* خطاب السيد الرئيس مساء الأثنين 27/1/2014م لم يحمل في طياته المفاجأت التي وعدت بها الجماهير والتي روجت لها الاجهزة الاعلامية ، بل كان الخطاب في مجمله صادما ومحبطا , حيث لم يستطيع احد بعد الانتهاء من قرأة الخطاب { المعلقة } فهم شيئا واستيعاب الكثير من المفردات , انظروا الي وجوه كل الذين كانوا حضورا بقاعة الصداقة , كانت الدهشة تعلو وجوههم , في الشارع كان الكل مستغربا ومتساءلا عن أين هي المفاجأة ؟؟ اين الحلول للأزمات المتراكمة منذ ربع قرن ؟ اين هي وثيقة الاصلاح ؟ * انه خطاب التمهل والتهيئؤ للوثوب وليس خطاب المفاجأة كما ادعت الاجهزة الاعلامية الرسمية التي رسمت هالة من الاهتمام غير المسبوق , لكن كانت الصدمة فاجعة للكثيرين الذين اسرفوا في التفاؤل وتعلقوا بأمال عراض , والسؤال الي اين يريدنا السيد الرئيس ان نستعد للوثوب ؟؟ ما هي الاليات ؟ ليست هناك ملامح للأليات , مجرد خطوط عريضة , اين التفاصيل ؟؟ حتي المحاور او الركائز الاربعة التي ركز عليها الخطاب غير مفصلة ولا محددة بل مبهمة. لقد وردت كما يلي : {{ ماهي الضرورات التي يجب أن يتوجه نحوها الإنشغال ، وبها الإهتمام،حتى تصير الوثبة الوطنية ممكنة وبالغة مقاصدها أولا السلام : مبدأاً عقدياً فكرياً ، إيمانياً وطنياً ، ومنتهى واقعياً إرادياً للحالة السودانية ، وترتيباً عملياً وضرورةً للنهضة ثانيا : المجتمع السياسي الحر ، الذي يحتكم لحكم المشروطية متصرفاً في شأنه الوطني بالحرية ، ومشاورة الناس كافلاً لحقهم في إدارة هذا الشأن ، نابذاً لحسم الخلاف إلا بهذ الوسيلة، راعياً لحقوق الجميع بالسوية ،غير متولٍ إزاء ممارسة السيادة غير الجماعة السودانية ثالثا:الخروج بالمجتمع السوداني من ضعف الفقر إلى أفُق إعداد القوة المستطاعة رابعاً :إنعاش الهوية السودانية التاريخية ، التي تعيش التاريخ ، تحترم أبعاضها وتتوحد بهم }} هل فهمتم شيئا ؟؟ هل هذا خطاب سياسي جماهيري يمكن النفاعل معه والتفاؤل به ؟؟ لماذا كل هذا التعقيد والتعتيم والتطويل والاستصعاب للغة التخاطب ؟؟ * ما هي اطواق النجاة للوثوب الي الهاوية ؟ الخطاب عبارة ربما عن ديباجة وهي غير مفهومة ولاواضحة ,اللغة موغلة في التعميم وهي ليست لغة خطاب جماهيري ,الأرتباك كان واضحا وكأن الرئيس اجبر لقراءة الخطاب في توقيت غير مناسب . يجب ان نكون واقعيين وموضوعيين في قراءة وتحليل هذا الخطاب , ويجب عدم افتراض مالم يرد علي متن الخطاب , منهج التطمين وحسن النوايا لايجدي فتيلا . ولاندري لمصلحة من يستمر الاعلام الرسمي في التضليل وذر الرماد في العيون ؟؟ ومحاولة اظهار الخطاب وكأنه فتحا جديدا من فتوحات النظام غير المسبوقة ؟ والاحتفاء بحضور الدكتورين الترابي وغازي لقاعة الصداقة وكأن مجرد حضورهما تحقيق ل { المفاجأة } , ألم يكونا الأول عراب النظام والاخير لم يخرج الا امس القريب ؟ * لقد ان الاوان ان ينزل المؤتمر الوطني من برجه العاجي للجلوس مع القوي السياسية للتوافق علي دستور دائم يري فيه كل السودانيين من مختلف اطيافهم ومشاربهم الفكرية انفسهم ,والكف عن الوعود الوهمية والتضليل , و مشاركة الجميع في كتابة الدستورالدائم والحوار المفتوح غير المشروط في ظل حكومة قومية انتقالية هو المخرج الوحيد . والغريب في الأمر ان الدكتور امين حسن عمر الذي استضيف في قناة النيل الازرق في برنامج حتي تكتمل الصورة مساء الاثنين اثناء خطاب الرئيس كشف عن ان هناك اكثر من { 12 } لجنة عكفت لاعداد الخطاب والوثائق المكملة وان هناك وثائق ستجاز من مكتب الشوري والمكتب القيادي مكمل للخطاب , اذن لماذا الاستعجال ؟ كان من الافضل الانتظار لحين اجازة الوثائق واكتمال الصورة , بدلا من هذه البهدلة والاستهتار والاستهزاء والاستفزاز والتلاعب بمشاعر جموع الشعب السوداني الذي اصبح يبحث عن { قشة } يتعلق بها لانقاذه من الغرق في خضم تلاطم الامواج والهاوية التي قاد النظام البلاد اليها , كما اشارت المعلومات الي ان اعداد هذا الخطاب بدأ منذ يونيو الماضي !!! * وهل حقيقة وكما جاء في الخطاب { إن المؤتمر الوطني يؤمن بأنه قدم أنموذجاً باهراً في السعي للسلام للعالم كله بتوقيع إتفاقيات السلام الشامل وسلام دارفور ، ولن يثبطه عن المُضي في مسيرة السلام ، إخلال طرف أو آخر بهذه الإتفاقيات ، مؤدياً إلى تقصير نتائجها عن المؤمل منها ولكن النجاح المجتزأ نفسه حافز كبير على توطين النفس على الوصول بالسلام إلى غايات الإستفاضة على البلاد كلها وعلى الجوار } ؟؟ ولنا عودة 29/1/2014م [email protected]