انو البلد ونتيجة لتراكم الاخطاء انهارت اقتصاديا: المخارج جميعها بالنسبة للبشير كالمثل الشعبي البيقول عود عشر ..كان قمت بنحشر..وكان قعدت بنكسر (والعشر نبتة تتميز بالهشاشة ووسهولة الكسر ولكنها في نفس الوقت تمتاز بحدة تجعلها تخترق الاجسام اللادنة بفاعلية كبيرة) هذا المثل يضربه اهلنا للشخص الذي يجد نفسه في ورطة يصعب الفكاك منها وان كل الحلول الممكنة تنطوي على خسارة ما .. وهذا ما ينطبق على رئيس الصدفة .. فهذا الرئيس الذي يتمتع بخيال محدود كخيال البصيرة ام حمد (وهذه ايضا مأثورة شعبية تستعمل للتهكم على الاغبياء محدودي الخيال وبعد ان اعتكف ليجد مخرجا لازماته التي صنعها بيديه ..وجد انه اذا ما اراد ان يتقذ الاقتصاد المنهار فهذا لا يمكن الا عبر تبني حلول ومخارج تنطوي على مخاطر جمة على نظامه.. فاذا حاول اصلاح اقتصادي عن طريق اصلاح سياسي هذا يعني ايقاف الحرب..استيعاب القوي الاخري كلجبهة الثورية و معارضة الداخل مما سيؤدي لتشكيل حكومة سمها ان شئت بالانتقالية او الوحدة الوطنية او غيرها ولكن في محصلتها النهائية تفكيك قبضة اخوان الشيطان على الاقل في مركز القرار.. وذلك لان اي اتفاق يعني دخول لاعبين كثر ومؤثرين في القرار السياسي بدءا من القائد مالك عقار مرورا بالقادة الدافوريين ..مناوي عبدالواحد وجبريل ابراهيم ..وليس انتهاء بالتوم هجو من الاتحادي والامة.. اضافة لقوى الاجماع الوطني ..بالنظر لهذا السيناريو فانه يعني تفكيك نظامه ..اذن هذا الحل مستبعد.. بل حتى مجرد تصوره يمثل كابوس بالنسبة له.. السيناريو الاخر وحسب خياله المحدود هو عدم تقديم تنازلات سياسية والاتجاه نحو المغامرة العسكرية وهذا ما خرج به البشير من اعتكافه المزعوم .. وعدم تقديم تنازلات يعني ان يخوض معركة اخيرة وفاصلة مع المعارضة المسلحة..وبالخصوص الحركة الشعبية شمال ففي حالة تحقيقه نصر عسكري فانه يكون قد ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد..تخلص من المعارضة العسكرية او قلل من فعلها العسكري والسياسي.. قمع المعارضة الداخلية وقصقص اجنحتها.. وبالمرة ازال الجزء الاكبر من العبء الاقتصادي..اذن للمضي قدما في هذا السيناريو الذي استطاب له عليه ان يحمل الشعب اعباءه المالية ..لذلك جازف برفع الدعم ورفع الاسعار ومن ثم استعد لقمع المظاهرات بواسطة الامن الشعبي غير مبال بعود القذافي.. فان نجح في ذلك سيذهب للخطوة التالية وهو اطلاق حملة عسكرية لتحقيق هدفه.. للاسف هو في طريقه نحو السير في تنفيذ مشاهد هذا السيناريو المدمر..بالتأكيد ليس اعتمادا على قدرته وذكاءه ولكن للاسف الشديد اعتمادا على غباء وانتهازية معارضة الداخل من أقصى يمينها مرورا بوسطها الي اقصى يسارها.. وفقا للقراء العضيرة لهذه المعارضة (ان البشير سوف يقمع المظاهرات السلمية باقصى درجات العنف..الخيار المتبقي امام الشعب هو تبني خيارات اخرى من اقواها التاييد والاصطفاف مع الجبهة الثورية..باعتبارها القوى القادرة على ردع النظام وتعرف مفردات اللغة التي يستخدمها وهي الحوار عبر البندقية..ولكن هذا الخيار يعني انهم اصبحو خارج ميدان المعركة)..بالنسبة لمعارضة الداخل هذا كابوس..اذ كيف يقبلون بهكذا تغيير تكاد تكون مساهمتهم فيه معدومة..معدومة لعدم امتلاكهم الجراة بتعبئة الشعب السوداني لحمل السلاح لكي يدافع عن نفسه من قبح افعال القتلة من افراد الامن وعضوية المؤتمر الوطني المذعورة..تصر معارضة الداخل على دفع الشباب نحو محرقة المظاهرات السلمية او التغيير السلمي وهم لا يملكون ادوات هذا التغيير.. فالنقابات تحطمت..والاتحادات تفرقت..ومراكز التنوير ضربت الواحدة تلو الاخرى..واحزابهم تم تفتيتها وشراء كادرها..ولكنهم يصرون على استخدام سلاح لايملكون ذخيرته ولا قطع غياره.. لماذا لانهم يريدون نصيب الاسد في التغيير القادم..ولو على حساب اشلاء الضحايا من الشباب الذي ليس اماهم سوى التضحية من اجل مستقبلهم.. خالد عمار [email protected]