طالبت القيادية بحزب المؤتمر الوطنى وعضو البرلمان الدكتورة سعاد الفاتح بقطع رقبة اى شخص تثبت عليه تهمة فساد ، وقالت ( علاج الفساد قطع الرقبة من الأضان الى الأضان ، ربنا قال كده .. ) وبغض النظر عن مخالفة أو اتفاق هذا المطلب مع الشريعة الاسلامية او القانون الجنائى السودانى الا ان المفهوم أن الدكتورة سعاد الفاتح طالبت بتغليظ العقوبة على الفاسدين ، وهى تقول هذا ربما عبرت عن غضب و اشمئزاز الكثير من المواطنين بمن فيهم قلة قليلة داخل حزب المؤتمر الوطنى ظلت تنادى باصلاح الحال المايل دون جدوى مذكرة اهل الوطنى بان الفساد سيسقط الحكومة و حزبها شر سقوط ، وأى كانت العقوبة فى مواجهة الفاسدين فهو أمر لن يقع الإبعد القبض على هؤلاء الفاسدين وهو أمر يتعذر فى ظل تقاعس الاجهزة الرسمية عن تقديم الفاسدين لينالوا جزاء مااقترفت ايديهم وايدى من هم حولهم ضالعين فى إخفاء المعلومات والمستندات التى تثبت فسادهم و فساد غيرهم ، والمحزن حقاً أن احد اهم اسباب الفساد هو التساهل فى تطبيق القانون وغياب المراجعة والرقابة بالاضافة لعدم توفر الارادة السياسية لمحاربة الفساد ، وياتى فى المرتبة الثانية من حيث الاهمية لاسباب تفشى الفساد هو ان معظم الفاسدين هم من اعضاء الحزب الحاكم وهم من كبار ممولى مالية الحزب (اخر انتخابات تبرع بعض رجال الاعمال فى الحزب بثمانية عشر مليار جنيه فى جلسة واحدة ) ، هذا الحزب ينكر انه يتمول من خزينة الدولة ولايمكن بالطبع لاشتراكات الاعضاء ان تمول حزباً يمتلك مئات المراكز والدور الحزبية والاف العربات ولديه حركة إسلامية وحركات شبابية وفئوية ومنظمات طوعية ، من اين للمؤتمر الوطنى هذه الاموال الضخمة والتى ينفقها صباح مساء ؟ وكيف تدار هذه المنشآت والآليات والشركات التابعة للمؤتمر الوطنى ؟ وكيف يتم تدقيقها ومراجعتها ؟ هذا الحزب وطيلة خمسة وعشرون عاماً قضاها فى الحكم لم يعلن عن ميزانية واحدة ولم نسمع بان أى من مستوياته قد أجازت ميزانية حتى ولو سراً ، هذا الحزب وعضويته يعيشون رغداً من العيش ورفاهية زائدة فلا نجد احد منهم يجأر بالشكوى من غلاء الأسعار او زيادة الأعباء المالية ولا يشغلون انفسهم بتكاليف العلاج ، فكل شيئ فى متناول أيديهم ، فمن أين لهم هذا ؟ كيف كنتم وكيف اصبحتم ؟ وهل لو أعطى أحدكم مائة ضعف راتبه لخمسة وعشرون عاماً ولم يصرف منها شئياً فهل سيكون الحال كما هو ؟ ياايها الذين لم يلوثوا أيديهم بالحرام من أعضاء المؤتمر الوطنى ثوروا على فساد حزبكم وحكومتكم لانكم وقد سكتم فالاثم يلاحقكم و العار يجللكم ، قال ( ص ) من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان ،، فلا تكونوا من ضعيفى الايمان بحجة عدم استطاعتكم مواجهة الفساد ، اننى اعلمكم لو ان سعاد الفاتح كشفت عن عشر معشار ما تعرفه عن الفساد و حجمه و الذين يحمونه لقامت قيامة المؤتمر الوطنى ، انكم يا اهل الوطنى لا تستطيعون محاربة الفساد لانه سحت سحق عزيمتكم وغطى على نوازع الخير فى قلوبكم واصم اذانكم ، اذهبوا للعمرة و الحج كما شئتم فالله لن يغفر لكم ،، نشر بالجريدة 29/5