منذ أن أطلق النظام دعوته للحوار والوفاق ووجه الدعوات لكل الأحزاب والتنظيمات لهذا الحوار ، إلا وتباينت وجهات النظر حول هذه الدعوة بين من قبلها فوراً ومن طالب بتهيئة الأجواء للحوار ، وصار كل فريق يقدم الأسباب والدوافع التي جعلته يلتزم هذا الموقف ويدافع عنه ويلمح أحياناً لخطل الرأي الآخر ويقلل من شانه ، والنظام من علي البعد وقف سعيداً يستعيد أنفاسه ويعيد ترتيب أوراقه وهو يسمع ويرقب المواجهة بين اطراف المعارضة الذين تركوا العدو الحقيقي وكل منهم توهم له عدو وصار يوجه له سهام نقده .... وهذا هو ما يريده النظام بالضبط وهو أن يجد معارضة مشغولة بنفسها وخلافاتها الداخلية وأن يجد متسع من الوقت بدون مواقف جادة للمعارضة ليلملم أطرافه ويستعيد أنفاسه لينقض علي الجميع ويبدأ مرحلة أخري من مراحل التمكين . أن من واجب فصائل المعارضة بمختلف توجهاتها من مسألة الحوار أن تفوت علي النظام ما يريده ، وذلك بأن تحترم خيارات بعضها البعض لأنه لا يوجد تنظيم وصي أو قيم علي الآخرين .. وأن جماهير الشعب السوداني هي التي تحدد من وقف معها وإلتزم خطها ، ومن وقف مع الطغيان ضدها ....وبالتالي علي هذه الفصائل الإنصراف لتنفيذ ما إقتنعت به فمن إقتنع بجدوي الحوار عليه أن يبدأ وفوراً في هذا الطريق وأن يضغط علي النظام الحاكم لكي يسرع الخطوات في هذا الإتجاه وعدم ترك النظام ليراهن علي عامل الزمن الذي برع فيه كثيراً في كل حواراته السابقة .... ومن لم يقتنع بجدوي الحوار مع هذا النظام من أجل تحقيق اهدافه فعليه التوجه وفوراً لجماهيره لتعبر عن رفضها لهذا النظام والمطالبة بالتغيير الشامل وذلك بكل الوسائل السلمية من مسيرات ووقفات إحتجاجية ومواكب وإعتصامات لترتفع وتيرة الرفض إلي أن تصل للعصيان المدني والإضراب السياسي ... وبهذا تكون المعارضة بكل توجهاتها تمارس الضغط علي هذا النظام ومن مواقفها المتباينة ... والشعب السوداني يراقب كل المواقف من كل الإتجاهات وهو سوف يعلنها ويهنئ من إلتزم جانبه .. وينبذ من تخلي عنه .... أتركوا الخلافات وليذهب كل إلي عمله فالوقت للنضال والعمل . [email protected]