غدا الاثنين عصيان .. بعد غد الثلاثاء ضربة بتظاهرة .. و الأربعاء و الخميس ضربات بعصيان مدني و القاضية يوم الجمعة و السبت حرية و لست بحالمة. عندما تسمع عن أمن و سيادة الدولة .. عندما تقرأ عن مكتسبات الدولة و ثوابتها .. عندما تنتفخ أوداج الكيزان بكلمة الشريعة .. عندما يترامى إلى مسمعك أعداء الدولة الذين هم المعارضة .. عندما يدور الحديث من الحكومة عن سعيها لحفظ المواطن و ممتلكاته .. عندما يحدثونك عن دور الجهات الأمنية و الشرطية في استتباب الأمن و بسطه .. عندما ترتفع أصواتهم المشروخة بنزاهة القضاء السوداني .. عندما يجهرون بسعيهم لراحة المواطن و عزته و كرامته .. عندما يكثرون الضجيج حول الشرعية و الديمقراطية و الانتخابات .. عند كل ذلك و آخر كثير .. اعلم تماما أنهم يريدون إطالة أمد حكمهم و النجاة من عقاب ما أجرموا .. اعلم تماما أنهم هم الخطر الداهم على أمن الدولة و التفريط في حدوده و الدوس على سيادته بتصرفات رئيس أرعن .. اعلم تماما أنهم استباحوا تلك المكتسبات و زعزعوا تلك الثوابت التي أرساها الجدود و الأبطال .. اعلم تماما أهم تجار اتخذوا الشريعة لدغدغة عواطف الشعب و أن الشريعة منهم براء براءة الذئب من دم يوسف .. اعلم تماما أنهم هم أعدى على السودان من اسرائيل ذاتها .. اعلم تماما أنهم سحقوا المواطن و ساموه التقتيل و التعذيب و الذل و لم يستثنوا النساء اللائي جلدن على قارعة الطريق .. اعلم انهم استباحوا ممتلكات المواطن و استنفذوه .. اعلم تماما أن الجهات الأمنية و الشرطية المزعومة ما هي إلا مليشيات رمت بقسمها الغليظ و صارت أداة طيعة في أيدي الطغاة منهم و تنفيذ أجندتهم بالهيمنة الكاملة على مقاليد الحكم و أدوات البطش .. اعلم أنهم السبب الرئيس وراء كل الحروب التي اندلعت و أنهم السبب الأول و الأخير وراء كل الدماء التي أزهقت و أنهم من شحن الصدور بالقبلية و أزكت نار الفتنة .. اعلم تماما أن القضاء السوداني دمية تحركها نخبهم و تذعن لأوامرهم .. اعلم تماما أن المواطن ما عرف التعب و الهم و لا سُلبت عزته و لا دِيست كرامته إلا في عهدهم البغيض .. و ما الديمقراطية و الحرية و الانتخابات إلا حيل يتشدقون بها لإضفاء الشرعية لحكمهم. لم يستحوا فصنعوا ما شاءوا .. سرق شريفهم الذي هو في الحقيقة وضيعهم فتركوه و أخذوا ضعيفنا بما ضيقوا عليه سبل العيش و الحياة .. شردوا الشرفاء من مناصبهم و منحوها للموالين لهم من غير الأكفاء .. خلقوا لهم أعداء وهميين ثم حاربوهم و كبروا نفاقا و هللوا كذبا .. اشتروا ذمم العلماء تارة بالمال و أخرى بالترهيب فصاروا أبواقا لهم من على المنابر .. يتكلمون عن اسرائيل و الجنة و النار و يتركون المجرمين الذين اعترف رئيسهم بأنهم قتلة .. اشتروا الوضعاء من الإعلاميين فصاروا يكتبون بما ذمة و ينشرون بلا أمانة و يلوون عنق الحقيقة بل و يدقونها دقا بأقلام مأجورة و ذمم مدفوعة الثمن .. أي بيت ذاك الذي لم يتضرر منهم؟ .. أي شريف ذاك الذي لم تطاله أذيتهم؟ .. تالله و بالله إنهم أسوأ من حكم و لعلها حكمة الله التي تمهل و لا تهمل أن زين الشيطان لهم عملهم حتى يستحقوا عاقبة ما صنعوا أضعافا مضاعفة. أيها الشرفاء .. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر و لابد لليل أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر .. أيها الشرفاء .. لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني العز طعم الحنظل ... أيها الشرفاء .. لن يُوضع على ظهرك سرج طالما أنك لا تنحني .. لن تغلق دونك بوابات الحرية طالما أنك أبيٌّ للحق و بالحق تنتصر .. إنها هبة ليلة و راحة سنوات .. إنهم أضعف مما نظن .. يقويهم صمتنا .. يفرعنهم علينا فُرْجتُنا و هم يجرمون .. أسمعتم ما يقول قائلهم .. لن تخيفنا أصوات إلا إن كان طنين أجنحة الذباب يضيرُ .. لن يغيرنا بضعة مخربون خونة .. سنخرسهم بالرصاص و نحصدهم بالقنبلة .. إن صمتنا فنحن في الجريمة سواء .. و إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. عش و أمك و أبيك و أبناءك كريما أو مت كريما .. فلنقل جميعا كلمتنا .. كل البيوت تخرج .. كل المدن تخرجي تمتلئ الطرقات .. هتافاتنا فوق أصوات البندقية .. إرادتنا ليست تقيدها سلاسل و زنازين .. دولتنا ليست تسوسها زمرة من عصابة سارقة مارقة .. إنهم أضعف من ضعيف .. لا مال يدعمهم و لا صديق ينصرهم و حق يساندهم .. إنهم كقذى عين تزيلها أصغر الأصابع .. إنهم كزبد نراه يعلو لكنهم بلا قيمة بلا حول بلا قوة... ضربات متتاليات سترهقهم .. وقفة جمعاء ستفقدهم التقاط الأنفاس .. هبة قوية ستدس الرعب فيهم و ينسل منهم من ينسل و بتركهم مكشوفي الظهر خائري القوى. لا تتلفت و تنتظر الآخر .. نعم أنت و أنا و هو و هي من بيدنا القرار و الله معنا و الله يبطل الباطل و يحق الحق و إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم .. [email protected]