ي الرسالة في عام 1982م على ما اعتقد استهل الهلال مشواره الإفريقي في بطولة الأندية الإفريقية بمواجهة حامل اللقب آنذاك فريق جيت الجزائري (شبيبة القبائل بعد تغيير الاسم لاحقاً) وكان أن فاز الهلال في مجموع المباراتين وأقصى حامل اللقب، وكعادته قام الإعلام وقتها بتتويج الهلال بهذا اللقب من أول مباراة لعبها لتعيش جماهير الهلال في حلم جميل مونق وهي ترى في صحوها وسباتها ذلك الكأس مرفوعاً فوق سارية النادي ومع قراءة كل صحيفة من الصحف الموالية كانت جماهير الهلال تزداد يقيناً بأن الكأس من نصيب الهلال الإفريقي. والجدير بالذكر أنه كانت للهلال مباراة دورية ضد نده التقليدي المريخ، ولكي لا يخفت بريق الهلال في حالة الهزيمة ويفقد الهالة التي رسمتها حوله وسائل الإعلام قامت إدارة الهلال وجهازه الفني آنذاك بالانسحاب من هذه المباراة متنازلين عن نقطتي المباراة للمريخ بحجة المحافظة على سلامة اللاعبين لما هو أثمن وأهم. وهكذا عاش الوسط الهلالي في وهم الهلال الإفريقي حتى موعد مباريات المرحلة الثانية من المنافسة. وجاء من خلف الحدود فريق يسعى اسمه كمبالا سيتي، وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد عندما صرع القادم من الأدغال الهلال على أرضه وبين محبيه بهدفين دون مقابل محطماً وهم الإفريقي ومصيباً الجماهير بصدمة كادت أن تودي بحياة البعض وعاد بعد أسبوعين ليؤكد تفوقه في كمبالا بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، وعندما أفاقت الجماهير من تلك الصدمة اكتشفت أنها كانت تعيش في وهم من صنع الإعلام. وبالأمس رسمت وسائل الإعلام والصحف الموالية صورة خيالية لفريق المريخ وأطلقت عليه لقب العالمي لمجرد تأديته لمباراة ودية أمام بطل العالم وظلت تدق على ذات الطبل حتى أصبحت بعض الجماهير ترى طموحاتها وأمالها في الوصول إلى منصات التتويج وحصد البطولات قد تحققت فعلاً وعاشت على هذا الوهم. وها هو كمبالا سيتي يعود بعد أكثر من ثلاثين عاماً لمواجهة هذا المارد الذي احتشدت جماهيره بالطبول والدفوف للاحتفال بذلك العرس الذي وعدتهم به بعض الوسائل والجهات ولكن قبل أن يمر نصف ساعة اكتشف القادم من وراء الحدود أن الذي ينازله أسد رخام لا أسنان له فتحرر من خوفه وكانت المفاجأة التي أذهلت الجميع عندما صرعه على أرضه وأمام جماهيره بذات النتيجة هدفين دون مقابل محطماً آمال وطموحات جماهيره المغلوبة على أمرها. فهل تستفيق جماهير المريخ من هذه الصدمة وتكتشف أنها كانت تعيش في وهم اسمه العالمي؟. وهل تعي جماهير الرياضة في السودان عامة هذا الدرس؟ أتمنى ذلك. [email protected]