حينما يهتز عرش سلفاكير في دولة الجنوب فان عروش كثيرة من الاسر السودانية حتما ستهتز بحكم العلاقة العضوية بين افتصاد الدولتين شمالا وجنوبا ..وعندما تسقط ابار النفط الجنوبي في ايدي خصوم "سلفا" فان ميزانية بدر الدين محمود الجديدة حتما ستسقط باتساع قاعدة العجز لان حسابات الوزير تعول علي دخول اربعة مليارات من الدولارات الي موازنته الجديدة كعائدات من رسوم ايجار انابيب نقل بترول الجنوب للتصدير عبر الاراضي السودانية هذه هي المعالدلة القاسية التي بنيت عليها الموازنة للعام الجديد وهذا هو سيناريو الخطر القادم الذي ربما يدخل الاقتصاد السوداني مجددا في "انكفاء ذاتي" اذا طالت هذه الحرب مشروع البترول الجنوبي .. تلك هي مرحلة تتعقد معها كل الحسابات ويتحول اقتصاد الدولة الي اقتصاد طواري ..والعقلاء هنا في الخرطوم ياملون في ان تتخذ قيادة الدولة موقفا محايدا او منزلة تحفظ لها مساحة متساوية بينها وبين الاطراف المتنازعة علي عرش الدولة الجنوبية التي تعاني الان من كابوس "المليشيات" والجيوش المتمردة والقبائل المتنازعة اخطاء "التمكين" من اقوي الاعترافات المتداولة الان بين مجالس الاسلاميين ان قيادة الحركة الاسلامية اخطات حينما اقرت سياسة التمكين في بواكير الانقاذ التي اقصت الاخرين من اهل الكفاءات من مؤسسات الدولة وجاءت بكوادر "رخوة" ليس لديها من القدرات ومقومات التاهيل سوي فضيلة الانتماء والالتزام التنظيمي فكم باعت واشترت الانقاذ في سبيل هذه السياسة فاصيبت الخدمة المدنية بامراض مستعصية ستكلف الدولة فواتير باهظة حتي تتعافي . ولكن الحركة الاسلامية تحاول الان اصلاح اعطاب الماضي فشرعت في مراجعات شاملة في مناهجها ومفاهيمها وبرامجها حتي تعيد للمجتمعات السودانية ذاك الارث القديم فتحاول جاهدة لتنشيط حركة التواصل الاجتماعي علي مستوي قواعدها عبر مداخل اخري بعد ان هجرتها طويلا بسبب انشغال الحركة الاسلامية بصراعات السلطة والمال .وسيكون التحدي كبيرا امام هذه الحركة الاسلامية في اي محاولة للنزال الانتخابي في ظل هذا التراخي والانفضاض الذي ضرب مكوناتها السياسية والاجتماعية واصاب نسيجها بالوهن والتصدعات والمخاشنات داخل الحلف الاسلامي . التعويض المستحيل .. تبعثرت قضية بذور القمح الفاسدة وتناثرت اوراقها بين الثلاثي المرعب "وزارة الزراعة والبنك الزراعي واتحاد المزارعين" وتلجنت القضية تحت وطات الصراعات والمماحكات بين هذه الجهات الثلاثة فترملت الحقيقة ولم تجد من يصدح بها ورغم تعدد الاتهامات واطلاقها بشكل متبادل بين الاطراف المتصارعة الا ان ما قاله مدير البنك الزراعي صلاح حسن باعترافه الاخير بان "صفقة"استيراد هذه البذور تمت بين وزارة "المتعافي" ونظيرتها التركية دون وسيط وهذا مربط الفرس بافتراض ان خانة الوسيط هذه كان من المنطق ان يشغلها اتحاد المزارعين ولكنه غاب او ربما تم تغييبه ولكن هذا الغياب ربما لا يعفيه من المسوؤلية في هذه القضية المثيرة . والمشهد هناك وسط المزارعين ينتظر وبكل اسف حصاد السراب فليس هناك تحركات او بادرة امل لعويض ضحايا هذه البذور .فذهب المتعافي وخرج تماما من القضية كالشعرة من العجين دون ان يساله احد رغم عظم الجريمة وخطورتها وترك الملف عالقا والمزارعين ينتظرون التزامات "ومجاهدات" والي الجزيرة في ان ينتزع لهؤلاء الضحايا تعويضاتهم والبنك الزراعي يعلن الان براءته وتسانده في هذه البراءة ادارة المشروع واتحاد المزارعين . ويبقي السؤال ..