هذا الشعار الذي هدرت به هتافات الجماهير الثائرة في إكتوبر بعد حادثة إستشهاد القرشي و الذي كان دمه مهرا غاليا للحرية يتناسق هذا الهتاف مع المعني القرآني العظيم (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿المائدة: 32﴾ لأن الله تبارك وتعالي أعلي من قيمة الحفاظ علي النفس التي حُملت في البر والبحر وكُرمت من لدى ملك الملوك فكيف تسول للإنسان نفسه قتل أخيه بغير حق؟ إن حرمة الدماء والأموال والأعراض مرعيه شرعا وعرفا وهي من أوجب واجبات الدولة فكيف يسقط طالبا شهيدا داخل الحرم الجامعي بعد إصابته برصاصة غادرة والشرطة كانت ترابط من الصباح الباكر قرب الجامعة؟ فمن أين أتت هذه الرصاصة اللعينة؟ وكيف يسمح للطلاب بحمل السلاح داخل الجامعات ؟ وكيف لا تعرف الشرطة بوجود هذا السلاح إن كان مرخصا أو غير مرخص ؟ الشرطة إدعت أنها لم تستخدم الرصاص الحي إذاً عليها أن تعثر علي الجاني حتي لا تذهب دماء أبناءنا هدرا ؟ إن من المؤسف حقا في زمن الظلم الحاكم الجاسم علي عقول ساستنا تضيع فرص إدراك حقائق الأشياء لان العنف لا يولد إلا عنفا والقتل يشيع الكراهية . ثم ماذا لو خرجت جموع الطلاب في مسيرة تنادي بمطالب أو تصدح بهتافات ؟ هل تقيم الدولة الدنيا ولا تقعدها لمجرد ندوة طلابية لرابطة أبناء دارفور الذين إنما تجمعوا بدوافع وطنية لمناقشة الحالة المزرية التي وصلت اليها دارفور . إن النظام ظل في الأونة الاخيرة يردد نقمة الإصلاح والمصالحة فكيف يكون ذلك ممكنا والدماء تسيل في قلب الخرطوم ؟ والطلاب الابرياء غير مسموح لهم بحرية التعبير؟ ومنهج الدولة في التعامل مع الخصوم العنف والإعتقال والزخيرة الحية ؟ إن الحالة المأزومة التي تمر بها البلاد لا يمكن الخروج منها في ظل نظام متجبر أبت نفسه الا أن ينتهز كل الفرص ليبقي وهو كلما أصبح عليه صباح يدخل البلاد في كارثة جديدة تفتح جراحات عميقة تنهش في وجدان وضمير الامة والسادة الحاكمون ضمائرهم مغيبة وأيديهم عن الحق مقلولة وألسنتهم لا تتفوه الا بالاكاذيب والشتائم. إن اليوم يوم له ما بعده فعلي الجماهير العريضة أن تصحو من غفلتها وتستيقظ لترى كيف أنها تسير نحوالغرق في بحورالتشتت والضياع وعلي النظام أن ينتصر للحق ولو مرة واحدة ويكشف لنا علي من فعلها؟ وإلا فالينتظر منّا ما يستحق من عقاب أوشك زمانه أن يطل. [email protected]