التقرير الوطني للتنمية البشرية بالسودان الذي درج برنامج الأممالمتحدة الإنمائي على إصداره سنوياً كمرتكز للتنمية اهم ما أورد فى نقاطه الاساسية لهذا العام ان التنمية البشرية الاكثر تضررًا من الصراعات والنزاعات التى تشهدها المجتمعات لانها توسع دائرة الأمية وتحد من حركة رفاهية ونهضة البشرية، واهم ما أوصى التقرير به هو ضرورة معالجات الإقصاء الاقتصادي وخلق وظائف واستخدام مشروعات التمويل الأصغر وجذب مزيد من الاستثمار الاجنبي وتحويلات الميزانية الى الولايات لبناء تنمية حقيقية وسد الفجوة الاجتماعية وتأسيس مستشفيات ومدارس فاعلة، واعتقد ان هذه وبقية مفردات التقرير تمثل نقاط انتباه للدولة والمجتمع لدعم وتوطين التنمية، وهنا سآخذ نموذج تطوير قدرات الشباب من جملة التقرير الشامل باعتبار ان الشباب هم جيل المستقبل والسواعد التي اذا وُفرت لها فرص العمل والبيئة المناسبة يمكن ان تُلحق السودان بالعالم الذي* بلغ مراحل متقدمة فى النهضة، وحتى نعمل على تطوير مهارات هؤلاء الشباب يجب ان تعطي مؤسساتهم المدنية والآليات الحكومية التى تعمل فى مجالهم الفرصة كافية والمعاونة فى تدريب وتأهيل هؤلاء الشباب قبل دخولهم سوق العمل وذلك حتى نعمل على تعزيز روح ومسارات الريادة والإبداع فى العمل وتهيئة طاقات الشباب للإنتاج* والإسهام بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة بالقدر الذي يعزز بناء الاقتصاد الوطنى المعرفي والتنافسي ومشاركة القوى الحية من الشباب* باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن.. وبهذه المناسبة انني متابع جيد لبرامج الاتحاد الوطنى للشباب السوداني ومشروعاته الطموحة للاستقرار ومساعدة الشباب فى شتى المجالات لا سيما نشر الوعي التقني لكن ما بين الواقع والطموح ربما هناك فجوات تحتاج الى ردم اولى هذه الفجوات هي مساهمات القطاع الخاص ودوره المتراجع فى هذا المضمار لأن آفاق هذه المشروعات اذا وجدت قطاعًا خاصًا ومجتمعًا متفاعلاً يمكن ان تحدث نقلة كبيرة فى مجال التدريب الوظيفي من خلال ورش العمل التطويرية وبرنامج الفعاليات التدريبي المكمل لها وهو ما يوفر للشباب فضاءات واسعة فى التدريب والمهارات الوظيفية والإدارية الأساسية التي تساعد على رفع الإنتاجية المهنية والتفوق الوظيفي، وحسنًا بدأت دورة الاتحاد الجديدة للعام 2013 2017 بملتقى جامع لرؤساء الاتحادات الولائية لأن الولايات واريافها هي الأرضية الحقيقية للعمل الشبابي وان المهددات الحقيقية للتنمية متمثلة فى الحروب والنزاعات والتى كثيرًا ما تحذر منها التقارير الدولية وقودها الأساسي الشباب وهي التى تهدر الموارد الوطنية البشرية والمادية والطبيعية، فإذا اردنا المدخل الاساسي وهو الاهتمام بقضاياهم وتحدياتهم وتذليل المعوقات فى طريقهم كمحاور عمل لإنفاذ مشروعات الاستقرار وإزالة التشوهات من أمامها والتى فى مقدمتها عدم ثقة الشباب فى المطروح من رؤى وأفكار لأننا لا يمكن ان نحقق نتائج إيجابية ما لم نبنِ ثقة بين الشباب ومؤسساتهم ومشروعات وهذه تمثل المعوق الاساسي لانتشار المشروعات، امر آخر مهم جداً لمجابهة ضعف موارد التمويل ورفع قدرات المؤسسات التمويلية لهذه المشروعات، لا بد من استنهاض همة المجتمع والقطاع الخاص والا يقتصر الامر على الدعم الحكومي* بجانب ضرورة إنزال كل التشريعات واللوائح والسياسات الخاصة بالتمويل الى ارض الواقع وتملك لكل الشرائح.. قضية اخرى