أستوقفني تصريح أحد إصلاحي المؤتمر الوطني وهو يصف رئيس لجنة المحاسبة (الرئاسية) بأنه لايهش ولاينش .ودلالة التعبير تبين عمق الأزمة وتصريح ذلك الأصلاحي يجعل الأستفهام مشروعا تري هل بلغت تلك الخلافات مبلغا جعلهم يخافون (جهرا) من تلك اللجنة وماتؤؤل اليه من قررات في ظل رئيسها .. أم انه من قبيل المعارضة الباطنية ان رئيسها من ضمن الأصلاحات التي حوتها المذكرة بل أن بعضهم دعاه صراحة الي تفعيل مجلسه قبل ان يأتي لمحاسبتهم ... الخلافات دائما بين الإسلاميين تفضي لتراكمات واضحة ..فلجنة المحاسبة التي كونت لأستصدار قرار ضدهم ..أستبق (المدانون) أحكامها باللجوء الي الإعلام فمن بات يهدد بنبش (المدفون) وأستظهار ماأستخبي ومن متوكل علي الله بات يجزم بأن الأرزاق بيد الله وأنه جاهز للفصل أو التجميد أو الأعتقال ومن كثيرون بادروا الي الإعلام جهرا علي أن الطعن في رئيس مجلس (المحاسبة) يجعل في الأمر عجبا .. الواقع يقول ان الخلافات (عميقة) ذات مواقف وترسبات (قديمة) بلغت ذروتها عند تقديم المذكرة ..وعلي الرغم من نفي الحزب الحاكم علمه بها وانه قد سمع بها سماعا من (المعارضة)الا ان تدخل (الرئيس) بتشكيل لجنة لمحاسبة الرئيس طرد كل أحتمال بتأكيد بعض قادة الحزب بعدم العلم بها ..فالمذكرة قد قد وجدت حيزها تماما في التداول ومخاطبة الموقعين للرئيس من منطلق (شعبي).جعلت الأتهام يدمغ أولئك بعدم أنتهاج (المؤسسية).. ولعل بعض المتابعين قد توقعوا (إنشقاقا) ثانيا مرده الا تلك الصيغة العلنية التي أكتنفت ألسن الأصلاحيون (الجدد)..فالأمر تعدي طور (السرية تماما..ولعل المذكرة الأخيرة قد جعلت نقاطها تبوح جهرا بالحال وضرورة المراجعة الشاملة ..بعض منهم ألجأه إلحاح الإصلاح الي الأنقلاب العسكري لإصلاح الخلل والتمادي في الأخطاء وآخرين ..وجدوا في (الصقيع) وعبر الأثير مبتغاهم في الحديث ومراجعات التجربة وبجرأة وصراحة ..علي أن (ذئاب) نافع تجاوزتهم الي حيث (محاسبة) الطاهر الذي بزعم بعضهم لايهش ولاينش .. والمذكرة بموقعيها باتت الشغل الشاغل والمادة الدسمة للواقع ... نظرا لتوقيتها الحرج للحزب الحاكم ..من جهة أن المتبنين لها يمثلون العمق في الأعضاء .حتي بتنا نتساءل هل كانت هناك بدائل مشروعة للقررات دفع بها أولئك للرئيسفحجبت عنه فلجأوا الي المذكرات ..أم ان تلك االأجراءات الأقتصادية كانت ذات أنقسام بين في صفوف الحزب الحاكم .غابت فيها الشوري وأبرمت بليل وكانت الغلبة لفريق دون الآخر ..فكانت المذكرة أقراب الي أظهار المواقف وتلميع الصور أمام الشعب ..ام ان الموقعين طرحوا أنفسهم كحزب بديل أستغل (الموقف) ليطرح نفسه بقوة وتأثير يحمدون عليهما ..علي ان كل الدلالات ..فطن لها الحزب الحاكم فكانت المحابة(رئاسية) وعلم الموقعين بمخرجاتها دفع كثيرون منهم الي أستباق المصير بأحتمالات شتي ..وأحدهم يدعو رئيس اللجنة بتفعيل مجلسه قبل ان يأتي لمحاسبتهم .. [email protected]