بدعوة كريمة من رابطة الأشراف العباسيين الهاشميين بالسودان تلقيت دعوة لتدشين كتاب (تاريخ ما أهمله التاريخ) للكاتب الدكتور. عامر عبد الحميد سيدأحمد والكتاب يتناول الاشراف العباسيين الهاشميين فى السودان فروعهم وأنسابهم؛ الاشراف الشايقية نموذجا. التدشين الذى احتضنته قاعة الشارقة بالخرطوم حضره كوكبة من العلماء والباحثين والمهتمين بالتوثيق والتاريخ فالكتاب الذى جاء فى(248) صفحة تفرد بتناول مسيرة العباسيين فى كل العالم والبلدان التى عاشوا فيها بعد سقوط الدولة العباسية فى بغداد وانتشار العباسين فى كل العالم ودخولهم للسودان ضمن الدولة التى لجأوا إليها. الكاتب ركز على الأشراف الشايقية نموذجا فهم أول من أنشأوا إمارة إسلامية فى السودان بالرغم من أن التاريخ غفل عن ذلك فكانت اول مملكة وعاصمتها بارا أسسها الشريف الأمير ادريس بن الامير قيس الذى يرجع نسبه الى العباس بن عبد المطلب وتناول الكتاب القبائل التى تنتسب الى الاشراف العباسيين الهاشميين فى السودان والتى قدر الكاتب تعدادهم (12-17) مليون وهم الشايقية والجعليين والبديرية والقريشاب والجوامعة وغيرهم من القبائل كما تناول سيرة الرؤساء الأشراف الذين حكموا السودان ومنهم الزعيم اسماعيل الازهري والفريق ابراهيم باشا عبود ورئيس الوزراء السيد سر الختم الخليفة ومحمد احمد المحجوب والرئيس المشير جعفر نميري والرئيس عبد الرحمن سوار الذهب والجزولي دفع الله وأخيرا الرئيس عمر حسن احمد البشير. الكتاب ربط العنصر الزماني بالمكاني بوقوفه وتوثيقه للأماكن التى ارتبطت بأحداث مهمة كما ضم صوراً ووثائق نادرة لحقب زمنية مختلفة مما أضفى على الكتاب تميزا وألقا بالرغم من أن تاريخ الشايقية العريق يحتاج الى كتب ومؤلفات كثيرة لما لها من إرث وتاريخ ضارب فى الجذور. أعجبني ما قاله الدكتور عصام احمد البشير فى مداخلته أن التفاخر بالانتساب الى الاشراف العباسيين او القبيلة المعينة بصفة خاصة ليس شيئا سيئا او سلبيا فى أغلب الأحوال فكل قبيلة قد تتميز بصفات جيدة مثل المروءة والشجاعة والاقدام فالمولى عز وجل خلق الجميع شعوبا وقبائل للتعارف ولا يوجد فضل ولا تميز إلا بالتقوى فبالرغم من أن أبو جهل وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم من آل البيت إلا أنه لم يسلم فلم ينتسب الى الدوحة النبوية فى حين انتسب لآل البيت صهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي الذى قال عنه المصطفى (سلمان منا آل البيت) إذا لا ضير فى الانتساب القبلي فالبعض فى السودان يتحسس جدا من موضوع القبيلة وكذلك الهوية التى لا تزال شاغلنا الشاغل. الكتاب يستحق الدراسة والتمحيص لما فيه من درر مكتشفة ولنا تناول عن محتوياته فى كتابات لاحقة إن شاء الله. [email protected]