(تخيلت نفسي ضمن الأموات وأنا أنظر إلى الناس المتحلقين من حولي بعد الرصاص الذي أصابني في رأسي، حاولت أن أنهض لكني فشلت، لمحت صورة أبي بين الحضور أغمضت عيني وأظلمت الدنيا أمامي. وطوال سبعة أيام لم أفتح عيني. كنت أحلم وأتخيل وأخاطب نفسي. ظننت أنني في عداد الموتى لكنني تساءلت كيف لي وأنا ميتة أن أخاطب نفسي) بكلمات قوية ومرتبة استهلت الطفلة الباكستانية ملالة يوسف زاي حوارها مع مذيعة البي بي سي، مشاعل حسين، بلغة إنجليزية طلقة. إنها الطفلة ذات الستة عشر ربيعا المرشحة لجائزة نوبل للسلام التى تعيش ببريطنيا بعد أن ذهبت إليها للعلاج وهي بين الحياة والموت بعد أن استهدفتها حركة طالبان باكستان بالرصاص في رأسها نتيجة لتصديها لمنع تعليم البنات وتحديها للحركة بالذهاب إلى المدرسة وتشجيع البنات من أجل التعليم مما جعلهم يستهدفون جسدها الغض بالرصاص فخضعت بعد إصابتها للعديد من العمليات الجراحية ببريطانيا . (ملالة) يوسف زاي تحدثت حديث العلماء بالرغم من صغر سنها قائلة إن ما تفعله طالبان باكستان من قتل وإرهاب لا يمثل الإسلام الصحيح الذي يدعو إلى التسامح حتى مع غير المسلمين، ونفت أن يكون الشعب الباكستاني يساند الإرهاب الذي تنتهجه حركة طالبان. الأضواء التي سلطها الإعلام الغربي على ملالة جعل من حركة طالبان تحقد عليها مجددا مما جعلهم يتوعدون الطفلة البريئة مجددا بقتلها أينما سنحت لهم الفرصة، بالرغم من ذلك جاء رد الطفلة بردا وسلاما على من حاول قتلها بالعفو بل دعت للحوار مع حركة طالبان التي ينتمي اليها جزء كبير من قبيلتها (البشتون) الذين دافعت عنهم أيضا وقالت إنهم ليسوا إرهابيين كما يتبين للعالم من خلال أفعال طالبان التي استغلت الأوضاع لتجنيد شباب باكستان. سألتها المذيعة إن كانت ترغب في العودة إلى باكستان بعد تهديد الحركة بقتلها فقالت في شجاعة إنها لا تخاف منهم وأن الأعمار بيد الله لكنها في الوقت الراهن ترغب في إكمال تعليمها ببريطنيا بعدها تعود لتساهم في نشر التعليم بين الفتيات في باكستان . بالرغم من كونها تعيش في مجتمع غربي منفتح إلا أنها (ملالة) قالت إنها لن تنجرف مع الثقافة الغربية وأنها ما تزال تحافظ على ثقافتها الإسلامية وترتدي زيها التقليدي الفضفاض وغطاء الرأس وشكرت المجتمع الغربي على تقبل الثقافات الأخرى . (ملالة) ببراءتها وعقليتها المتفتحة التي تفوق سنوات عمرها الغض تستحق جائزة نوبل للسلام فهي واجهت حركة متزمتة ومسلحة وتحدتها من أجل مبادئ تؤمن بها حتى كادت أن تموت من أجل هذه المبادئ الإنسانية النبيلة. ورغم الشهرة التي وصلت إليها (ملالة) إلا أنها قالت إنها ترى نفسها فتاة عادية. تواضع جم لطفلة لم تتخطَّ السادسة عشرة من عمرها، تواضع يحتاج لتعلمه الآخرون الذين بلغوا أرذل العمر وما يزالون في طغيانهم يعمهون . [email protected] الردود