الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    دبابيس ودالشريف    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما اشبه الليلة بالبارحة ..وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر!
نشر في الراكوبة يوم 27 - 01 - 2014

لكلّ ما سبق ذكره ، فأننى أدعو الأتحاديين والأحرار الصادقين من الختمية، وهم كُثْر، إلى إجراء مشاورات عاجلة لعقد مؤتمر جامع للقيادات :
1 للنظر فى مستقبل الحركة الأتحادية ،
2 وأتخاذ القرارات الكفيلة بأنشاء حزب أتحادى حر يعتبر أستمرارا لنبض الحركة الوطنية المستنيرة،
3 واتخاذ قرار بفضِّ العلاقة نهائيا مع قيادة محمد عثمان المرغنى ومن تبعه من المحسوبين على الأتحاديين أو أحرار ألختمية
4 أختيار قيادة جديدة للأتحاديين .
قيادة أمينة صادقة تتمتع بالشفافية والأستقامة السياسية .
قيادة تعتزّ بالتاريخ الوطنى للأتحاديين.
قيادة مثقفة مستنيرة واعية ترفع أسم حزبنا بين الأحزاب التى يقودها كلها رجال مثقفون.
قيادة تقدّم المبادرات ولا تعمل بردود الأفعال.
قيادة تعتمد الفكر والدراسة سبيلا للوصول إلى القرار.
قيادة لا تسعى بين أبنائها بالفرقة والنميمة والخصام.
قيادة تتميّز بالشجاعة والقدرة على المواجهة.
قيادة تشرفنا أمام أجهزة الأعلام ،ولا ترتعب وتقبع فى جحورها خوفا من مواجهة الميكروفون والكاميرات والأسئلة الصعبة.
قيادة تعرف العالم وما يجرى فيه والأفكار التى تحكمه والأساليب التى تفكّر بها شعوبه.
قيادة تمثّل كلّ المبادئ والقيم والمرتكزات الفكرية التى نؤمن بها كوطنيين وحدويين، نسعى إلى العدالة الأجتماعية وإلى حريّة الفكر فى إطار حرّية الفرد ، وديمقراطية التنظيم ، وحكم المؤسسة.
5 أية مواضيع أخرى يقرر المؤتمر مناقشتها.
هذه هى رسالتى ، وهذا هو أقتراحى لكل الأشقاء والشقيقات فى هذا المنعطف التاريخى الهام. فيا رجال وأبناء وأحفاد قادة الحركة الوطنية المجيدة.. هُبّوا للدفاع عن حقّكم فى الكرامة والمستقبل.
هكذا ختم الاستاذ علي ابو سن له الرحمة والمغفرة رسالته التاريخية للسيد محمد عثمان الميرغني وكأنها خطبة الوداع الشئ الذي يجعل ما طرحة الفقيد امانة في عنق كل اتحادي بل وكل وطني غيور علي الوطن وشعبه الكريم ّ!!!!!!!!!!!!!ومااشبه الليلة بالبارحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------------------
خطاب مفتوح إلى السيد محمد عثمان الميرغنى
الأخ السيد عثمان،
هذه رسالتى الأخيرة إليك. فمنذ آخر رسالة وجهتها مع زملاء كرام قبل ثلاث سنوات أو يزيد، كان من بينهم المرحوم الأستاذ محمد توفيق والأساتذة محمد الحسن عبدالله يس وأمين عكاشة ومحمد سرالختم، لم أكتب. كانت تلك رسالة سبقتها رسائل من نفس المجموعة تهدف كلها إلى محاولة إقناعك بضرورة إصلاح الحزب حتى يكون توحيده ممكنا.
أمّا هذه فليست رسالة تأتى فى سياق الرسائل القديمة، وإنما هى رسالة أخيرة فى سياق آخر.
