كلمة رئيس جبهة القوى الثورية المتحدة للشعب السوداني بمناسبة انطلاق الانتفاضة السلمية والحراك الجماهيري الهادف لإسقاط النظام الفاسد في السودان أيها الشعب السوداني الأبي: بإسمي وباسم كل الرفاق المنضويين تحت لواء جبهة القوى الثورية المتحدة أتقدم إليكم بأطيب التهاني والتبريكات بمناسبة انطلاق ثورتكم المجيدة وهي الحلم الذي انتظرناه كثيرا وننحني إجلالا وإكراما للشهداء في كل أنحاء الوطن الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أ جل الكرامة والإنسانية ، أملين من المولي عز وجل أن يتواصل هذا المد الثوري العظيم إلي أن يسقط نظام الإبادة الجماعية وأعوانه لكي تنعم بلادنا في سلام وامن واستقرار وتعود الديمقراطية و الحرية و العدل والمساواة لشعبنا العظيم . أيها الشعب السوداني الصامد: نقترب الآن من ذكري انتفاضة أكتوبر1964 المجيدة والتاريخ يعيد نفسه من جديد والشعب السوداني يؤكد للجميع انه عصي علي الأنظمة الديكتاتورية في بلد يعاني من واقع مرير يسوده الجهل والمرض والتخلف والجوع بالإضافة إلي الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ظلت كمنهج للأنظمة المتعاقبة في حكم الدولة السودانية منذ الاستقلال وحتى تاريخه ، والتي فشلت فشلا ذريعا في تأسيس دولة ديمقراطية مدنية حديثة تستوعب كل الشعب السوداني بمختلف مكوناته الثقافية والاجتماعية والجغرافية مما أدي ذلك إلى بتر جزء غالي وعزيز من تراب الوطن وهو جنوبنا الحبيب والكل يعلم إن انفصال الجنوب ليس لعنة من السماء أو مخطط من قبل قوي أخري كما يدعي الواهمون بل انه جاء نتيجة لسياسات المركز المتسلط والمتهيمن على الحكم بممارساته البغيضة من خلال الإقصاء المتعمد وعدم قبول الأخر بفرض ثقافة أحادية الرؤيا لا تقبل الرأي والرأي الأخر. جماهير الشعب السوداني الأوفياء: نخاطبكم اليوم وبلدنا قد أنهكته الطغمة الحاكمة بسوء الإدارة، وافتعال الفتن، وإشعال جنبات الوطن بالحروب، وكتم أنفاس المواطنين بالقهر والإذلال وضنك العيش. وفي ظل هذه الظروف القاسية، ظلت ثلة من خُلّص أبناء هذا الوطن تقود صراعاً ضارياً لإجبار العصابة الحاكمة في الخرطوم علي رد حقوق أهل السودان عبر مقاومة مسلحة باسلة هدفها جعل المواطنة أساساً للحقوق والواجبات في دولة يسودها العدل والمساواة و الديمقراطية و حكم القانون .واليوم يعلنون دعمهم الكامل للثورة السلمية وحمايتها والحفاظ علي على سلميتها ، وكما نناشد الشعب السوداني بالعصيان المدني وكذلك الشرفاء من أبناء السودان في القوات النظامية الجيش والشرطة بالانحياز لخيار الشعب لأنهم منه وله . وفي هذا المنعطف الدقيق من تاريخ بلادنا و من مسار الثورة المباركة إذ تؤكد جبهتكم الفتيه جبهة القوي الثورية المتحدة أنها صامدة في خندق الجماهير تجدد العزم والعقد علي مواصلة الكفاح المسلح من أجل رد الحقوق المسلوبة لتحقيق طموحات وتطلعات شعبنا الصابر علي نظام ديكتاتوري ظل يمارس لأكثر من ربع قرن أبشع أنواع القهر والقتل والتشريد والكبت السياسي ومصادرة الحريات الأساسية كحرية التعبير والرأي ومن هذا المنطلق لزاما علينا كقوي مسلحة أن ندعو كل القوي السياسية المدنية بالخروج للشارع والالتحام بالجماهير أسوة بالثورات التي أسقطت الأنظمة الديكتاتورية من خلال الحراك المدني الجماهيري ومعلوم أن الشعب السوداني المعلم هو أول من أحدث انتفاضة جماهيرية في الوطن العربي وأفريقيا فهب يا شعبنا هب معا لإسقاط النظام . المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وعاجل الشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين وإنها لثورة حتى النصر حافظ إبراهيم عبد النبي رئيس جبهة القوى الثورية المتحدة