عشنا اياماً في أواخر العام الماضي 1434هجرية وامتدت حتى بداية الاسبوع الأخير من شهر فبرائر لم تمر عربة النفايات لأخذها من كل الحارة وليس من أمام منزلي فقط! عربة حمل النفايات تمر لحملها كل احد وأربعاء أو هكذا يجب ان يكون! ولكن هذا لا يحدث. هذه المرة طالت الفترة، التي حددتها، منذ آخر يوم مرت فيه عربة حمل التفايات. لا أحد يصرح... لا أحد يخبرنا ماذا حدث؟... انهم يبرعون في جمع الرسوم بل وفي زيادتها كل عام. الغريب في الأمر ان الفترة أو الأيام التي لا تأتي فيها العربة طالت او قصرت ندفع عنها الرسوم كاملة... وإذا لم ندفع طلب المثول أمام النيابة يطاردنا وبدلاً من ان نشتكي نحن نوضع في موضع الاتهام. لقد تساءلنا كثيراً وقلنا كيف ندفع رسوم مقابل لا شيء؟ فان الرسوم التي ندفها اسمها رسوم جمع النفايات فإذا كانت النفايات لا تحمل والعربة لا تأتي فلماذا ندفع؟ لمن نشتكي؟ ان ولاية الخرطوم فشلت في موضوع جمع النفايات وتحديداً في حارتنا وهذا يتضح من كثرة ما كتبناه ولكن من يعترف؟ ومن يقر بالفشل؟ ومن يعفينا من دفع الرسوم؟ كما ذكرت في بداية هذا المقال لقد طالت الفترة ونحن نجهل سبب غياب العربة وتكومت الأوساخ إمام منازل الحارة وتمددت في الشوارع والعربة المذكورة تواصل الغياب والصمت هو سيد الموقف لا لجنة شعبية تتحرك ولا ومحلية ولا ولاية فهل نتوقع اعتذراً او حتى تصريحاً من نوع التصريحات التي لا يمكن ان نرد عليها لانها تدخل تحت سياسة الأمر الواقع. هل يدرك المسؤولون ما يترتب على تراكم هذه النفايات؟ هل لا يهمهم أمر البيئة؟ هل هذه الأوساخ لا تساعد على توالد الذباب والذباب ينقل الأمراض؟ هل يعلم المسؤولون ما هي الفترة التي يبيض فيها الذباب وتسمح بخروج ذبابة كاملة؟ هل يعلم المسؤولون ان صمتهم يتيح للاشاعة ان تنتشر؟ وأقول لهم ان هناك اشاعة تدور في اوساط المواطنين بان عربات النفايات لا يتوفر لها الوقود الكافي وان كل ما يتوفر يسمح لبعض العربات ان تحمل النفايات من الشوارع الرئيسية وربما الأسواق أما الأحياء فلها الله! وهذه الاشاعة ارتكزت على القرارات الأخيرة التي رفعت الدعم عن المحروقات وستجد من يصدقها. اما الحقيقة، كما ذكرت بالصفحة الاولى من هذه الصحيفة، فهي: دخل سائقو هيئة نظافة ولاية الخرطوم في إضراب مفتوح احتجاجاً على قلة الأجور بجانب مطالبتهم بالتأمين الصحي والاجتماعي. ثم ماذا سيحدث إذا لم تنقل النفايات لفترة اسبوع او اسبوعين او شهر؟ من نسأل؟ ومن سيهتم؟ أعود وأقول إن ما يحدث هو الفشل بعينه ولا بد للفشل من اب واحد على الأقل فقديماً قالوا ان للنجاح ألف اب وللفشل اب واحد فمن المسؤول عن ما حدث وما يحدث من عدم اعطاء سائقي هيئة نظافة ولاية الخرطوم أجور كافية أو ادخالهم ضمن التأمين الاجتماعي؟ لا بد من محاسبة تطال كل من تسبب في هذا الأمر فقد تكرر عدم مرور عربة النفايات وتراكم النفايات أمام منازلنا. لعل الطرقة المتبعة الآن فاشلة وهنا يجب البحث عن طريقة اخرى تعفينا من عربة النفايات وغيابها المتكرر. والله من وراء القصد *صحيفة الجريدة [email protected]