أعد وقابلني .. أظنها من العبارات المعروفة للناس في المدرسة زمان .. خاصة عندما تأتي في أخر التصحيح للمادة ويكتب لك .. بالقلم الأحمر .. أعد وقابلني ... فتحس بالرهبة والخوف .. لأنه قطعاً سيكون هناك.. عقاب .. وجلد .. لا محالة ... والأمر طبعاً زماااان .. زمن ما قبل سنة تامنة ... وما قبل إختفاء مرحلة بأكملها راحت شمار في مرقة ... كانت تمثل حلقة .. الوسط .. والفصل ... ما بين .. الابتدائي والثانوي ... ومابين .. الخروج من طور الطفولة .... والدخول في طور آخر جديد ... وكان ياما كان ... زمن ما قبل العوملة .. والمسج .. والجوالات .. والفيس وغيرها من وسائل ... كانت .. الجوابات .. والرسائل ... هي الوسلية الأولى للتواصل بين الناس .. وكانت العبارات المحفوظة عن ظهر قلب .. بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وإنشاء الله تكونون بخير وصحة جيدة كما نحن والحمد لله .. ولا نفتقد شي سواء رؤياكم الغالية ... مرسل لكم كرتونة فيها سكر وشاي وصابون وبن ولبسات للتومات ... والمصاريف مع من يحمل الخطاب .. وإنشاء الله بنجيكم في العيد الكبير ... سلمو على الجماعة كلهم .. وكان .. المنديل .. أيضاً رمز للتواصل ودليل ود ومحبة بين الناس .. ونقش الأحرف ... تزين اركانه وجوانبه .. وكان ياما كان .. من حكاوي الزمن الجميل ... وأيام المرحلة المتوسطة التي لحقت أمات طه ... كان أحد الإخوة معنا .. يحب من يحب ويهوى ... وكان يحب ويتوق أن يتواصل .. والوسيلة هي .. الجواب ... وكتب .. الجواب .. وإجتهد .. وإجتهد .. وإجتهد .. في إختيار جميل الكلمات .. وتنسيق الخط .. ... وزين خطابه .. وأرسله .. لمن يهوى .. كان في شوق شديد ولهفة أن يأتيه الرد بسرعة من طرف الحبيب ... وكان يعيش بكل أحاسيسه وأشواقه ويحسب الثواني .. في إنتظار الرد .. وآتاه الرد ... وكان في لهفة وشوق ليعرف .. ويفتح .. الرد ... فماذا وجد ... وجد الخطاب .. مصحح .. بالقلم الأحمر .. ومشار فيه للأخطاء .. الإملائية ... والنحوية .. ومكتوب له في أسفله ... أعد ... تذكرت القصة وأنا أسمع كغيري من أهل هذا الوطن الجميل بالمذكرات المتعددة التي تصدر من أهل المؤتمر الوطني ولأنفسهم .. والتي تجد رواج منقطع النظير منهم قبل الآخرين ... وتجد لنفسها مساحة في الاعلام وفي الونسة وفي التداول .. وفلان موقع وعلان موقع وفلان رفض .. وآخرها مذكرة ال 31 كما يسميها الناس .. وتصدر التصريحات في الصحف وغيرها من مقدمي المذكرة أنفسهم الذين يبدون أولاً .. حبهم وعشقهم للؤتمر الوطني .. وأنهم إبنائه وأنهم وأنهم .. .. كحال صاحبنا في خطابه .. ويختارون لمذكرتهم أجمل الكلمات في المدح والحب والولاء ... ويمنقون الخط ويزينون الرسالة ... وينتظرون بكل لهفة وشوق الرد ممن يحبون ويحسبون الثواني ... و يأتيهم الرد بنفس قصة خطاب .. الحب .. لصاحبنا ... ويفتحون الرد بكل لهفة وشوق ... فيجدون أن الخطاب مصحح عليه بالقلم الأحمر كما حدث لصاحبنا ... ولكنه أفضل منهم ..حيث أنه كتب لهم في آخره ... أعد ... وقابلني .... كسرة .. جبرواية ... إنتو في الكشتينة .. والحريق .. البيكون أسكورو (31) مش بيحرق ويطلع بره اللعب ... أنا خايف ناس ال (31) ديل يكونوا حرقوا ... [email protected]