نلسون مانديلا نعي الحزب الاتحادي الديمقراطي – الولاياتالمتحدة – اللجنة التنفيذية رحل عن عالمنا أسطورة عصرنا ورمز نضال الشعوب التواقة للحرية والمساواة والعدالة كبير أفريقيا الزعيم نلسون مانديلا. لقد كرس المقاتل العنيد شبابه للكفاح ضد سياسات التمييز العنصري في بلاده ودفعا ثمنا غاليا من حياته مهرا لقيادة شعبه بثبات ورؤية وفي مسيرة طويلة نادرة نحو التحرر والانعتاق من ربقة القهر و الظلم والاستبداد فكانت حياته بحق ملحمة بطولية ستظل ملهمة لأجيال وأجيال. شكلت لحظة خروجه بعد سبعة وعشرون عاما قضاها في سجون النظام العنصري في بدايات تسعينات القرن الماضي علامة فارقة في تاريخ نضال الشعوب ومسيرها المضني نحو الحرية والعدالة والسلام ، فكان ذلك اليوم انتصارا للإنسانية وللتقدم ولكل القيم الخيرة التي شكلت ضمير كل الشرفاء إخوة الإنسانية عبر كل قارات العالم. وعلى الرغم من جرائم النظام العنصري وضخامتها ضد شعبه وضده شخصياً فقد قضى أكثر من 26 عاماً في سجون النطام إلا أنه وتغليباً لمصلحة شعبه ووطنه قبل أن يعفو عن جلاديه ليقود بذلك وبعبقرية مبدعة منسجمة مع روح الإنسان المؤمن بالقيم الانسانية العظيمة أكبر عملية كشف لحقائق الجرائم التي ارتكبت في عهد نظام الفصل العنصري بعيدا عن فكرة الانتقام والتشفي وصولا الى مصالحة وطنية اعترف فيها نظام الفصل العمصري بجرائمه وغفر وعفا ضحاياه عن مرتكبي هذه الجرائم مدشنا بذلك عهدا جديد من الإخاء والمساواة والعدالة والحرية. أن فكرة الحقيقة والمصالحة ستبقى الإرث الأعظم للزعيم الرمز مانديلا وستظل نموذجا تستلهمه المجتمعات الإنسانية خاصة في أفريقيا لمداواة جروح نزاعاتها ورتق النسيج الاجتماعي فيها. ما أحوجنا في السودان كشعب متطلع للحرية والدمقراطية والعدالة والسلام لاستلهام تجربة هذا الزعيم الفذ في الصمود والتحدي والوقوف بعناد وثبات في وجه الظلم وصولا لسودان متصالح مع نفسه حر ديمقراطي يسع الجميع. 7- ديسمبر 2013