قبل ايام قدم وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم عرضا للباشمهندس الحاج عطا المنان بتراس لجنة تسيير نادي الهلال..لم يتردد الحاج عطا المنان كثيرا حتى اعتذر عن تولي المهمة..لم استغرب لاعتذار الرجل.. الحاج رجل دولة عمل وزيرا في ولاية الخرطوم قبل نحو عشرينا عاما.. وتولى منصب الوالي في جنوب دارفور في ايام عصيبة.. وكذلك تراس الحاج مجلس إدارة بنك النيل وحلق به نحو آفاق رحيبة .. كما ارتبط اسمه بشق طريق شريان الشمال الحيوي..مع كل هذه النجاحات لم يعرف الناس للحاج عطا المنان أي اهتمامات رياضية . وبعد ايام تحدث مدير مكتب الرئيس مع المهندس عطا المنان ناقلا له رغبة رئيس الجمهورية في قبول تكليف رئاسة الهلال .. لم يجد الرجل الخلوق ان يقول لا لرئيس الجمهورية وقبل بالمهمة الصعبة..بداية في تقديري لم يكن من الحكمة إقحام *رئاسة الجمهورية في مسالة شائكة تقع في اختصاص وزير ولائي.. صحيح نادي الهلال مؤسسة كبيرة ولكن رئاسة الجمهورية اكبر من ان تتدخل في تفاصيل (الكورة ) وإخفاقاتها التي لا تحصى. الحاج عطا المنان ليس مكانه رئاسة نادي الهلال الذي لم يدخله من قبل..هنالك أيادي خفية ظلت تضع المتاريس امام هذا الرجل..في الانتخابات الاخيرة *اختاره المؤتمر الوطني على مستوى ولاية الخرطوم ليكون واحدا من المرشحين لمنصب الوالي.. عندما وصل الترشيح المطبخ الاعلى تم استبعاد اسم الحاج عطا المنان.. تكرر ذات السيناريو في انتخابات القضاًرف والشمالية..اخر منصب عام تقلده الحاج عطا المنان كان رئاسته لمجلس إدارة هيئة الاتصالات.. حتى هذا المنصب الشرفي تمت إزاحته منه بفعل فاعل . فشل مجلس الهلال في اول امتحان واجهه .. رغم ان هذا المجلس الذي *يرأسه واليا سابقا وينوب عنه شقيق لرئيس الجمهورية.. تخلف الهلال من مباراة كاس السودان المقامة في حاضرة النيل الأزرق *..لم يتمكن الحاج عطا المنان ولا اللواء عبدالله البشير في حمل الهلال ليلعب هذه المباراة التي تحمل دلالات خاصة حيث تقام في ولاية تتهددها الحرب. لن ينجح الحاج عطا المنان في رئاسة نادي الهلال ..مواصفات رئاسة نادي الهلال تتطلب شخص وافر الثراء خبير بخفايا الوسط الرياضي ومقبول في الميدان ..سيجد الرجل نفسه عرضه لسهام الاعلام الرياضي الذي لا يعجبه العجب ولا هيثم مصطفى في المريخ ..الذين أشاروا لرئاسة الجمهورية بالضغط على الحاج عطا المنان أرادوا ان يرموه في اليم مكتوف الأيادي ويطلبوا منه الا تبتل ملابسه..هذا الرجل يمكن ان يكون وزيرا ناجحا في التشكيلة القادمة او مرشحا رئاسيا في مقبل الايام المفعمة بالمطالبات بالتغيير. اختيار سياسي صارخ الولاء وبحانبه شقيق لرئيس الجمهورية يرسل رسائل سالبة تقدح في ديمقراطية واهلية الرياضة..الهلال قادر على انجاب الكفاءات التي تسد الفرقة ولا يحتاج لاستيراد رئيس من كوادر الحزب الحاكم ولكن عين الحكومة لا ترى الا عيالها.. لهذا نقولها بالصوت الداوي لا لرئاسة الحاج ولكن كانت اشهر معدودات. الأهرام اليوم [email protected]