(للشرطة أكاديمية وللجيش أكاديمية وللصحة أكاديميات، على الأقل أكاديمية في كل ولاية. لماذا لا يكون للمعلمين أكاديمية، وجاءت فكرة أكاديمية المعلمين المهنية. إذا ما وافقنا على فكرة أكاديمية للمعلمين ووجدنا التمويل الكامل للمباني لا تسل من سيتدرب فيها؟ وعلى ماذا سيتدرب؟ ومتى سيتدرب؟ وكيف يدرَّب؟ ومن الذي يدربه؟ قبل أن نسأل هل وجدت كل هذه الأسئلة حقها من الدراسة ومن الذي درسها وما مؤهل من درسها؟ قبل كل ذلك إذا قيل لأي فرد أين ستضع هذه الأكاديمية؟ تُرى ماذا ستكون الإجابة؟؟) هكذا إفتتح زميلنا الكاتب الصحفى والناشط التربوى احمد المصطفى ابراهيم بابه اليومى الموسوم ب (إستفهامات) بصحيفة الإنتباهة نهاية الإسبوع الماضى .. ورغم خطورة الموضوع الذى طرحه احمد إلا أنه آثر أن يحصر إحتجاجه فى الإعتراض على أن تقوم هذه الأكاديمية فى العاصمة لجهة إكتظاظها وتشبعها بالمؤسسات والبنايات .. والناس طبعا .. وتجدنى متفقا مع ود المصطفى فى التحفظ على المشروع .. مختلفا معه فى الحيثيات .. وفى آلية الحل ..! اختلف مع احمد مثلا .. فى مطالبته لأحد من ذوى السلطة أن يمسك يد الوزيرة عن تنفيذ هذا المشروع فى الخرطوم .. والوزيرة المعنية هنا هى السيدة سعاد عبد الرازق وزيرة التربية والتعليم الإتحادية .. وسبب خلافى مع احمد .. أن ظنى أن سعاد ليست من ذلك النوع الذى يكفى لوى ذراعها برفق لتنصرف عن أمر عزمت عليه .. بل هى من دعاة الحوار وصولا للنتائج .. عليه كنت أرى أن يطالب احمد الوزيرة بفتح باب النقاش فى الموضوع مرة أخرى وصولا للنتائج التى تخدم المصلحة العليا للوطن .. وشعبه وعلى رأسهم .. قبيلة المعلمين .. ! ودعما لدعوة احمد هذه ترانى مسهما بهذا .. لقد شهدت إجتماعا كانت الوزيرة سعاد نجمته الأولى .. رغم إحتشاد القاعة برجال ونساء كثر .. وزراء ومدراء ورجال اعمال .. ولكن ما ميز سعاد فى نظرى .. كان حماسها لتطبيق مشروع الزى الموحد على كافة مدارس السودان .. سعيا .. كما قالت هى .. للإسهام فى رتق النسيج الإجتماعى وتوحيد الشعور القومى بين السودانيين .. وهذا لعمرى مسعى يستحق أن ترفع له القبعات .. والآن يا.. احمد .. دعونا نحاكم سعاد بمنطقها .. فقد جاء على هذا السودان حين من الدهر .. كانت فيه معاهد المعلمين تبدأ من بخت الرضا ثم تنداح لتغطى كل السودان .. من الدلنج الى شندي ..ومن مريدي الى الحصاحيصا .. ومن الفاشر الى كسلا.. علاوة على كليات تدريب المعلمات في أم درمان ومدني والأبيض والدامر.. وظلت هذه المواقع التربوية الهامة منارات إشعاع لمناطقها ..وفوق تفريخ معلمين مؤهلين .. فقد كانت جسرا للتواصل والتواشج وتعميق الروح القومية .. في أربعة أركان السودان .. وهو هدف تسعى الوزيرة لإستعادته الآن .. بعد أن جرفته جرافات ثورة التعليم العالى .. ولن نسأل الوزيرة عن أمر لم تكن طرفا فيه .. ولن نطالب الأستاذ احمد المصطفى ابراهيم .. من نواحى اللعوتة .. أن يضيف لأسئلته أعلاه سؤالا عن مسئولية تحطيم المؤسسات التربوية التى كانت تؤهل المعلمين وتكرس التدامج القومى .. ! ولكن .. نقول لوزيرة التربية والتعليم الإتحادية .. حيث أن وزارتك وزارة سياسات .. مسئوليتها وضع الخطط القومية والإشراف عليها .. وحيث أن فى كل ولاية وزارة للتعليم .. فلما لا تكون أكاديمية المعلمين .. مشروعا ولائيا .. يعمل فى كل ولاية .. ولكن بمنهج قومى .. ملزم .. يحقق بعض أحلام الوزيرة .. فى التدامج القومى ..وبالضرورة رفع كفاءة المعلمين .. ويكفى الأستاذ احمد المصطفى ابراهيم .. الكاتب بصحيفة الإنتباهة .. والمقيم باللعوتة .. شر إزدحام العاصمة .. !! إنت مالك ومال العاصمة يا ابوحميد .. ؟؟ صحيفة الخرطوم [email protected]