** لقاء ام جرس ليس له اهمية بالنسبة لنا ، وﻻ يعنينا من قريب او بعيد ، وحتى ﻻ يرقى لمستوى ان نتناوله كحدث ، او كإختراق لحل الازمة ، فالحكومة تريد فقط ان تفرض رؤيتها ، وتريد ان تختار من تحاور بمفردها ، وتبخس اشياء الناس وتعتبر نفسها الواحد الصحيح ، وهنا مكمن الداء ، ونحن كتبنا هنا عشرات المقالات وضحنا فيها طريق الحل ، ولكن الحكومة هي التي ﻻتريد الحل ، لدرجة انني اصبحت على قناعة تامة ، ان النظام ﻻيرى له مصلحة في الحل الجذري للازمة ، ويريد فقط المتاجرة بالقضية حتى يقتات سياسيا من وراء تعقيد الازمة ، ويعرف تماما ان نهاية كل ازمات البﻻد هي نهاية وجوده كنظام ، ومايحدث في ام جرس مجرد هواية تمارس كسابقاتها ﻻغير ..!! * الاتفاقات الثنائية ، تجزئة القضايا ، الاقصاء ، اشياء قلنا انها ضياع للزمن والجهد والمال ، والنظام كل يوم يوقع على اتفاق مع فصيل منشق او جماعة لها خﻻف مع حزبها ، وتاتي بفرتكان رئيسا للسطة الانتقالية وبعﻻن مستشارا للرئيس ، وتعين زيد نائبا للرئيس وعبيد رئيسا للبرلمان ، وجميعهم زبد يأتون جفاء ويذهبون جفاء ، ولن يبقى الا ما سينفع البﻻد وهو الحل السياسي الشامل ، ولن يتم هذا الحل الشامل الا بجلوس كل الاطراف في طاولة مستديرة ، ولن تتم هذه الاستدارة الا بقبول النظام بشروط المعارضة بشقيها المسلح والسلمي ، وهي في تقديرنا شروط موضوعية ومعقولة وشرعية ، وليس من حق اي طرف احتكار سلطة هذه البﻻد مهما كان ، طالما ليس هنا ديمقراطية وليس هنا دستور وقانون متفق عليه وليس هنا اختيار تم لرئيس او برلمان بإنتخابات حقيقية ، وليس كل من يمتلك السلطة بإنقﻻب يمتلك حق الوصاية على الاخرين ، فالمائدة المستديرة هي الحل وﻻ رئيس وﻻ مرؤوس ، والخطوة الاولى يجب ان تبدأ من حيث انتهت الديمقراطية في 30 يونيو 1989 م وشطب حقبة لن نعترف بها ولو بقيت الف عام طالما ليس هناك شرعية ..!! * مايحدث في ام جرس هو امتداد طبيعي للدوحة ومن قبلها الخرطوم ومن قبلها اديس ابابا ومن قبلها نيروبي وهو امتداد لما سيحدث في عاصمة اخرى ، طالما العقلية التي تخطط هي ذات العقلية التي تريد ان تظل بمفردها في الحكم ، ﻻ للاتفاقات الثنائية وضياع الزمن ، ﻻ لتجزئة القضايا ، نعم للحل الشامل وتهيئة الاجواء للحوار ، نعم لمائدة مستديرة يجلس حولها الجميع سواسية كاسنان المشط ، ﻻرئيس فيها وﻻ مرؤوس ، فالجميع يحمل في جعبتة قضايا عادلة وموضوعية ، ولكن فعﻻ التغيير يحتاج قبل كل شئ ارادة وعزيمة وفي العدم ، ستظل الحرب مشتعلة والمتاجرة بأزمة البلد ثقافة و الثنائية وتجزئة القضايا عادة سيئة وهواية طفولية* ووسيلة لاسكات ما يمكن اسكاته بسطرين وتوقيع ومنصب وعلى الشعب السﻻم ..!! مع كل الود صحيفة الجريدة [email protected]