يحكى أن مجموعة من العلماء وضعوا خمسة قرود في قفص واحد، وفي وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز.. في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد.. بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه وضربه حتى لا يرشون بالماء البارد .. بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب.. بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد.. كان أول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول.. بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب.. قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لا يدري لماذا يضرب.. وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة.. حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب.. لو سألنا القرود لماذا يضربون أخيهم الذي يصعد السلم ؟ بلا شك، سيكون الجواب : لاندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا هكذا !! هكذا سيكون حال الأجيال التي ستاتي من بعدنا، يمسكها الخوف ولا شيء سواه.. الأمر الجيد الذي يجعلنا دون حال تلك القرود هو ذاته الذي يبعث على الآمل ومواصلة المسير في رحلة رفض جرائم نظام المشير وسياساته التي تنطلق من (جوع كلبك يتبعك او أقتله إن لم يفعل)، حيث أننا لازلنا نعرف السبب الحقيقي الذي يجعل العصابة الحاكمة تعاملنا بهذه الطريقة الغير إنسانية.. ربما نكون آخر قرد يعلم حقيقة المشير وزبانيته , وحقوقنا الطبيعية التي يحرمونا الحصول عليها ، وحتى لا يكون الخوف بلا سبب هذا الشعور المسيطر على الأجيال القادمة في أرضنا بعد أن تضيع الحقيقة، ولأن الحقوق تنتزع بالقوة، يجب أن نواصل مسيرنا من أجل الحصول على حريتنا وانتزاع حقنا في العيش الكريم على أرضنا، علينا أن نكون شجعانا ونقوم بدورنا كاملا دون استسلام من أجل آلا تضيع أمتنا إلى الآبد، بعد أن عاث فيها من يقولون انهم إسلاميين قتلا وترهيبا وتجويعا، دون خوف من الله الذي يدعون انهم خلفائه في أرض السودان التي لم نحصل منها على شيء سوى إيمان تمدنا به غصبا عن المشير وآلته الأمنية والعسكرية. وبحسب مناهج التعليم وراتب الإذلال الذي يعيشه شعبنا الأبي صباح مساء فإنه لن يكون في الجيل القادم من يقوى على الوقوف في وجه السلطة الفاسدة طلبا لحق ولا بحثا عن حقيقة.. جبان هو من ينتظر تغييرا داخليا للحكومة أو اصلاحا يقوم به بعض أعضاء الحزب الفاشي هذا.. الثورة على المشير وحزبة فقط هي التي ستحررنا.. يجب أن لا نكون قرودا.. لقد أعزنا الله وليس علينا أن نذل أنفسنا ونرضى الدنية في أرضنا.. إنه واجبنا من أجل الله والوطن.. [email protected]