مواصلة لما قد كتبناه في الجزء الأول الذي ستجدونه في هذا الرابط http://www.alrakoba.net/articles-act...w-id-44194.htm نعتقد جازمين إن من اهم ضرورات بروز رؤية ثورية جديدة لإسقاط النظام هي إمتلاك مشروع متكامل للثورة لاينتهي بسقوط النظام بل يعمل علي هدم البني السائدة التي انبتته ورعته ودعمته إجتماعيا وثقافيا وإقتصاديا وبذا ان تكون الثورة هي عملية إنقلاب جذري علي كافة الأصعدة التي ذكرت وما إسقاط النظام سوي مرحلة من مراحلها - ثورة تؤسس لوضع جديد وليست لها صله بالثورات الزائفة التي اهدرت حياة الشعوب والتي تنتهي بشكل تقليدي تسقط العسكر وتأتي بنظام طائفي او ايدلوجي نخبوي ثم يعود العسكر تحت مظلة النخب الأيدولوجيون. يجب ان تستمد الثورة مشروعها من فكر التنوير لتغيير المجتمع لترسيخ نظام اجتماعي يتماشي مع ما نطمح له من نظام حكم ديمقراطي فتتسق قيم الإنسانيه والعقلانيه وسيادة حكم القانون وحكم الشعب والحرية بينهما - ممايعني ان تتخذ الثورة إتجاهها الأفقي نحو المجتمع بتحريره من قيم الإستبداد والكهنوت والعنصريه والقهر والجهل والقبليه وبتنويره بقيم الديمقراطيه والمواطنه وحقوق الإنسان والمجتمع المدني ومفهوم بناء الدولة وقيم النهضه والحداثه. واما علي المستوي الرأسي حول عملية إسقاط النظام لابد من وضع خطط وإستراتيجيات واضحه تتعلق بتدريب قيادات الثورة الميدانيين فالثورة عمل إداري منظم وليست حكرا للزعامات والشخوص فقد انتهي عهد زعيم الثورة والقائد المبجل والرمز والفرد الذي بإشارة او خطاب منه تتحرك الجماهير - نحن في عصر التفاعل والتواصل وثورة معلوماتية شامله يمكن لنقل صورة او مشهد او خبر او معلومة ان تؤثر وتحدث تحولا جذريا في الرأي العام هذا المثال يوضح اهمية التخطيط والتنسيق الذي تديره مجموعه من الأشخاص ويمكن ان يشارك فيه عدد كبير من المجموعات. لذا ان عملية إسقاط النظام تحتاج لمجموعه مدربه من القيادات التي تقود حربا شامله علي النظام هذه الحرب هي بالطبع مدنيه وليست عسكريه يتدرب القاده علي سلسله من الأساليب والإجراءات التي تبدأ وتتواصل وتستمر الي ان يسقط النظام في مراحلها المختلفه. هذه الأساليب التي يتدربون عليها :- كيفية تجميع الحشود واحتلال الميادين وتحييد القوي الشرطية وعزل النظام وتفكيك قوته وغيرها من لوازم المجابهه وكيفية صياغة الشعارات والرموز ودمج الموسيقي والمسرح والدراما في الإتصال مع الجمهور وصياغة البيانات والنشرات والمطبوعات وتقنية الإتصال والمعلومات والإعلام والتوثيق . واهم مايتدربون عليه هو بناء استراتيجيه يمكن من خلالها فهم مراحل الثورة واحتياجاتها وخطواتها الراهنه واللاحقه. إن إسقاط النظام من خلال قوي منظمه متدربه امتلكت الخبرة والدراية اللازمه هو المطلوب الآن حيث لم يعد الأمر رهين وحبيس احزاب سياسيه لها حمولات اثقلت كاهلها من خلال تاريخها الطويل والشاق من المعاناة التي لانريد ان نخوض في ذكرها لذا عليها ان تدعم وتتبني هذا الإتجاه من ضمن خطتها لإسقاط النظام او عبر تحالفاتها بإنفاذ مقترح تدريب قيادات ثوريه من الشباب والطلاب وغيرهم وهم من يضعون خطتهم وجدولها الزمني بعد تدريبهم. قد يكون من المؤكد ان هنالك قيادات مدربه او انها امتلكت الخبرة من خلال تجاربها النضالية المتراكمة ولكن ان المنهجية تقتضي وحدة العملية التدريبية ورسوخها والإنطلاق من أسس ومراحل الخطة الي نهاياتها بإسقاط النظام وللإستفاده من التجارب وتلاقح الأفكار وبلورة العمل والبرامج المطلوبه. إن ضرورة بروز رؤية ثورية جديده لإسقاط النظام تفرضه إستفزازات الواقع المتمثل في استمرار النظام بعد الدماء والقتل وحملات الإباده التي مازال يحدثها حتي الآن في جبال النوبه ودارفور. إن ضرورتها يفرضه ارتال الضحايا والقتلي والجرحي والثكلي واللاجئين والمعتقلين والجوعي والفقراء والعاطلين والمقهورين والمضطهدين. إن ضرورتها يفرضه قطع الطريق امام احابيل النظام ومحاولاته الخروج من مأزقه والهروب من القصاص وإستحقاقات العداله بالخروج عبر تسويه سياسية يعيد بها انتاخ نفسه بإستدامة سلطته. إن ضرورتها يفرضه إلتحام قوي المعارضه وتماسكها وعدم الإرتهان لسماسرة التسويات والمهادنين بخلخلتها او إضعافها. إن ضرورة بروز رؤية ثورية جديدة لإسقاط النظام هي فرصة تاريخية لإنتصار الحلف الإستراتيجي لكل القوي الديمقراطية وقوي السودان الجديد حيث ان القوي المغايرة تعمل علي نسف وإعاقة الخطوات الجاده والحراك الجذري الذي يهدف لإجتثاث النظام [email protected]