مهمة لبناء الثقة ما بين الشباب وهذه المؤسسات ارجو من الاخ الدكتور شوقار رئيس الاتحاد وهو شاب طموح ويمتلك قدرات كبيرة كما انه استعان الامانة العامة بشباب ربما ليست لديهم خبرات كافية لكن مجرد استيعابهم خطوة تتيح لهم فرصة كبيرة لحضور دورات رائدة حول مهارات مختلفة تؤهلهم لتحقيق أفضل الممارسات في مجال التطوير والإبداع الوظيفي والوقت مبكر للحكم عليهم، عليه ان ينشأ مجالس استشارية في كل ولاية ومحلية تضم كل فعاليات المجتمع المدنية والسياسية دون حجر لأحد حتى يرى الشباب انفسهم من خلال التمثيل فى الأشخاص لأن الذي لديه تحفظ سياسي سوف يتبدد عندما يرى فى المجلس اناسًا ليست لديهم اهتمامات سياسية والذي لديه تحفظ مهني سيرى فى المجلس شخصيات مهنية مكان تقدير واحترام المجلس، وبذلك يثق وتتكون لديه قناعة فى المشروعات كما ان القطاع نفسه هو بحاجة الى ان يلتمس رؤية ودراسات مقنعة وموضوعية تخاطب توجساته ومخاوفه وتجعله يقبل على دعم مناشط الشباب بلا ريب او شكوك ويكون قد ساهم بقناعة لا رهبة من سلطان ولا حزب سياسي، كما ان هناك قضية اخرى هي تفريغ الكادر العامل فى اتحاد الشباب بصورة كلية ولا تسند له اي مهام سياسية فى أحزابهم اذا كانت لهم انتماءات لأن واحدًا من منفرات الشباب ونظرتهم لمؤسسات الشباب بأنها حزبية هي الازدواجية التي تجعل احدهم يجمع كثيرًا من الخيوط والملفات بيده وبذلك لا يمكن لشخص ان يجمع ما بين امانة فى حزبه وأمانة فى اتحاد الشباب لأن الذي يعمل فى الاتحاد الوطنى للشباب نشاطه لكل شباب السودان ولكن الذي يعمل فى امانة تنظيمية لحزب نشاطه لقواعد حزبه من الشباب.. فلا بد من الفصل في هذه الأشياء ومراعاتها اذا اردنا عملاً يقنع الشباب الذي اصبحت قناعاته مشتتة ومتنازعة .. اتحاد الشباب يعوزه الانفتاح خارجيًا ففي الماضي خاصة دورة بلة يوسف والذين سبقوه قد أسسوا لنشاط خارجي محسوس وملموس ومنظور نعيشه الآن، ومعلوم ان العمل الخارجي يحتاج لكوادر بمواصفات حتى تتمكن من ان تكسب لشباب السودان مواقع ريادية فى محيطهم الإقليمي والدولي، لأن مقعد الأمانة العامة لاتحاد الشباب العربي والإفريقي الذي انتزعه السودان* فى السابق وجلس عليه وزير الدولة للإعلام الحالى ياسر يوسف لم يأتِ* من ساهل فقد كان حراكاً كثيفاً قاده الشباب بقدرات وحكمة وبرنامج مقنع هو الذي أتى بهذا الشرف الباذخ، نرجو ان يهتم الاخ «شوقار» فى دورته الحالية بالعمل الخارجي وان يشارك شباب السودان بفعالية ولا تقتصر المشاركات الخارجية فى مساهمات امين العلاقات الخارجية ومن حوله من اصحاب الحظوة التى أشبه برحلات التنزه والفضفضة لا حس لا أثر.. أقول هذا وبحكم متابعتي لملف الشباب هناك قيادات شبابية فى الولايات ربما هم جزء من هذا الاتحاد لكن دورهم هامشي هم يستحقون ان يرفعوا ويستفاد منهم فى المستقبل، وإنني استمعت لشباب من كسلا والنيل الأزرق والجزيرة وشمال وشرق ووسط دارفور وكردفان هؤلاء بما يحملونه من قدرات الاتحاد بحاجة الى إشراك عدد منهم فى مؤسساته المركزية، وفى السابق كانت هناك تجربة وجدت تقديرًا ومضى شبابها وهم الآن قيادات يشار اليها بالبنان.. قضايا الشباب متشابكة ومعقدة والذي يتصدى لها يجب ان يكون عنده إرادة تمكنه من الانتشار الرأسي والأفقي وفى الولايات على وجه الخصوص للاستفادة من الشباب وطاقاتهم الحية والقادرة على تخفيف حدة البطالة وتأثيراتها المجتمعية!! [email protected]