يحكى مانديلا فى كتابه رحلتى الطويله من اجل الحريه ، كنت مطارداً من قبل الشرطه واهتمت الصحف اهتماماً كبيراً بنشاطى ، وكانت الصفحات الاولى تسهب فى الحديث عن تحركاتى ، والاماكن التى اتردد عليها ، وكانت السلطات تقيم الحواجز فى الطرقات العامه فى مختلف البلاد ، وتعود الشرطه بخفى حنين فى كل مره، اطلقت الصحف علىَ لقب زهره الربيع السوداء وهو تحريف للقب بطل روايه البارونه اوركوزى المشهور باسم زهره الربيع القرمزيه (scarlet pimpernel) الذى اظهر جرأةً فائقه فى التخفى وتجنب الوقوع فى يد العدو وزهر الربيع القرمزيه عشبه بيضاء تنقبض عند سوء الاحوال الجويه وظهور الغيوم ونزول المطر . ويرمز بها لمن يتقن تفادى الخطر والتخفى من العدو ، لقد عاش مانديلا حياة مليئه بالمواقف الصعبه ومفعمه بالنجاحات الكبيره ، نزر حياته لاجل العدل والمساواه بين الناس جميعاً ، وعندما شب عن الطوق وجد الرجل الابيض يمسك بخناق بلده جنوب افريقيا ، متنعما بخيراتها ، متعالياً على اهلها الاصليين ، بل يمارس عليهم ابشع انواع التفرقه العنصريه (apartheid) والتى ترمز فى مصطلح السياسه الدوليه الى نظام التمييز العنصرى ، الذى مارسته حكومات البيض فى جنوب افريقيا حتى مجئ مانديلا الى الحكم ، كاول رجل اسود يحكم جنوب افريقيا . لم تجرفه مباهج النجاحات التى كتب اول سطورها فى جوهانسبيرج بعد ان فتح مكتباً للمحاماه كأول رجل اسود يمتهن المهنه هذه ، ويصبح من علية القوم . ركل ذلك وانغمس بقوه فى قضيه التحرر الوطنى راسما صوره مثاليه للمجتمع الذى يبتغيه فى بلده . ان تكون دوله تتسع لكل الاعراق والالوان والثقافات ، حتى الرجل الابيض الذى اذاقهم صنوف التعذيب والازلال كان مانديلا يرى عدم طرده من البلاد ، وان يحيا كما بقيه خلق الله فى كشريك فى الوطن ، لقد قاد حزب الموتمر الوطنى الافريقى مرحله النضال بجساره وساهم مانديلا برسم لوحه التسامح والتعايش فى كل الخطب التى كان يلقيها فى مناسبات الحزب ، واضعا تصوراته لبلاده بعد سنوات النضال لاجل الحريه ، لقد كانت انتخابات 1994 اول انتخابات يباشر فيها السود حقهم الانتخابى فى اختيار حكومه بلادهم ، وقد فاز حزب مانديلا بالاغلبيه منهياً بذلك الفوز سنوات من الزل والاهانه والتعب للسود ، كما انطوت صفحه قلقه سوداء فى تاريخ جنوب افريقيا وسيكتب التاريخ خبراً جميلاً عن قياده هذا الرجل الذى كان رحيماً بجلاديه وهو يزورهم فى جزيره روبن التى امضى فيها سنوات سجنه ال 27 بان قال لهم انتم ايها السجانون كنتم ضحايا مثلى لنظام فاسد . [email protected]