وإذا كنت أخاطبك من خلال الصحافة الألكترونية وسودانايل الغراء فلأننى أردت أن أخاطب الأتحاديين جميعا فى هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ الحزب وتاريخ البلاد. أردت أن أخاطب جماهير الحزب وقياداته من الذين تابعوا المناقشات المكثفة خلال الأشهر الماضية حول مدى توفّر المعقولية أو المسئولية أو حسن النية فى دعوتك إلى عقد مؤتمر الحزب خارج أرضنا وبعيدا عن جماهيرنا. هؤلاء الذين أذهلهم إنفاقك الباذخ على تأجير الطائرات وشراء مئآت التذاكر من مختلف القارات وتأجير الشقق والقاعات والسيارات والأتوبيسات والذِّمم ، لتُحضِر من ترضى عنه وتَحرِم من لا ترضى . مَبالِغُ كان مُعْوِزُوا الخرطوم وضحايا القاش فى كسلا وثكالى النازحين فى دارفور وغيرهم من " الغبش " أولى بها.
وبما أن هذه فى الحقيقة رسالة تستشرف المستقبل وتحاول إنارة الطريق أمام الأتحاديين الذين استبدت بهم الحيرة أمام تصرفات قيادة تسعى جاهدة إلى تمزيقهم وتهميشهم ، فأنها ، فى الحقيقة أيضا ، رسالة وداع لك... ولذا فمن المناسب أن نضمنها كشف حساب يحكى لأجيال الحاضر والمستقبل بأمانة وصدق حكاية الزمن الردئ. ولن أقف فى كشف الحساب هذا إلاّ على المحطات الرئيسية :
الأخ السيد عثمان،
1 لقد آلت حال الحزب منذ أن تولّيت قيادته دون أنتخاب أو اختيار 1985 إلى درجة من التدنى فى الأداء والألتزام والجدِّية جعلت معظم المهتمين بالقضايا العامة فى السودان ينفرون منه ويبتعدون عنه حتى أصبح القاصى والدانى يجابهنا بأنه حزب لا مستقبل له ، لأنه عاجز عن تنظيم نفسه، عاجز عن بلورة أفكاره ، عاجز عن إيقاف حروبه الداخلية ، عاجز عن أيقاف غزو المرتزقة الذين يتسللون إلى قيادته " غواصات " من أحزاب أخرى ، عاجز عن أستيعاب المثقفين ، عاجزة قيادته عن الحديث إلى أجهزة الأعلام والحوار فى الندوات الثقافية ، عاجز عن أن يحدد لنفسه مهمة أو هدفا.
2 نشأ هذا الحزب الذى يمثل الحركة الوطنية السودانية كحزب مفتوح لجميع السودانيين كى يتولوا المناصب القيادية فيه بما فى ذلك رئآسته. ولكنه أصبح على يد سيادتك حزب أًسْرَة معينة هى " أسرة السيد على المرغنى "، ولا أقول " أسرة المرغنى" لأن بعض فروع هذه الأسرة مبعدة عن المناصب بل عن المساهمة. وبما أننا مجتمع ما زال فى طور النمو فأن تقليد "الرئآسة مدى الحياة " الذى يشوّه أداء تنظيماتنا السياسية يحقق مسعاكم فى جعل قيادة هذا الحزب فى يد أسرتكم الكريمة المعروفة بالمعمِّرين إلى ما شاء الله. وقد حققتَ هذا الهدف تماما فى مؤتمر القناطر حيث قام أتباعك ومعاونوك بتنصيبك رئيسا وتعيين شقيقك نائبا لك وتعيين أبنك عضوا فى اللجنة القيادية وخليفة لك فى الأنتظار.
وقبل أن أغادر موضوع مؤتمر القناطر لاحظت أنك قلت فى خطابك الأفتتاحى أنك دعوت كل قيادات الحزب إلاّ من أمتنع عن الحضور... وأنت ونحن نعرف أنك لم تفعل. كدت أقول الآن : أننى أربأ بك عن ذلك.. ولكننى تذكرت أننى قلتها لك وعنك مرات عديدة حتى لم أعد أعرف : عَمَّ أربأُ بِكْ.
3 تشجيعك للخلاف والشقاق أوقع الحزب فى أقبح المواجهات والملاسنات، وجعل قادته موضع سخرية وأستهزاء القياديين والعاديين من الأحزاب الأخرى وجماهير الشعب. وكان دأبك على تمزيق الأتحاديين قد بلغ قمّة اللامعقول Absurdity حينما قررت فتح الدوائر الأنتخابية المضمونة ليترشح فيها أكثر من أتحادى واحد 1986 لتُوسِّعَ دائرة الشقاق بين الأشقاء وتبعدهم عن مواقع السلطة. وكانت إجابتك حينما سألك الناس عن ذلك أنك تفضل الحصول على مقاعد قليلة تشارك بها حزب الأمة فى ا لحكم بدلا عن وجود عدد كبير من الأتحاديين يحاورونك ويسائلونك. وكانت النتيجة أن الحزب أصبح رقم " 3 " فى البرلمان وكان فى يوم من الأيام رقم " 1".
