إرساء قواعد الديمقراطية والحرية والعدالة وحكم القانون والمساواة في السلطة والثروة بين المواطنين، عوامل إسترتيجية لبنية تحتية لدول تنعم بالإستقرار والسلام والتنمية ويتمتع كل فرد فيها بالعيش الكريم وتوفر متطلباته..أما بالنسبة للمواطن السوداني فهي عبارة عن حلمٌ طال إنتظاره حتي فقد الأمل في تحقيقه .. اليوم يطل علينا غازي (إصلاح) ويراودنا عن حُلمنا القديم الميؤس منه، ويعلن علي الملأ عن عزمه تأسيس حزب جديد بعدما إنشق رسمياً عن المؤتمر الوطني واصفاً ماحدث له ولرفاقه (جماعة الإصلاح) برصاصة قاتلة أطلقها المؤتمر الوطني لإعدام أخر محاولات الإصلاح به ..!! علينا من هنا أن نتصور إصلاح غازي (الإصلاحي) ونعود بذاكرتنا إلي حُلمنا القديم..!! فالصوت الذي وصفه غازي ب( العالي) في أوساط المؤتمر الوطني والذي علا حسب قوله منذ فترة وإزاددت قوته في الآونة الأخيرة، يراهن عليه البعض بأنه دعوة صادقة للإصلاح وال(إصلاح) كلمة مطاطية لأبعد حدود الإيجابية ..!! لنا أن نتخيل أنهم أصحاب رسالة سامية ودعاة إصلاح فعلاً وحادبين على مصلحة الوطن، سوف يبعدون أول ذي بدء عن المتاجرة بالدين وفصل الدين نهائياً عن السياسة والدولة ، ويتم تداول سلمي للسلطة المملوكة اصلاً للشعب بحيث يتمكن أي سوداني كائناً ماكان من الحكم دونما تمييز حزبي أو طائفي او عرقي، بحيث يكون السودان وطن يتمتع فيه كل مواطن سوداني بالعزة والرفعة والحرية والكرامة ، لا يُضطهد ولا يُعذب ولا يُقمع ولا يُكمم فمه ولا تُكتم حريته إلا بسلطة قضائية نزيهة مستقلة، وأن تكون المواطنة أساسٌ راسخٌ للحقوق والواجبات، وطنٌ تكون سلطته التشريعية سلطة رقابة ومحاسبة ومتابعة لكل أجهزته التنفيذية، وطنٌ تتوفر فيه كل مقومات الرفاهية والحياة الكريمة، يكون فيه الرجل المناسب في مكانه دونما محسوبية أو تمكين لذات أو حزب، يشارك كل مخترع ومصلح وصاحب فكرٍ وإبداعٍ في التنمية والإرتقاء بوطن عاني وتاق كثيراً ليكون من بين مصاف الدول المتقدمة، لأننا نحب بلادنا والتي من نعم الله علينا أنه حباها بخير وفير (ثالث دولة في العالم من ناحية الأراضي الصالحة للزراعة).. ولأننا برغم مرارات الماضي الأليم ومنذ الإستقلال حتي يومنا هذا مازلنا نأمل في حزب وسطي يلبي طموحنا وآمالنا.. علينا أن لا نستعجل في الحكم علي نوايا غازي وجماعته بل علينا ان ننتظر لنري برامجهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ليس هذا فقط بل يجب أن يكون الحكم من خلال تطبيق عملي إثباتي، وهل تصب في مصلحة الوطن والمواطن أم هي برامج مصالح شخصية بحتة, دعونا نري قبل ان نحكم .. وأصدقونا القول نصدقكم المواقف..!! جمال جادو [email protected]