دائمآ هناك اسس متفق عليها عندما تبنى الجيوش وضمن هذه الاسس الحديثه لبناء الجيش ان يكون ذي عقيدة دفاعية، لا يزج به في حروب خارجية لا نفع فيها او هدف قوى يدعو الى ذلك !! وأذا كان لا بد من ذلك فالخيار هو اللجوء الى الشعب او من يمثله لان الحرب ليست نزهه لان الجيوش او القوات المسلحه هى ملك للامم والشعوب وان الحرب عندما تنشب كلفتها عاليه وغاليه !! وكذلك لا يمكن ان يزج بالجيوش في اشتباكات داخليةلا ناقة له فيها ولا جمل». ومهمة الجيش «الأساسية تتمثل في بقائه سياجا للوطن يذود عن حدوده ويصون وحدته واستقلاله وسيادته، ويتصدى لقوى الإرهاب والإثم». «الجيش للشعب بكافة امتداداته القومية والدينية والمذهبية، ولذا ينبغي أن يبقى محصنا في وجه محاولات بذور التفرقة العرقية والطائفية (...) وبعيدا عن الميول والتحولات السياسية». لكن الذى نراه ويجرى الان في السودان امرآ يُحيًر العقل ويخطف الابصار ويجعل كل ذا بصيرة يضرب كفآ بكف ويسأل نفسه الى اين نحن منقادون ؟ ماذا يُريد بنا هؤلاء البشر الذى قدر الله ان يكون أمرِنا بيدهم! كيف يفكرون ؟ ماذا يريدون من السودان هل في خططهم وبعد ان بلغوا من الفشل مبلغآ ذريعآ ان يعملوا بمبدأ علىً وعلى اعدائى !! هل يريدوا ان يحولوا العاصمه الخرطوم الى راوندا اخرى وصومال آخر وكل المؤشرات تدل على ذلك والا ما هى الاسباب التى تجعل هذه العصُبه الحاكمة الفاسدة فى ان تستعين بقوات غير نظاميه وجهويه وقبليه محدده لا عقيده عسكريه لها او أهداف واضحه ومقنعة وفي ان تكون رديف وبديل للقوات المسلحة التى كنا نعرفها ونطمئن اليها عندما كانت فى عزتها ومنعتها ! وحتى تكوين هذه العصابات أوالجماعات التى تعرف بالجنجويد هى مجموعات لا تعرف الضبط والربط كما يقول العسكريون هدفها السلب والنهب لا رابط بينهما سوى المال ومع من يدفع اكثر واخذ من يملك اكثر ونشأتها والظروف التى ظهرت فيها مخالفه لدستور الدولة وللاعراف الدوليه والانسانيه لما بدر منها من سلوك ومخالفات لا علاقة للجندية بها وانا اتفق هنا مع الحبيب المهادن الرقيق الصادق المهدى فيما ذهب اليه بشأن هذه القوات الجنجودية ورأيه فيها وما ارتكبته من فظاعات بشعه ومظالم ولا نذهب بعيدآ بالامس القريب في مدينة الابيض وضواحيها ماذا فعلوا !!حتى أُجُبر الوالى احمد هارون في ان يتأخذ قراره منفردآ وبعيدآ عما سماه قياداتهم بطردهم من مدينة الابيض تحت ضغط جماهير المدينة!! الان ثلاثة الف ويزيد من العصابات يحيطون بالخرطوم إحاطة السوار بالمعصم ماذا يُراد بهؤلاء وماذا يُراد بنا ؟هل الدولة وصلت الى مرحلة الاحتضار والغريق يتمسك بالقشه ! هل هناك اشياء من وراء الاكمة لم يعرف الشعب مكنونها بعد ؟ هل انتهى دور الجيش الفعلى وقُلمت أظافره وهناك خوف من بعض الجيوب التى لا يامن جانبها! هل صراع الاخوة الاعداء وصراع المصالح استدعى وجود هذه العصابات؟ هل الخوف من الهبات الجماهريه استدعى وجود هؤلاء ؟ هل المتغيرات الاقليميه في دول الجوار وافول نجم الاخوان المسلمون لعب دورآ في هذا القرار الخطير بجلب هؤلاء الهواة لدحر الطغاة ؟ هل الخوف من شوكة الجبهة الثوريه داعيآ لذلك؟ هل الدولة وصلت مرحلة الانفلات الامنى والسياسى والاجتماعى والاقتصادى نعم وصلت والوصول الى هذه الانفلاتات يعنى الانهيار إذن الدولة الان منهاره ومستعده ان تتعاون مع الشيطان ! لكن من يدرى ان ينقلب عليها الشيطان وينقلب السحر على الساحر وعندها نرى الموت والدم والانتقام والاغتصاب نهارا جهارا في شوارع الخرطوم بأختصار دارفور اخرى بشكل جديد وممنهج !!! أذن من ينقذ السودان من يمسك بيده ويخرجه من هذه الهوة التى تتسع كل يوم وكل صباح ؟؟ [email protected]