وخلال فترة الديمقراطية الأخيرة وقفت ضدّ كل المحاولات التى كان يقوم بها الحادبون على مصلحة الحزب ومنهم رجال من داخل صفوفك مثل الأستاذ سيد أحمد الحسين والحاج أحمد عثمان عبدالسلام وغيرهم للجمع بينك وبين قيادات الأتحاديين ، شركاء الختمية فى الحزب الموحّد والفصيل الأكبر فيه. وظللت تؤجِّج نار العداء الوهمى بين جماهير الختمية والأتحاديين حتى أنتهيت الآن إلى حفر فجوة هائلة بين الأتحاديين وبين شخصك ولكنك لم تنجح فى إبعاد جماهير الختمية عن أنتماءآتهم الأتحادية لأنّ كثيرا منهم غير راض عما تفعل.
وحينما أنتقلنا إلى المعارضة كان أهتمامك منصبّاً على إبعاد الأتحاديين عن مواقع تمثيل الحزب فى المعارضة مع أن الأتحاديين هم الذين أعلنوا أول بيان للمعارضة فى الخارج وأنت فى السعودية وفى منزل واحد منهم عقد أول أجتماع للتجمع الوطنى فى الخارج لأنهم كانوا أصحاب مبادرة فى تجميع الصفوف ، وقد أرسل الناطق الرسمى باسمهم أول برقية إلى الملك فهد تستنكر تأييد حكومة الترابى لغزو صدام للكويت نشرتها الصحف السعودية فى عنوانها الرئيسى كما نشرت رد الملك فهد عليها شاكرا ومقدرا... وكانت تلك البرقية سببا فى إيقاف قرار طرد السودانيين من المملكة كما أخبرنا بذلك سفير المملكة بالقاهرة.,,, فماذا كان ردّ فعلك على ذلك النشاط من الأتحاديين ؟؟ لقد تملكتك الغيرة فى وقت كنا نتوقع فيه أن تفرح بنا ، فحضرتَ إلى القاهرة وشرعت فورا فى بثّ الفتنة بيننا وطالبت بأبعاد المتحدث الرسمى باسم الحزب هذا الذى " تسرّع فى إعلان المعارضة باسم الحزب" ، وبادر بمخاطبة الملك فهد لحماية السودانيين وإدانة حكومة الأنقلاب، وأجتهد فى إجراء الأتصالات وتنظيم المسيرات باسم المعارضة. ثم واصلتَ الجهود لوأد العلاقة بين الأتحاديين والختمية ولم يهدأ لك بال حتى وضعت أتباعك الخواص فى أعلى مراكز الحزب والمعارضة وأبعدت من كانوا معك من الأتحاديين والمخلصين من الختمية.
4 بغضك للمثقفين وضيقك بهم كان وراء مأساة العلاقة بينك وبين أناس لم يرفضوا وضعك فى المقدّمة ولم يحاولوا منافستك على القيادة. أسميها مأساة لأنك تخصّ بالكراهية والضيق مثقفى الحزب وتتعمد أستبعادهم كلما أحتجت إلى من يفكر أو يكتب أو يتحدث اللغة الأجنبية وتستجلب أناسا من خارج الحزب ليعاونوك على كتابة رسالة أو صياغة فكرة أو إجراء مقابلة مع أجنبى ومثقفوا حزبك مبعدون يضربون كفا بكف. لقد حاولنا أن نمنحك الطمأنينة على موقعك بشتى الوسائل ولكننا عجزنا عن إزالة هاجس المخاوف الذى ينتابك من ا لمثقفين والذى يصور لك أنهم هم الأعداء الحقيقيون لك. فحاولتَ دائما أن تهينهم وتكسر شوكتهم باستقدام كل من تبعث به الأحزاب الأخرى لكى يتجسس عليك وما زلت سادرا فى هذا حتى مؤتمر القناطر الذى أدخلت فيه إلى اللجنة التنفيذية واحدا من هؤلاء. كلّ ذلك جعلنا نقتنع بأنك لم تفارق مقولتك الشهيرة " أنا ما حأكرر غلطة السيد على الميرغنى لما أتعاون مع المثقفين بقوا زعماء " وهذه غلطة منك أنت . فمن ناحية لم يكن السيد على نفسه ليقول ذلك عن الأزهرى وزملائه لأنهم كانوا زعماء بالأصالة ، ومن ناحية أخرى لم نكن نحن ممثلى الوطنى الأتحادى فى الحزب الموحد نرغب فى منافستك على زعامة الحزب.
