التاريخ يحدثنا عن أن الطغاة غالبا ما يكونوا من المرضي النفسيين الذين لا يرتاحون ولا يهدأ لهم بال إلا بأذية الأحرار وسفك دماء البسطاء فهم يشعرون بلذة كاملة عندما يشاهدون الدماء تسيل من المستضعفين والقتل يستشري وكلما وجدوا فرصة إستغلوها لتصوير أنفسهم علي أنهم أبطال وأنهم محبوبون وأنهم مرحبا بهم أينما حلوا وجميعهم تتشابه مصائرهم في النهايات المنكرة والشنيعة علي أيدي شعوبهم التي تصبر علي الضنك والقهر ثم تثور منتصرة لإرادتها وكاسرة لطوغ الخوف لان بقاءها قد تهدد بفعل سياستهم التجويعية وكرامتها إنتهكت بسبب الكبت والقهر وإرادتها قد تزورت بفعل خداعهم وآمالها قد تبددت بفعل أكازيبهم. والمتابع للمشهد السوري يجد أن هنالك قتلا مستمرا ولكن يطل الطاغية بشار من جديد ليعلن عزمه عن الترشح فهو حتي الان لا يدرك أن الجماهير التي خرجت في الشوارع متظاهرة سلميا ثم حملت السلاح بعد ما واجهها بالقتل لا ترحب به كما أن نفسيته المريضة تصور له أن الشعب يحبه ويمكن أن يقبل به رئيسا في مستقبل الأيام .بالله عليكم أليست هذه عقلية مريض نفسيا لا يعتبر بالتاريح ولا دروس الواقع؟ كأن الذين قتلوا وتشردوا ونزحوا لا يعنونه في شئ أو ربما ما حدث كا تمثيلية سخيفة مخيفة لا غير. وفي السودان وبعد24 عاما مضين من عمر النظام السلطوي في الحروب وقمع الاخر وإفقار الشعب وتقسيم البلاد وإذلال العباد وقهر الاحرار وتجويع البسطاء والهيمنة علي المال والإعلام والسلطة ومحطات الفشل التي لا تحصي ولا تعد يخرج علينا ساسة هذا النظام بأن هنالك مؤامرة ومندسيين وأنه مازال حبيب الشعب ورائد التنمية والتطوير وأنه ماضيا في طريقه لخدمة الشعب وتمكين مشروعه الحضاري وأن هذا الحراك لا يعدوا إلا أن يكون فرفرة من أعداء الإنسانية والسودان. باالله عليكم أي روح هذه التي يتحدث بها هذا النظام المتعفن ؟واين إنسان هذا الذي يعنيه ؟ وأيو إنسانية وايو إسلام هذا الذي يتحدث بإسمه؟ إن الاسلام رسالة سماوية لإسعاد البشرية لا لقهرها وأنتم تفعلون ذلك وتخالفون سماحة السما .إن الاسلام سلامة في اللسان والقلب واليد ولسانكم سيفا مسلطا من القذف والسب وأيديكم ملطخة بدماء الاحراروالشهداء وقلوبكم مريضة بحب الدنيا والمال الذي في سبيل الحصول عليه تبيعون الضمائر والذمم. إن شعب السودان صبر ما كتب الله له أن يصبر والأن إنتفض ضدكم ليسترد حريته وعافيته وكرامته . ولا يريد مزيدا من الدماء فإن كان لكم بقية من حكمة وعقل تحتكمون إليها فعليكم بالرحيل حتي لا نشهد مزيدا من القتل والخراب والتدمير. إن قبضتكم الامنية مع ضغط الثوار وإصرارهم سوف تتلاشي وتهن وحينها لن ينفعكم أن تستعملوا كل ما تملكون من قوة لتعيدوا سيطرتكم علي الشارع وسوف ترحلون مقهورين غير مأسوفا عليكم تشيعكم لعنة الجماهير الغاضبة والمتطلعة لصباح الحرية وفجر الخلاص الوطني من عهد القهر والإستعباد. إن الشارع السوداني رقم وجودكم الأمني الكثيف خرج وقال كلمته والقوى الوطنية تؤمن بقضيته وتشكر له غضبته وتساند ثورته وليست ثمة طريق أمامكم غير الإستجابة الفورية لمطالب الشعب في رحيل نظامكم القمعي الفاشل حتي تحقن الدماء وتحفظ كرامة وسلامة المواطن السوداني الشريف الذي منحكم من الفرص فوق ما تستحقون. وإن لم تفعلوا فتأكدوا أن المعية الإلاهية ستتكفل ثورة الشعب وتنبتها نباتا حسسنا ثم إن الشعوب الحرة ومنظوماتها الإنسانية ستسخر إمكاناتها لتنتصر إرادة الأمة السودانية كي تطوي حقبتكم الجائرة الظالمة وتقهر شيطانكم اللعين. وهكذا ستسير الإمور لأن الله يمن علي الذين إستضعفوا في الأرض و يجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين. [email protected]