* ونحن تلاميذ مدارس - زمان - كنا نفرح بيوم الخميس أيما فرح لأنه الذي يسبق العطلة.. * وفضلاً عن ذلك، فإن الحصص الدراسية للخميس هذا كانت تخلو دوماً من ثالوث الرعب: الرياضيات والإعراب و(الجلد!!).. * ثم هنالك حفلات الأعراس التي ارتبطت باليوم المذكور إلى حد دخوله في المكونات الغنائية من قبيل (فلان العريس أنا عجبني ليه، سيرتو بالخميس أنا عجبني ليه).. * وللسبب هذا اشتهرت - في ذياك الزمان - مقولة (الخميس، صفقة ورقيص).. * أما في هذا الزمان فلم تعد (الصفقة) - وتابعها الرقص - من (ميزات) الخميس بفضل قناة (إيلا) المسماة مجازاً (فضائية البحر الأحمر!!). * ففضائية الوالي محمد طاهر إيلا هذه يُصرف عليها (الشيء الفلاني) من أجل برنامجين إثنين (رئيسيين): * فهي إما - القناة هذه - في حالة برنامج كلامي (بطله!!) والي البحر الأحمر نفسه... * وإما في حالة برنامج غنائي (تهجيجي!!) مسرحه إستاد بورتسودان.. * وما يتوفر من (شوية) زمن - بين البرنامجين هذين - يتفضل به على المحظوظين من وزراء الولاية كيما (يرغوا!!) هم أيضاً بدورهم.. * ثم لا يكتفي الوالي بكل الغناء (الثغروي) هذا وإنما يريد من صحافة (الخرطوم) أن (تغني!!) له كذلك.. * تغني له، ولإنجازاته، ول (مواسمه السياحية!!) التي لا تنقضي أبداً.. * فكل (شوية والتاني) نُفاجأ بمحمد طاهر هذا (يستجلب) نفراً من الزملاء - على حساب الولاية - ليبدأوا برنامجهم (الترفيهي) بزيارة (أستديوهات فضائية البحر الأحمر) المقامة على أرض (الإستاد!!).. * ثم من بعد ذلك يؤخذوا إلى (الأستديو) الآخر (الرئيسي) بمكتب الوالي ليسمعوا منه ما (فعل) وما سوف (يفعل).. * وفور عودة الزملاء هؤلاء من بورتسودان (تهجج!!) صحافة الخرطوم بإنجازات الوالي على إيقاع (هجيج) أستاد بورتسودان الذي لا أدري متى تجد الإندية الرياضية هناك (فرصةً) للعب على نجيله.. * والآن هنالك فضائية ولائية أخرى تقتدي ب (قناة إيلا) إقتداءً لا يُنسى معه حتى تخصيص (إستاد الكرة) ليكون (الأستديو الرئيسي) لبرامج (الصفقة والرقيص!!) في الفضائية هذه.. * إنها فضائية كسلا التي كاميراتها إما هي في (أستديو دار الرياضة!!)، وإما في (أستوديو مكتب الوالي).. * ثم علمنا أن فضائيات ولائية جديدة في الطريق لتسير على النهج هذا نفسه (بالتأكيد).. * وبفضل الفضائيات الولائية (الراقصة) هذه - إضافة إلى التي هي (مهججة) أصلاً في (المركز) - يستحق سوداننا أن يُسمى (بلد الصفقة والرقيص!!).. * (يعني) لم يعد الخميس فقط هو الذي يحظى ب (الشرف!!) الترفيهي هذا وإنما بلادنا كلها بشعبها وأيامها وحكومات ولاياتها.. * ومبروك على بلادنا لقب (سلة غناء العالم!!) عوضاً عن (سلة غذاء العالم).. * ومبروك على إيلا لقب (أكبر أستديو تلفزيوني في العالم للرقص والغناء!!).. * ومبروك علينا نحن لقب (شعب صفقة ورقيص!!!!!). الصحافة