مقدمة: نحن الذين كنا متفائلين باتفاقية نيفشا وخاصة عندما رفعها د.جون قرنق عاليا وقال انها ستكون نموذج للتغير والتقدم في دول العالم والرجل متسوعب تماما ما يقول ونحن في عصر العالم والمعلومات..ولكن الذين طال عليهم الامد وقست قلوبهم واضحت كالحجارة او اشد قسوة ابت نفوسهم الخربة الا في افراغ الاتفاقية من كل مضامينها الفكرية والثقافية والسياسية والادارية والاخلاقية وظل يتعيشون على خرفاتهم المزمنة حتى سقط هبل في ميدان رابعة العدوية وذهب السكرة ولم تاتي الفكرة حتى الان..ونحن الان في 2013 والديموقراطية هي اساس التنمية وهي حق الان وليس منة من حاكم او امير..وان التدهور سيتمر ولن تجدي عمليات التجميل وشد الجلد وخداه الذات وليس الاخرين لان الاخرين قد وعو الامر بالتجربة..ولا مفر من العودة الى ديموقراطية وست منتسر التي تركنا عليها الانجليز 1056..ونفهم تماما ان القاعدة الربانية التي تخضع لها كل نواميس الكون ان الزبد يذهب جفاء ومت ينفع الناس يمكث في الارض والسودان ليس استثناء *** اهم ما يميز الجهد الفكرى المجسد لتقارير التنمية البشرية الصادرة حتى الان هو المنهجية المتبعة والمرشدة لصياغة الاستنتاجات والتوصيات العلمية الهادفة لتطوير وتوسيع البرنامج القطرية والاقليمية والعالمية فىهذا المضمار وتتمثل هذه المنهجيةبطابع متجدد ومستند الى معطيات وتناقضات الواقع الحافل بالمتغيرات وهى ترتكز على دعامتين اساسيتين هما صياغة مفهوم للتنمية البشرية من ناحية والعامل الاخر هو مؤشر قياسها من ناحية اخرى(الاحصاء) *** ولاول مرة فى الادب التنموى العالمى تعرف التنمية البشرية على نحو محدد واضح بانها:عملية توسيع خيارات الناس والمقصود بخيارات الناس هو الفرص المبتغاة فى الميادين الاساسية فى الحياة الانسانية بصورةشاملة وتتلخص فى الغايات التالية: 1- تامين حاجات الاجيال الراهنة دون الاضرار بامكانات الاجيال القادمة علي تامين احتياجاتها 2- المحافظةعلى التوازن البيئى بمكافحة التلوث البيئى وتخريبها والسعىلاستخدام رشيد للموارد وتطويرها بصورة بناءة 3-العنايةبالغايات الاجتماعية واهمها اجتثاث الفقر والعنصرية والقضاء على البطالةوتوفير فرص عمل متكافئة للمواطنين وتحسين توزيع الدخل الوطنى على الجميع ولا فرق بين المركز والهامش بهدف تحسين مستوى معيشتهم وتطوير نوعية حياتهم 4-تاكيد قيم الحرية وحقوق الانسان والديموقراطية بهدف احترام كرامة الناس وكفالة امنهم وتمكينهم من المشاركة فى رسم مستقبلهم وفى عملية صنع القرار فى بلادهم وكذلك توفير الوسائل والآليات الضامنة لادارة ديموقراطية وشرعية للحكم وارساءه على سلطة القانون والمؤسسات المنتخبة والدستورية على المدى البعيد ... *** هكذا ياتى التقرير الآخير عن التنمية البشرية ليسجل اضافة نوعية فى بلورة الفكر التنموى المعاصر وتاصيله ويؤشر الى ميادين عمل اساسية ومهمات جوهرية لتحسين نوعية حياة الناس ولازالة الفقر ومظاهر التفاوت الاقتصادى والاجتماعى على صعيدين القطرى والعالمى..وبهذا المفهوم السليم للعلاقة بين حقوق الانسان والتنمية البشرية تتساقط المزاعم القائلة ان الحقوق الاساسية هى نوع من الترف والكماليات..بل يتعين علىالتشديد على التنمية الشاملة والمجدية لاى مجتمع لا يمكن بلوغها دون الاستجابة الحقة والكاملة للحقوق والحريات التىتمثلها الديموقراطية والمنابر الحرة ..وهذا ما يجب ان يتنبه له الموقعين اليوم الاحد9/1/2005 فى كينيا..من اجل مرحلة جديدة فى السودان..كما يجب ان تعى رموز واحزاب السودان القديم دون استثناء ان المرحلة القادمة مرحلةتنميةبشرية واعادة اعمار وان يجب عليهم ان يتخلصو من خطابهم القديم المترف ويتحدثو عن المشاريع التنموية واعادة اعمار الارض والانسان... خاتمة: والاجابة الوحيدة لتكدس الناس في الخرطوم هوانعدام الخدمات في الاقاليم و فشل نظام مركز- ولايات لانه جاء في اطار شمولية الاخوان المسلمين المتخلفة والمجرمة ..ومن الاجدى استعادة الاقاليم الخمسةالقديمة واجراءا انتخابات حرة نزيهة فيها للطباقات 9و10و11و12 حتى يعود السودان المتلاشي على الاقل ويعود الناس الى اقاليمهم من اجل التعليم والعلاج والزراعة والعمل والعيش بكرامة... [email protected]