5 رفضك القاطع للديمقراطية والمؤسسية زعزع أركان الثقة بالحزب وسط جماهيره التى تجرعت المرّ وهى ترى حزب الأمة الذى كان متهما بالتبعية العمياء يعقد مؤتمراته وينتخب قياداته ويحتكم إلى جماهيره حتى فى مسألة " الأمامة " ... وترى حزب الدكتاتورية والقهر والتخلف الذى وثب على السلطة يعتمد الديمقراطية الحزبية التى حَرَم منها الشعب منهجا له للوصول إلى قراراته وتشكيل قياداته... بينما قيادة الأتحاديين لا تعتمد إلاّ المراوغة والتهرّب والأقصاء وزرع الفتنة وشق الصفوف وتأليب الختمية على الأتحاديين، وتنتهى إلى رفض عقد المؤتمر العام للحزب وتنفق الملايين بسخاء لتجلب الوفود إلى خارج السودان ظنّاً منها أنهم أرِقّاءُ السياسة وليس حضورهم فى الحقيقة إلاّ تعبيرا عن ضيعة الأتحاديين وهوانهم على الناس.
ونحن نعرف تماما تكتيكك المفضل فى امتصاص غضب الأتحاديين، الذى يبلغ الحلقوم بين فينة وأخرى، مطالبين بعقد المؤتمر العام واعتماد المؤسسية ، فكلما طغى هذا الغضب وأصبح مهدِّدا لك لجأت أنت إلى مخادعة الجماهير والقيادات بتقديم المشروعات الوهمية لأقامة المؤسسة الديمقراطية ودعوت إلى مؤتمر مفبرك يحضره مندوبون بالطائرات من بلاد عديدة ويبصمون على ما تريد مثل مؤتمر المقطم ومؤتمر القناطر وغيره من المؤتمرات العديدة التى دعوت إليها دون أن تعقدها بهدف إجهاض الأحتجاجات وقتل الموضوع. تستطيع كما قيل أن تخدع كلّ الناس لبعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كلّ الناس كلّ الوقت.
6 وأمتدادا لضيقك بالمثقفين تفاقم عندك الحرص على رفع شأن الذين لا يعلمون فوق الذين يعلمون، والأصرار على تقريب واصطحاب العناصر الغريبة والمشبوهة والأقل خبرة. فأنت ما زلت منذ الأنتفاضة تنقِّب فى التوابيت لتستخرج منها جنائزَ تقود الحزب وتكون واجهة له تحت أشرافك المباشر حتى أصبحت مواقع القيادة ومنافذها مسرحا للأشباح.
