دون شك لو أن عصابة المافيا قدر لها حكم السودان لكانت أفضل من المؤتمر الوطني بمليون مرة،لأنه ببساطة المافيا تتفوق على المؤتمر الوطني في عملها والذي هو معروف للجميع ومنذ فترة طويلة كنت أشبه حكومة الإنقاذيين بصفة عامة والمؤتمر الوطني بصفة خاصة بعصابات المافيا الايطالية إلا أنني وجدت نفسي أظلم المافيا التي تفوق عليها المؤتمر الوطني وذلك لأربعة فروق جوهرية بين عمل عصابات المافيا ونظام الإسلاميين الذي تفوق عليها إجراميا ولا أخلاقيا. أولا:الحفاظ على البنية التحتية في المنطقة التي تعمل فيها،بحيث أن التطور في أي منطقة يؤدى إلى تطورهم (المافيا). ثانيا: الحفاظ على أمن المنطقة يعتبر من الحفاظ على أمنهم. ثالثا: توفر الأمن في المنطقة يوفر فرصة طيبة لجمع المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب. رابعا:توفر الأمن يؤدى إلى عدم الإخلال بمواعيد العمليات التي تقوم بها المافيا. ولا أعتقد أن فطنة القارئ في حاجة إلى شرح كل سبب وتفصيله خصوصا وأن المافيا عصابات معلومة وتعمل في الظلام لكن بطريقة إستراتجية يتوفر فيها الحد الأدنى من تقديم الرشاوى وفى نفس الوقت تقدم خدمات للحكومات كمثال أن تتصدى للأعمال الإرهابية بعلم الحكومة لدرايتها بالجريمة في المنطقة التي تمارس فيها نشاطها،بمعنى أشمل أن الحفاظ على أمن المنطقة وتطور بنيتها التحتية يؤدى إلى تطورها والعمل في منظومة متكاملة وبإستراتجية ليست كإستراتجية عصابة المؤتمر الوطني ولنأخذ مثلا على سبيل المثال العمل الاجرامى الضخم وغير أخلاقي الذي تقوم بيه عصابة المؤتمر الوطني والذي يضر الدولة اقتصاديا والشعب في معيشته.صفقة بصات الوالي والتي عند التفكير فيها وقبل طرحها في عطاءات اتصلت الدوائر المشرفة على أصحاب النفوذ شقيق البشير (عبد الله) وبعض الفاسدين من أصحاب النفوذ ليأتي تكوين شركة (حريص) الشريك فيها شقيق الرئيس ويكشف لها المستور ويسافر أصحابها إلى الصين سابقين الجميع ويتعاقدوا ويرى المواطن إعلان توريد هذه البصات في جميع الصحف فيظن أن هذه الحكومة تتعامل بشفافية كشفافية الرئيس التي تبجح بيها في افتتاح المؤتمر السادس لاتحاد الشباب السوداني والأكاذيب التي أطلقها في خطابه حينذاك،وبالطبع جميع رؤساء التحرير يدفنون رؤوسهم في الرمال إذا علما مثل هذا الفساد وإلا انقطعت عنهم مدد إعلانات الولاية ووزارة المالية التي تقطع من قوت هذا الشعب وتمنح لهم للي عنق الحقائق وعندما تتقدم الشركات بعروضها تفاجأ أن العطاء وقع لحريص التابعة لشقيق الرئيس وشركائها من المجرمين المسعورين،وعندما حدثت أزمة المواصلات الشهيرة كان عدد بصات الوالي 250 والمعطل منها 100 فعندما عنف الوالي الخضر هيئة مواصلات الولاية ومهندسيها على تلك الأعطال وطبعا الصيانة لحريص التي تستجلب الأسبير ب300 ألف دولار وتقوم بتغييرها كل شهر والشاهد في الأمر أن أحد مهندسي الولاية فطن للعطل وهو في (تارة )لعدم تحمل هذه البصات لجو السودان الحار وطبعا لاموا صفات ولا جودة ولا يحزنون وكل تبع أسرة المشير البشير النذير،فهذا المهندس المسكين ذهب إلى تركيا ونجح في تصنيع (طارة) معدلة وبسعر أقل لكن للأسف عندما كشف الأمر ذهب إلى الشارع،وهذا غيض من فيض في سلسلة جرائم هذه العصابة مع سبق الإصرار والترصد،وحتى الوالي عجز عن اتخاذ قرار لأن أصحاب التوكيل من الدوقات الثقال،وهذا غير عطاءات توريد المواد الغذائية المخالف للجودة والمقاييس والتي سببت كمية مهولة من السرطانات للشعب المقهور وما خفي أعظم،مثال أخر هل يستطيع وزير الزراعة أو ما يعرف بالمواصفات والجودة أن يفتونا في المبيدات والسميات التي تورد لزراعة القطن مثلا والذي غالبا ما تكون مساحته المزروعة 15% ويتم توريد مبيدات بنسبة 100% لأن المورد من أعضاء العصابة أو شريك من الباطن وتباع للحكومة هذه الكميات كاملة رغم أن المستهلك أقل من الربع إذن كيف يتم التخلص من باقي هذه الكمية والتي تتكرر العام الذي يليه سوى أن تجد أمرا بأن رحلوها لمخزن مثلا 77 وغالبا ما يكون في قرى من قرى الجزيرة فتبدأ هذه المواد في التسرب وتختلط بالهواء والنتيجة هذه الأمراض والسرطانات التي انتشرت في جسد الشعب السوداني نتيجة لشره ولا أخلاقية هؤلاء المسعورين ؟؟ هل يدرى وزير الصحة أيحس أي مسعور في عصابة المؤتمر الوطني بوباء التهاب الكبد الذي أنتشر في السودان بصورة مرعبة وهل تشترط العصابة الحاكمة مثلا على المصريين القادمين للسودان إبراز شهادات تطعيم وخلو من مثل هذه الأوبئة قبل دخولهم للسودان كما تفعل جميع الدول المحترمة التي فيها حكومات وليست عصابات؟؟ الآن أيها القارئ الكريم ألا تتفق معي بأفضلية عصابات المافيا عن عصابات النظام الحاكم في السودان؟؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم على هؤلاء المجرمين [email protected]