خلال الأيام الماضية نشطت التوقعات لترشيحات الحكومة المرتقبة، فخرجت العشرات من القوائم من جهات شبه رسمية، وأخرى غير رسمية، حملت في جوفها العديد من الأسماء، وترددت أسماء المئات من القيادات، وغير القيادات، وكانت المواقع الأسفيرية الأكثر نشاطاً في هذا الجانب، فكانت الحصيلة آلاف الأسماء، بعضها معقول وبعضها اتصف بعدم الموضوعية، حتى خلت إني ساقرأ أسمى ضمن واحدة من الوقائم المنشرة لفرط ما بها من أسماء. تكهنات وتسريبات وتوقعات، وبالونات إختبار وإجتهاد وضع في نصب عينيه، الموازنات القبلية والحزبية، كانت حصيلتها (جهجهة) المواطن البسيط الذى يقرأ وفي باله المئات من علامات التعجب كونه يقرأ كل صباح أمراً ينسخة أمرٌ آخر قبل مغيب شمس ذات اليوم. لا أعتقد إن أى تشكيل وزاري في أى دولة يمكن أن يكون له صدى كما يحدث عندنا، فالأمر دائما يتم بالسرعة التي لا تترك مجالا للتكهنات ولكن لدينا فإن الواقع يؤكد ان كل تغيير في الحكومة يستمر الحديث حوله كثيراً وتسير خطواته ببطء خاصة في الأيام الاخيرة فيترك المواطن نهباً للشائعات التي تضر أكثر مما تصلح. بالطبع فإن هناك بالونات إختبار وشائعات تطقها جهات من داخل الحكومة، بهدف قياس الرأى العام ومدي قبوله للتغيير وللاسماء المستهدفة والتي غالاً ما يدس بعضها ضمن قوائم الشائعات لتبدو حقيقية، ولكن حتى هذه ربما تاتى بمردود عكسي إذ تمنح الناس الفرصة لإغتيال الشخصيات بالبحث عن ماضيها او تشويه صورتها باكاذيب وافتراءات. بغض النظر عن رأينا في التغيير الوزارى والبلاد على مقربة من إنتخابات حتما ستغير الواقع السياسي وتشكل بموجبها حكومة جديدة الا أن التشكيل الجديد شغل الناس كثيراً وغير دفة الأحداث ولفها من منعطف الأزمة الاقتصادية والمعالجات الأخيرة. مهما جائت الحكومة الجديدة بعيدة عن توقعات الشعب الا أنها لن تخرج أيضاً من دائرة (أحمد وحاج أحمد) كونها مُشَكَّلَة من أحزاب ليس بها أى قيادات غير التي تتنسم سدة الوزارة، وهى بالطبع لن تفرط في إمتياز صفة الوزير لذا فان وزراء أحزاب الأمة والإتحادى المشاركة لن تغادر موقعها السيادي حتى وان تغير الموقع الوزارى كما ان المؤتمر الوطني نفسه سيبقى على خمسة وزراء على الأقل في مواقعهم نفسها دون تغيير فضلا عن نقل آخرين لمواقع اخرى وبالتالى فان قائمة الوزراء ستظل في غالبها كما هي. ربما تاتي المفاجأة من مشاركة أسماء تتبع للمؤتمر الشعبى أو حزب الأمة القومى وسيكون التبرير بانهم يشاركون بصفتهم الشخصية، كما برر حزب الأمة القومي من قبل مشاركة عبد الرحمن نجل الصادق المهدى. على الحكومة ان تقطع دابر هذه الاجتهادات باعلان قائمتها فان الامر شغل الناس اكثر من اى تاثير فعلى متوقع منه فى المستقبل. هناك ازمات فى البلاد وفى قلب العاصمة اهم بكثير من ان يذهب هذا وياتى هذا مثل ازمات الخبز والغاز والمواصلات فالأولَى للحكومة أن تقطع دابر الحديث عن التشكيل الوزاري للالتفات لحلها سريعاً، سيما وإن والى الخرطوم سارع أيضاً بوداع وزارئه وهو يحتاج الى مشي خطوة التشكيل سريعا. [email protected]