وحتى فى إطار أسرة المرغنى فأن حرصكم على تولية وتقديم الأشباح أدى إلى إهمالكم الغريب لأبناء الختمية فى كسلا أحفاد عمكم شقيق والدكم "السيد أحمد" شريك والدكم الطبيعى فى كلّ شيئ وهم مفخرة هذا البيت ذكاء ووطنية وإحساسا بالجماهير، بل يثير الدهشة فى أساليبكم هذا التآمر ا لمستمر ضدّ " محمد سرالختم" الذى دفعته مؤآمراتكم إلى العودة إلى السودان والأنضمام إلى حزب المؤتمر الأنقلابى. فهل " يَرْكَنُ فى الدُّنيا إليك خليلُ " يرغب فى القيام بدوره الوطنى فى هذا الحزب ؟؟
7 أتضح بجلاء أن ضيقك بالنصح والمشورة يكمن وراء هذا النفور والأستبعاد ،
وما زال الأتحاديون يتذاكرون موقفك بعد أن فرغنا من إعداد وثائق مؤتمر أسمرا 1995 الذى ساهم فيه الأتحاديون بوضع فكرة " حقوق الأنسان " بدلا عن فكرة " العلمانية " أو رفض الدين. وكانوا هم الذين أصروا على مناقشة " القضايا المصيرية " بينما كان بعض أعضاء التجمع يخاف من أثارتها فى مؤتمر أسمرا. وحينما عدت أنت من غيابك وبدأ العدّ التنازلى للسفر وتكوين الوفد المسافر قالوا لك : من الطبيعى أن يذهب محمد سرالختم وعلى أبوسن لأن الأول زعيم معروف هناك وقبائل المنطقة منهم أخواله والثانى قبيلته الشكرية حدودها مشتركة مع أرتريا وبعضهم يسكن داخلها وهو متزوج أبنة ناظر البنىعامر ونصفهم فى أرتريا، فكان ردك : (عشان كده ديل الأثنين ما يكونوا فى الوفد ، عايزينّهم يبقوا لى زعما هناك؟‍!!) فسافرت بوفد لم يستوعب ما أُعِدّ من وثائق وظهر جليا عجز الحزب وهوانه أمام هامة د. قرنق العالية وانتهيتم إلى توقيع أتفاق معيب يسمح بتقرير المصير قبل إجراء انتخابات عامة يعرف فيها شعب الجنوب والشمال قادتهم ليتحقق الأستقرار أيا كان الخيار.
وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف أن رجالا شرفاء مثل الأساتذة مرغنى سليمان وأمين عكاشة وغيرهم شباب كثير كانوا من أقرب الناس إليك ضقت بنصحهم المخلص فضاقوا بك، وجفوتهم فجفوك، وأبعدتهم فأبعدوك.
وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف سقط وفارق الحياة بفعل الغيظ وجرح الكرامة والضيم رجال أعطوك من جهدهم ومالهم وذات أنفسهم ما شهد به الأعداء ثم فوجئوا بالخذلان والعقوق لمجرّد إبداء رأى مخالف لك. منهم د. عثمان عبدالنبى وإبراهيم حمد ويوسف أحمد يوسف وغيرهم كثير.
8 فَهْمُك لاتفاقية توحيد الحزبين " الوطنى الأتحادى " و " الشعب الديمقراطى" ينطوى على الرغبة فى الظلم والتشفى والأذلال للأتحاديين وهذا واضح، ولكنه ينطوى أيضا على المكابرة والأفتراض بأنك أذكى من والدكم السيد على وأقدر منه، وكان رحمه الله يعرف الأضرار الكامنة فى محاولة تولى رئاسة الحزب من جانبه فقرر ترك تلك المهمة لمن هم أعرف بها وأقدر عليها ، ولم يكن السيد على فى موقف ضعيف أو مُتَهَاوٍ بل على العكس كان صاحب نفوذ وكلمة داخل الحزب الموحد برئآسة المرحوم الأزهرى. وكان ألأجدر بك أن تستجيب لندآت الشيخ الجليل حمد كمبال ومئآت " خلفاء " الختمية الذين ناشدوك وما زالوا الأبتعاد عن هذا "الدَّرْب الغِوِيْتِسْ " الذى سلكته بنا فأضعت سنوات عمرك وعمرنا، نحرث فى البحر.
ويُعتَبر إصرارك على رئآسة الحزب تنكُّرا للأسس التى قامت عليها إعادة توحيد الحزبين الأتحاديين وتوزيع الأدوار بين القيادات ، ومن الواضح أنك قررت الأستفادة من الفراغ الذى خلّفه رحيل قيادات الصف الأول من الوطنى الأتحادى قبل الأنتفاضة فحاولت أن تَكُونَ أنت الواجهة الوحيدة للحزب ساعيا بذلك إلى فرض واقع جديد متنكّر لأسس التوحيد فقررت أن تكون رئيساً للحزب والطائفة معا.
