دائماً حينما أستمع الى من يعّول على حوارات عدم الفائدة بين الحكومة و بعض أحزاب الخرف السياسي ، تترأى أمامي صورة سباق بين من يملك أربعة أرجل ومن يركض بنصف رجل واحدة تسندها عصاة متهالكة ! ولست أدري إن كان زعماء تلك الأحزاب لا يدركون حقيقة أن سلطة الإنقاذ تبحث عن المزيد من الزمن لتكسبه خالصاً في معركة ترتيب بيت الحركة الإسلامية الأشمل في هذه المرحلة التي يتهددها الإحساس الداخلي من الخوف العارم جراء تداعيات مصير الإسلاميين في مصر..مع إختلاف طبيعة تكوين الجيش هناك .. عن جيشنا هنا رغم الململة الأخيرة عقب ضربة أبو كرشولة التي تبدلت فيها الكثير من الرتب والوجوه ..وبقي طبعاً الوجه المستعصي دائماً على فرشاة التغيير وهو الوزير الفريد في عصره الفريق عبد الرحيم وما الدائم إلا وجه ربك الأعلى ! الحكومة تبحث عن الزمن.. والمعارضة تخسر أزماناً كثيرةً فوق ما خسرت وهي تنتظر أملاً كالسراب بعيد المنال وهو ان تذوّب الإنقاذ ما سرقته ليلاً من مخزون زبدتها على فسادها وإنتهاء صلاحيتها بحكم الزمن وسوء التخزين في نهار التنازلات التي يحلم بها العاجزون عن تغييرها ! والخاسر الأكبر هو الزمن نفسه المشتت بين ضحك الإنقاذ و تصديق تلك الذقون التي ترقص قريباً من حلبتها لأقوالها المتناقضة مع الأفعال بل والنوايا ..! فالإنقاذ هي من جلبت وراكمت تسعين بالمائة من مشاكل الوطن منذ أن جاءت لإنقاذه .. وبعد كل هذا الزمن تريد أن يحمل معها الآخرون أوزارها ..ومن ثم تستاثر هيّ بكل المخارج لذاتها كحزب وكحركة إسلامية وكحكومة ! فمن ينقذ الزمن كله من ضياع حوارات الثعالب والدجاج .. الذي في نجاته ، إنقاذ الوطن ..من الذين أضاعوه ويبحثون عن المزيد في طاولة مقامرة كسب الزمن لمصلحة لاعب واحد ، مقابل خسارة كل اللعيبة لأزمنة كثيرة وأول تلك الأطراف الشعب الضائع في كل الحالات وأهمها ضياع وطن بحاله أمساً وحاضراً ومستقبلاً ..وآه ..آهٍ .. يا زمن.. فكم أنت مظلومٌ مثل وطني وشعبي! ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. محمد عبد الله برقاوي.. [email protected]