ان الحكم الذي صدر ضد مجموعة الاصلاحين التي خرجت من رحم المؤتمر الوطني و من رحم الحركة الاسلامية ،فهذه المجموعة رغم انها شاركة مشاركة فعالة في الاعمال التي كان نيتجتها ما هو ماثل امامنا و الذي لا يحتاج لتوضيح فيعلمه الجميع، ولكن رغم ذلك فمن اخطأ و اعترف بخطاه فهو في راي عمل جليل و يستحق منا الاشادة به ، و خير من التمادي في الخطأ و التوبة الصادقة تجب ما قبلها ،فنحن نشكر الاخوة الاصلاحيين علي الصحوة بعد الغفوة و انت طالة و نجد لهم العذر قبل ان نبحث في اضافة التهم لهم . و هو خير لنا و ليس شر كما يحسبه البعض ،فقد كان اغلب الشعب يصدق ما يقوله المؤتمر الوطني و هو بالطبع الحكومة من ان الانقاذ حركة اسلامية تصحيحة تريد ان تجعل الحاكمية لله بدلا من الحكم العلماني الذين يخوفونا به كلما صعد احدهم منبرا فيكبر و يهلل و الناس تصدق . دعونا نري فوائد هذا الانفصال فقد قدم الاصلاحيون مذكرة للحكومة تتطالب فيها بالاصلاح و هذه المجموعة ليست من المعارضة المعروفة لدي الحكومة سواءكانت معارضة سلمية يمثلها الصادق المهدي و بقية العقد الفريد من الاحزاب التي اتخذت من مكاتبها مكانا للتصريحات و الخطابات بدون ان نري لها طحينا ، او معارضة مسلحة و التي تقودها الجبهة الثورية، بل هي جزء من الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني .اذن معناها حركة اصلاحية رات ان هناك اخطاء يجب ان تصحح ، و هذا واحب يمليه عليها الدين الاسلامي ،قال تعالي ( و لتكن منكم امة يدعون للخير و يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و اولئك هم المفلحون) آل عمران و عندما صعد عمر بن الخطاب المنبر قال (ايها الناس من راي منكم في اعوجاجا فليقومني) فقام رجل و قال له (و الله يا عمر لو راينا فيك اعوجاجا لقومانك بحد السيف) فقام احد الصحابة يريد ان يؤدب الرجل فقال عمر للصحابي اجلس و قال عمر رضي الله عنه (الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقوم اعوجاجه بحد السيف) و التفت للرجل و قال له يا اخي (اعلم انه لا خير فيكم ان لم تقولوها و لا خير فينا ان لم نسمعها) فهذا الصحابي يريد ان يقوم ابن الخطاب الذي مضرب المثل في العدل و الاجتهاد بحد السيف ،فما بال عمر البشير ان يجد من يقومه و يرده اليه رشدة بمذكرة، قد يكون فيها ايات او احاديث او تعابير جميلة صاغوها بطريقة جميلة لتشرح المقصد من المذكرة، اذن سقط القناع الاسلامي الذي يتدثر به المؤتمر الوطني فمن يرفض النصح فالاسلام منه براء لان الدين النصيحة . فالنقد مبدأ اسلامي و منهج قرآني طبقه الرسول الكريم (ص) و الخلافاء من بعد ، فمسالة النقد و المراجعة ظاهرة صحية في المؤسسات و المجتمعات و هي جزء اساسي في عملية التطور. فلماذا ينكره المؤتمر الوطني اذا كان اصلا هو يطبق الشريعة الاسلامية و جاءت المذكرة من اسلاميين معترف بهم بالمؤتمر الوطني و هي لم تات من شخصيات او احزاب محسوبة علي العلمانية .فبدلا من نشر ثقافة الشورة و قبول الراي الاخر يريد المؤتمر الوطني ان يدور بنا في مملكة فرعون ليرينا الا ما يري . ثانيا : ادعاء المؤتمر الوطني بان هذه المجموعة لم تلتزم بلوائح و قوانين الحزب التي تربط العلاقة بين الحزب و العضو ، هذا كلام غير صحيح فاي لوائح تمنع العضو من قول كلمة الحق الا اذا كان هناك ما يخشاه المؤتمر من هذه الظاهرة ويريد ان يضع حدا لها حتي لا يظهر المخفي و علي الشعب ان يعي ذلك فسؤال بسيط لماذا يخشي المؤتمر من هذه النصائح لتظهر للعلن، معناه خلوها مستورة ثالثا بالنسبة للمعارضة اعتقد بان الامر اصبح واضحا و حليا وهو اذا كان المؤتمر الوطني لا يستمع الي ابناءه و واضعي لبنته الاولي فكيف يستمع لمن اسماهم العلمانين و الملحدين . نرجو منكم يا معارضة ان تعوا الدرس جيدا حتي لا تضيعوا الوقت هدرا في نصائح لا تجدي نفعا و لم و لن تجد اذنا صاغية. الخلاصة فان هذا الانشقاق و سوف تلحق به ان شاء الله انشقاقات اخري هو يصب في مصلحة المواطن و لا اقول الاحزاب او المعارضة فهذه عرفنا الفيها كما يقول المثل ،فعلي المواطن ان يقف مع نفسه و يراجع موافقه تجاه الشرذمة الحاكمة التي سادرة في غيها و ضلالها و تضليل الشعب.و يقول كلمته مشاركا لا متفرجا و لنضع يدا في يد و كتفا مع كتف لازالة هذا النظام في اسرع ما يكون حتي نحافظ علي ما تبقي من السودان و نرتق النسيج الاجتماعي الذي مزق بايدي هؤلاء المخربين الذين لا هم لهم الا التسلط علي رقاب الناس [email protected]