من منا لا يذكر قصة هجوم النمر على الراعي الكذاب؟؟؟ ونحن في المرحلة الابتدائية حينما كانت المناهج وطنية تربوية تلامس المشاعر والأحاسيس وتختزن وتنام في العقل الباطن ... ثم تصحو لتكون لنا وازعا كلما تأمرت علينا أنفسنا بالسوء... ملخص القصة ذات المغزى الناهي عن الكذب لمن لا يذكرها أو يسمع بها هي: أن الراعي الكذاب اعتاد على أن يصرخ بفزع وينادي أهل القرية ملوحا بعصاه (هجم النمر ... هجم النمر) فيهبوا اليه مزعورين متسابقين الى نجدته ... وعند وصولهم اليه يضحك عليهم ... ومع تكرار الواقعة عزم الناس على عدم الاسراع الى نجدته الى أن هجم عليه النمر حقيقة واستقر به الكذب وعدم المسئولية في أحشاء النمر ... ما يحدث في الساحة السودانية... وما تقوم به حكومة المؤتمر الوطني وراعي حكومة الانقاذ هو نفس الدور الذي لعبه راعي الغنم الكذاب ... فالأدوار التي كانوا يقومون بها وباستمرار من مراوغات وتغطيات وأكاذيب وخداع , ثم حلول جزئية متكررة لا تؤدي الى حلول جزرية ولا الى اصلاح يصب في مصلحة الشعب السوداني قاطبة... كل هذا أدى الى صحوة فكرية سياسية والى وعي شامل ,رفع سقف القضايا السودانية مما دفع تدخل المبعوث الأمريكي وجهات أخرى محلية وأجنبية للضغط على السودان لتبني اصلاحات حقيقية ... لقد حذر المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث: الخرطوم من محاولة التفكير في امكانية خداع الولاياتالمتحدة بأية عملية سياسية لا تفضي الى اصلاح حقيقي, وأكد مراقبة العالم لما تتمخض عنه المبادرة التي أطلقها الرئيس السوداني. جاء هذا مطابقا لبيان الحركة الشعبية لتحرير السودان القاضي بحتمية التغيير لعدم العدالة والشمولية في الحكم ... وتزامن مع اتفاق الأطراف الأخرى مثل الصين , النرويج, الاتحاد الافريقي, اثيوبيا , مصر و قطر للضغط على السودان لتبني اصلاحات حقيقية ... هذا ما كنا نتطلع اليه ... ولكن مراوغات الحكومة مع آليات القمع والاذلال وتخبط بعض رموز المعارضة وعدم مصداقيتهم , كل هذا أدى الى طول عمر هذا النظام المتجبر الذي ظل ممسكا على زمام الأمور معتمدا على الكذب والخداع , غير مبال بما يحدث للشعب السوداني الذي أصبح لا يملك قراره... ولكن لكل شيئ نهاية ونأمل أن تكون هذه هي قاصمة ظهر البعير باذن الله.. [email protected]