وربما دار بخَلَدِك أن من حقّك أن تجارى السيد الصادق المهدى الذى تحول ببيت المهدى من " رعاية " حزب الأمة إلى رئآسته. ولكن الفارق كبير، فبغض النظر عما أثبتته تجربة السيد الصادق بصورة قاطعة من أن حزب الأمة لن يفلح ما لم يخرج من جلابيب" حزب الأُسْرة " وتصبح رئآسته مفتوحة لكافة أبناء الشعب ، فأن طموحات الصادق المهدى مبررة بعلمه وثقافته العالية ونظرته التحديثية، وإن لم تنجح هذه المؤهلات فى إخفاء الصورة التى ظلّ يتردد طويلا بين نزعها والأنطلاق خارجها وبين الأستسلام لقيودها وأصفادها المعيقة سياسيا صورة الزعيم الدينى، الأِمام، شيخ الطريقة واجب الطاعة. أما حالتك يا أخى السيد محمد فأنها تختلف. ذلك أن جماهير الأتحاديين ، وحتى الختمية ، هى جماهير مناطق الوعى التى أنجبت الزعماء الوطنيين التقدميين المثقفين العلماء الذين قادوا النضال وحققوا الأستقلال. ولعلّ حزب الأمة كان سيكون أقوى وأكثر تماسكا لو أن السيد الصادق أكتفى بموقع المفكر والقائد الروحى وله فى ذلك باعٌ لا يُدانَى ، والأمر هو هو بالنسبة إليك لو أكتفيت بالزعامة الروحية. . وعلى أية حال ، فالمقارنة غير قائمة أصلا، لا شكلاً ولا موضوعاً.
(9 ) وُلِد حزب " الأشقاء " والأحزاب الأتحادية فى أحضان الجمعيات الأدبية ثم مؤتمر الخريجين. وكانت الثقافة والعلم والأدب والشعر وتذوّق الفنّ والجمال هى سمات القادة وصفاتهم ومدار أُنْسِهم وأحاديثهم ومناجاتهم للخالق المبدع... ثم جاء عصرك يا أخى عثمان ... ويا لها من فاجعة !!! أقفرت الرياض ، وسكتت العصافير المغرّدة ، وحلّت الطبول الجوفاء، والنميمة العرجاء، وصيحات " أبوهاشم " بأصوات البِغال، محلَّ فصيح العبارة وبليغ الأشارة وجيّد الشعر وراقى المشاعر. وكم أحسست بالغربة وأنا أجلس معك وحاشيتُك بين يديك فأفتح عينى على كثير منهم ولكن لا أرى أحدا، وكم نازعنى بيت شعر فى جلساتكم فأنظر حولى وأخنقه فى صدرى لأننى أعرف أنه سيقع على "العتمور".
10 لقد قمتَ باستغلال قوة الدفع الكامنة فى الزخم التاريخى لاسم " الأتحادى " واستخدمتها فى سبيل إثبات وجود ضبابى وتكديس أموال سريّة لا يعرف قادة الحزب مصادرها كلها ولا شروط منحها لك. ولكنك تعمّدت عدم أستغلال قوّة الدفع تلك من أجل توحيد الأتحاديين فانهارت على يديك صورة ذلك الحزب الأتحادى العملاق الذى بهر السودانيين بمقدرات قادته ومواهبهم وبراعاتهم ونُبْل نفوسهم وعطائهم من ذات أنفسهم ،وعجزتَ عجزا مزريا عن إبراز مَقدِرات الحزب وأدائه وفكره ووطنيته ، فقزَّمْتَه وقد كان مارداً ، وأخرستَه وقد كان ناطقاً ، وأعجزتَه وقد كان قادراً ، وجمَّدتَه وقد كان بحراً زاخراً.
أخى السيد عثمان
لهذه الأسباب وغيرها مما آثرت عدم ذكره الآن، أقول لك أنك لا تصلُح لأن تكون زعيما أو رئيسا للأتحاديين ، وأنك غير مؤتمن على هذا الحزب.
وللأتحاديين أقول:
نحن الآن فى مفترق طرق فاصل ، وقد صبرنا على تعدّى السيد عثمان المرغنى واستيلائه دون وجه حق على قيادة الحزب الموحد مع إبعاد كلّ العناصر التى تمثّل الفصيل الأكبر الوطنى الأتحادى. وقد كان بين صفوفنا ، وما زال ، نفرٌ يظنون أن هناك أملاً فى إصلاح ما أفسدته قيادة المرغنى.ولكن الحقيقة غير ذلك تماما.
