارج، فالثورات شرارتها ووقودها الأساسى هم (الشباب).. وكفانا ذل ومهانه بين الدول، وأن يحكم شعبنا السودانى الذى عرف بالبساله والشجاعه والكرامة وعزة النفس، نظام يقوده شذاذ افاق معقدين نفسيا ومجروحى ذوات وتجار دين يتحالف معهم الأرزقيه والمأجورين. وأخيرا .. البشير اذله الله فى الدنيا قبل الآخره وبصورة لا يتخيلها انسان لا كما قال عنه شيخ (السلاطين) الكاذب الأرزقى (الكارورى) بأنه (ولى من أولياء الله) وهو قاتل ومجرم ملطخة اياديه بالدماء .. وبدلا من الأعتكاف والأعتراف (الخجول) عليه أن يكفر عن سيئاته وأن يتبرأ من هذه العصابه (الأسلاميه) المتاجره بالدين وأن يدخلهم السجون قبل أن ينزع قميصه ويتعرى ويطلب من كل صاحب مظلمه أن يقتص منه، فهو ليس أكرم أو أشرف من الرسول (ص)، ووقتها من حق اسر الشهداء جميهم فى اى مكان فى السودان الذين وصل عددهم الملايين ومن حق كل من أهين وعذب وشرد ومن حق اللواتى جلدن بالسياط من حرائر السودان .. أن يعفوا حقهم اذا رغبوا فى ذلك أو أن يطالبوا بالقصص ، حتى يذهب للقاء ربه وقد صفى ديونه فى الدنيا ، والله وحده فى الآخره مخير فيما يفعله به. تاج السر حسين - [email protected]