هاهو ربع قرن قد كاد أن ينصرف منذ أن عزفت المارشات اللعينة تزف إلينا حكم الجبهة الأسلامية اللعينة في إنقلابها المشئوم والذي جاء في تاريخ مشئوم كادت فيه أن تتوقف الحرب الأهلية وتم فيه تحديد تاريخ لانعقاد المؤتمر الدستوري في الرابع من يوليو 1989 م والذي كان سيتم فيه الأتفاق علي وقف الحرب وإقتسام السلطة والثروة ونصرة المهمشين وكل ذلك كان سيتم في إطار السودان الموحد ولكن جاء إنقلاب الترابي - البشير ليجهض كل ذلك وليرفع رايات الجهاد ومن ثم سوق آلاف الشباب إلي المحرقة بأسم الجهاد المقدس لتحرير الجنوب .. ذلك الجهاد الذي إنقلب في آخر الأمر إلي إعتراف بالمظالم وإعطاء حق تقرير المصير ومن ثم إدارة الفترة الإنتقالية بما يسوق الجميع سوقاَ إلي الإنفصال ليس ذلك فحسب بل وتعمد عدم حل المشاكل العالقة من ترسيم للحدود وحل مشاكل المناطق الأخري وذلك تمهيداَ لمزيد من الأنفصال لجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وإشعال دارفور وذلك حتي يتثني فصل كل هذه الأجزاء من الوطن الحبيب وذلك تنفيذاَ لمخطط صهيو -- أمريكي معلن وقديم منذ ثمانينات القرن الماضي والحديث عن أي إستهداف غربي للمشروع الحضاري المزعوم يكذبه تسلسل الأحداث علي أرض الواقع .. فهذه العصابة المجرمة قدمت للمشروع الصهيو أمريكي مالم تكن تحلم به ومازالت مستعدة لتقديم المزيد تدفعها في ذلك طموحات وضيعة في اعتلاء السلطة والتحكم في الثروة خدمة لنزوات دنيئة.. هذا علي المستوي السياسي أما علي المستوي الأقتصادي فقد تم إدارة الأقتصاد بما يخدم هذا المخطط اسياسي وذلك بسحل الطبقة الوسطي والقضاء عليها تماماَ لانهم يعرفون إنها إذا كانت واقفة علي رجليها فلن تمر مخططاتهم اللعينة .. وقد نجحوا في ذلك وصارت هذه الطبقة أثراَ بعد عين وسادت المجتمع طبقات ليس لها أثر ولاخطر منها همها إكتناز المال وكسبه بأي طريقة .. ولم ينسوا أن يلتفتوا إلي المشاريع القومية التي كانت عماد الأقتصاد فأجهزوا عليها بالبيع والتدمير ويكفي مشروع الجزيرة هذا الأرث الذي أضاعوه .. وعطلوا كل المصانع وذلك حتي تدور إستثماراتهم في ماليزيا وغيرها .. وطبعاَ لابد من تدمير الأمة إجتماعياَ فخلقوا طبقية في التعليم وألغوا مجانيته وقامت المدارس والكليات الخاصة وفي ذلك أيضاَ إنقسم المجتمع .. وبعد ذلك تفتت القيم .. وسادت الماديات وضاعت ملامح السوداني القديم الأصيل المعتز بكرامته هكذا .. توهموا ولكن سيخرج من بين هذا الضباب في الرؤية الذي صنعوه .. سيخرج مايجهض أحلامهم المريضة وإن غداَ لناظره قريب [email protected]