ولست بحاجة إلى تكرار الأسباب التى أقنعت عددا كبيرا من الأشقاء باستحالة إصلاح ما فسد ، فقد أوضحتها فى خطابى المفتوح إلى السيد عثمان المرغنى فى الصفحات السابقة.
ويكفى أن أشير إلى سبب إضافى واحد وهو أن مصير السودان يقرر الآن فى غياب الأتحاديين، الممثلين الشرعيين للحركة الوطنية. ومحمد عثمان هو المسئول الأول عن هذه الخيبة وهذا الغياب. وقد كتب بعض الأشقاء مؤكدين مسؤليته : ( لم تتحرك قيادة المرغنى فى أتجاه تعبئة الجماهير الأتحادية خاصة،والشعب السودانى عامة فى أتجاه فضح وتعرية قوى الهوس الدينى وعزلها وضرب مواقعها واجتثاث جذورها وتجفيف منابعها والتبشير بسودان المستقبل ، بل أن هذه القيادة ساهمت بصورة مباشرة فى تقوية تلك القوى الظلامية حينما تقدّمت إلى الرأى العام السودانى بمسودّة لما أسمته " دستور إسلامى " بعد الأنتفاضة مباشرة جاءت أشدّ بؤساً ونكيراً من مشروعات قوى الهوس والظلام ) ويكفى أننا مغيّبون تماما عن الساحة بينما تعمل قوى التخلّف نيابة عن الشمال فى نيفاشا على هدم مقوّمات الهويّة السودنية بالأصرار على دعوى التمايز الثقافى ، الذى يلبسونه ثوب الخصومة الثقافية والعقائدية بين الشمال والجنوب فى حرص أعمى على تقسيم أبناء القطر الواحد ثقافيا على أساس دينى ، مما جعل مفاوضات السلام فى نيفاشا تقوم على قاعدة تكريس التمايز والخصومة الثقافية المزعومة بين جنوب الوطن وشماله ، وليس على أساس توحيد البلاد وتعايش الثقافات فى ظلّ نظام حضارى مستنير. وهو ما كان ينبغى أن يدعو إليه حزبنا الذى أصبح مختطَفا ورهينة تزايد على الجبهة الأسلامية فى ضروب المتاجرة بالدّين.
دعوة إلى مؤتمر أتحادى لفضِّ العلاقة مع قيادة الختمية
أيها الأخوة والأخوات ، الأشقاء والشقيقات،
لقد تمت إعادة توحيد الحزب الوطنى الأتحادى مع حزب الشعب قيادة الختمية سنة 1967 تحت ظروف ضاغطة ومخاوف مما كان يحاك ضدّ التوجهات التحررية للسودان بقيادة الزعيم أسماعيل الأزهرى، وبسبب التعجّل فى أتخاذ إجرءآت التوحيد والخوف من أن تتحفّظ عليها جماهير " الوطنى الأتحادى" ولجانه بسبب تأييد المرغنى لدكتاتورية الجنرال عبّود ، رأت قيادة الأتحاديين إرجاء عرض قرار التوحيد على مؤتمر عام للحزب لتصبح إجازته قانونية وملزمة. ومن ناحيتها لم تهتم قيادة الختمية بعرض الأمر على جماهيرها ولكنها تعهّدت بالوفاء للأتفاق. ثم جاء أنقلاب مايو بهدف إجهاض هذه الوحدة واعترف د. أحمد السيد حمد فى الصحف باشتراك محمد عثمان المرغنى فى الإعداد للأنقلاب وأنه نقل جزءً من أسلحة الأنقلابيين وخزّنها فى مزرعته بقرية " تنقاسى " . فبالأضافة إلى نقصان شرعية قيام الأتحادى الديمقراطى جاءت الخيانة ، بعد التعهّد والعهد ، لتجعل فكرة الوحدة مهزلة، وكان على رأسها ولىُّ عهد السيد على المرغنى ( فَوَا عَجَبا ً أنْ وُلِّىَ العهدَ غادِرُهْ )
ولم نكن لنثير هذه المسائل وننبش الماضى لو أنّ الوحدة ونحن وحدويون سارت فى أتجاهها المرسوم أو ألتزمت بأسسها الصحيحة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.