ما بقيت القضية : من الذي ارتكب هذه الجريمة ؟؟ السجم والرماد بالخرطوم .. كل اللجان الشعبية بولاية الخرطوم سجمانة ورمدانة طبقا لمايير ومقاييس الاستاذ محمد الشيخ مدني رئيس المجلس بالولاية وهي بهذا التوصيف لا يرجي منها غير السجم والرماد غير ان هذه اللجان اغضبتها مقولة ود الشيخ فردت عليه باقصي ما لديها من تعنيف وسخط ووصفت مجلسه علي لسان الاستاذ زين العابدين عيسي رئيس اللجنة الشعبية بالثورة الحارة الثامنة بامدرمان بانه اكبر "السجمانين" وهكذا اشتعلت الحرب في الفضاء الاعلامي بين المجلس واللجان واذا استمر الحال هكذا فان المذيد من غسل الادران سيملاء ساحة الولاية "القارة" حينها ستتكف الحقيقة وسيتبين فشلها وغياب رشدها وبالتالي ستنهار ابنية الزجاج حال استمرار عملية القزف بالحجارة بين الطرفين . فالمجلس التشريعي في نظر الكثيرين فشل في ان يوقف حالة التدهور المريع في اقتصاديات الاسر اما اللجان الشعبية كانت هي الحلقة البارزة في نزاعات الاراضي وسقوط الخدمات بالولاية . "صواريخ" تورين .."ومصدات" بدرية .. حالة من الشد والجزب والملاسنات الساخنة رصدتها "الانتباهة" امس الاول من داخل اجتماعات مجلس الاحزاب في محاولاته للبحث عن قانون انتخابي مبرأ من العيوب وصولا الي وثيقة تتوافق عليها القوي الحزبية بكاملها وتصلح كذلك بان تكون مرشدا وهاديا لخوض ماراثون 2015 .لكن يبدو ان مناقشة قضية الانتخابات ذادت من جراحات الاخرين واثارت حنقهم واحزانهم القديمة فصبوا جام غضبهم علي المؤتمر الوطني ووجهوا له سهام النقد ووصفوه بالمزور الاكبر للانتخابات وطالب البعض منهم بتاجيل امد الانتخابات لثلاثة سنوات قادمة الي حين ان تتهيأ الاوضاع وتنزوي المفوضية الحالية بكل لجانها والياتها واذرعها الاخري من المسرح الانتخابي السوداني ولكن القضية التي اثارت غضب الاستاذة بدرية سليمان ممثلة المؤتمر الوطني في هذه المناقشات ما ذكره الاستاذ حامد تورين واتهامه صراحة للمؤتمر الوطني بالتزوير وقال بالرغم من انه ضمن مائة قيادي اسسوا حزب المؤتمر الوطني ولكنه الان قفز خارج اسوار في العام 2000 بسبب ما اسماه بممارسات التزوير فغضبت الاستاذة بدرية وطلبت من "المنصة" نقطة نظام ورفضدت بشدة اتهامات واساءات "تورين" لحزبها وهددت بانها ستضطر الي "شتم" الاخرين اذا سمحت المنصة الباب لمثل هذه الاساءات . وزراء في "مهب الريح" .. الانباء التي تواترت الينا بالامس ان "مولانا" السيد محمد عثمان الميرغي غاضب من منسوبيه في الحكومة فاخذته الغضبة بتجميد نشاط هؤلاء الوزراء والدستوريين في الحكومة الي حين عودته من الخاراج لكن الوزراء يتمنعون ويرفضون قرار مولانا ويحكمون القبضة علي كراسيهم بكلتا يديهم حتي لا يبكون كما بكي اخرون غادروا هذه الكراسي مع موجة التغيير ولكن جماعة مولانا الذين يناصرون غضبته اتهموا "الامير" احمد سعد عمر وزير رئاسة مجلس الوزراء بانه "مدسوس" في صفوف الحزب وهكذا انطلقت شرارة جديدة لحرائق اخري في كيان الاتحادي "الاصل" . وذات الحرب تشتعل الان في معسكر اخر من معسكرات الحركة الاتحادية وهو معسكر الدكتور جلال الدقير حيث اندلع الصراع حول امكانية احلال وزراء "المسجل" باخرين من المنتظرين فرصة "الاستوزار" . "الانتباهة" 23/ 12 2013 [email protected]