في أفلام الأسود والأبيض، كانت فاتن حمامة والسندريلا وغيرهن، كل واحدة تستحي من خيانة زوجها، إن جسَّدت تفاصيل لقصة غرامية خارج نطاق الزوجية.. كانت الواحدة يحمر وجهها وترتجف عندما تتسلل ليلاً وهي تُخبئ وجهها لتقابل عشيقها تحت وطأة الخوف.. كنا أيضاً نُحرم من مشاهدة بعض التفاصيل عندما كانت الأسر أكثر رقابة، وأن التلفزيون للكبار فقط، وكل لهونا وطيشنا هو عبارة عن ممارسة ألعابنا خارج البيت وبالقرب منه، (أولاد وبنات)، كلٌ على سجيته الجميلة. وكنا ندري أن المسلسلات والأفلام، تُعدُّ متابعتها واحدة من الأفعال التي يمكن أن تحاسبنا عليها الأسر. واليوم الطفل في صفه الرابع، يحكي لأمه التي لم تتمكن من حضور المسلسل تفاصيل الحلقة وما دار فيها.. ويقف ويوصف لها شعور البطل عندما قابل محبوبته التي كانت بينهما قطيعة استمرت لعشر حلقات، يقلِّد لها كيف عاش البطل لحظات حب مع محبوبته، وكيف كانت المحبوبة تبكي في حضنه، وتفاصيل أكبر وآلام تطالبه بعدم العبث وأن يواصل السرد دون أن يتوقف.. لكن دعونا من هذا وتعالوا الى أفلام الأبيض والأسود، وتفاصيلها في حياتنا المجتمعية، والخيانة الزوجية قضية مجتمع سوداني. ويهاتفني ذلك الذي استمع لي وأنا أتحدث عبر قناة قوون الفضائية عندما قلت إن الدنيا ما زالت بخير، وأن الطلاق في بلادي تعتبر الخيانة هي من أقل النسب في أسبابه المباشرة، ويحاسبني عن كل كلمة قلتها وهو(ينهرني) ويطالبني بالصمت عندما أتحدث، ويرى أن رأيي قلته في تلك الحلقة ولا مجال لي أن أضيف شيئاً، وأن الحديث له الآن ويواصل.. كيف تتحدثين ألا خيانة في المجتمع السوداني، وأنا رميت اليمين على زوجتي لأنها خائنة. هي تحب صديقي الذي يزورني واكتشفت أنها على علاقة معه. والمكالمة تطول بكل تفاصيلها المؤلمة عندما تحدث بلا حُجب، وهو يروي تراجديا حياته الزوجية التي انتهت بالطلاق. والقضية هنا لسيت خيانة زوجية انتهت بلقاء واحد، القصة أن الرجل يحكي عن علاقة مستمرة عن قصة حب ما بعد الزواج، وهي قضية أخطر لأن استمرارية الخطأ كارثتها أكبر بكثير من الوقوع فيه.. وهذا يعني أخطأت لكنها لا تنوي (التوبة). والكارثة الأوجع أنه ما زال يحبها لكنه لا يمكن أن يعود لها مطلقاً!. والمشهد تبصير عن عشرات المشاهد في شوارع الخرطوم، أدوار مختلفة في مسلسل الحياة اليومي، متزينات.. ليس لأزواجهن، متعطرات ليس لأزواجهن،.. متبرجات عاريات.. ليس لأزواجهن..مشهد أن يكون هناك زوج وعشيق.. أمر طبيعي..مشهد أشياء أخرى تحكي عن اختلاط عاطفة.. واختلاط شك بالثقة. وربما عن اختلاط أنساب، ربما يحكي عن شيء أخطر ليتمدد الفساد المالي بأنواعه وليتفنن المفسد في طريقة الاعتداء على المال العام.. ليختلط حلاله مع حرامه، ليفوز بالتحلُّل أو العفو (التام)!.. لتطول البنايات خاصته وترتفع سطواً ونهباً وسرقة.. لكن الدعاء والتضرع الى الله ألا تطول بنا الرزيلة، ألا تشمخ تفاصيلها، ألا يُقتل العفاف في شارع الأسفلت.. لأن الأخلاق إذا فسدت، لا أحد يستطيع أن يسترد قيمتها .. وجع وأنين يحرق القلب.. والإحساس به هو طعم سكرات يعانيها الذي يزوره الموت.. وفي شاشة الواقع، عشرات السندريلات اللائي أصبحن لايزعجهن العرض!. عزيزي المتصل.. أتحكي لي عن تصدع عاطفة، أم انهيار شرف؟.. سيبك بالله بلاحُب!! طيف أخير: نقبلهم بعلاتهم.. لكنهم..لا يقبلون !!! [email protected]