مازالوا يتحدثون عن هجرة الاستاذ الجامعي فقد صارت من المواضيع التي تتداول يومياً ولكن بلا نتائج وبلا حلول ونقول لهم ان التصريحات وحدها لن توقف الهجرة وحتى زيادة المرتب قد لا توقف الهجرة فلهجرة الاستاذ وجه آخر الكل يتحدث عن ضعف المرتبات وعن شروط خدمة الاستاذ الجامعي، في مارس الماضي أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن هجرة الأستاذ الجامعي تحتاج لمعالجات متوازنة ما بين تحسين شروط خدمة هيئة التدريس بالجامعات أو إتاحة فرص الهجرة وفقاً لضوابط ولوائح تأهيل وتدريب الأستاذة بالجامعات. اما الحديث عن تحسين شروط خدمة هيئة التدريس بالجامعات فهو حديث مكرر وما عاد احد يثق في حديث يدور حول تحسين شروط خدمة الاستاذ الجامعي... وأما الحديث عن الهجرة من زاوية لوائح وضوابط وتدريب فهذا حديث لن يوقف الهجرة. لقد سمعنا عشرات المرات بزيادة المرتبات ولم ينفذ؟ بعد كل هذا نقول ان لهجرة الاستاذ الجامعي وجهاً اخر وهو وضع الاستاذ الجامعي الوظيفي فالدكتور يبدأ خطواته الاولى وهو استاذ مساعد وحتى ينتقل من هذه الدرجة الى درجة اعلى وهي درجة الاستاذ مشارك يجب ان يمضي على تعيينه في الجامعة التي توصي بالترقية عامان، وعليه في تلك الفترة ان يقدم مجموعة من الاوراق العلمية المنشورة التي تصلح للنشر، وهذا الاوراق يجب ان تبلغ 12 ورقة ويجب ان تكون ورقتان منها قدمتا خارج السودان، وتشكل لجنة ويعاد تقويم الاوراق التي حكمت ونشرت... ويجب ان يكون مر على نيل درجة الدكتوراه خمس سنوات... معنى هذا ان الاستاذ الذي لم يجد فرصة للتعيين في أي جامعة ليس له حظ في الترقي وعليه ان يستمر في درجة استاذ مساعد، وكذلك حال بالنسبة للاستاذ المتعاون وهو يدرس في عدة جامعات ولكن هذا لا يشفع له... وكذلك الاستاذ الذي احيل الى المعاش حتى ولو كتب مائة ورقة ونشرت فلا عزاء له. كل هذا يحبط الاستاذ الجامعي ويجعله يفكر في الهجرة. نعود الى الاوراق الخارجية بعض الدول، وقد خضت هذه التجربة شخصياً مع دولتين، بعد ان تقبل ورقتك لا تدفع لك رسوم السفر او الاقامة او تعطيك مقابلاً على الورقة التي بذلت فيها مجهوداً وقدمت فيها اضافة للعلم... والسبب انك مضطر للسفر حتى تستوفي شروط الترقي.. اما كم كتاباً الفت فهذا الشرط تأخذ به بعض الجامعات. ان لائحة الترقي ومنح الدرجات العلمية هي التي تشجع على الهجرة... احد الزملاء قلت له وهو قد استلم عقد العمل لماذا لا تنتظر حتى تنال الدرجة العلمية الاعلى ضحك وقال لي ان الجامعة التي تعاقد معها تمنح الدرجة بشروط ميسرة!. وهذا يؤكد ما ذهب اليه مديرو الجامعات على أن هجرة الأستاذ الجامعي تمثل إهداراً للجهود العلمية والأكاديمية لكادر التدريس وأنها تمثل استنزاف الموارد الدولة بعد أن قامت برفع قدرتهم وتأهيلهم وتدريبهم. والله من وراء القصد *صحيفة الجريدة [email protected]