قال المتحدث باسم وفد جنوب السودان في المفاوضات مع السودان عاطف كير، ل«الشرق الأوسط»، إن التصريحات التي أطلقها إبراهيم غندور، أمين العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني الحاكم، بأن منطقة أبيي شمالية، دعوة للعودة إلى مربع الحرب بين البلدين. وأضاف «غندور بعيد عن ملف أبيي، لا سيما أن هناك تطورات حدثت في الملف منذ اتفاقية السلام الشامل والبروتوكول الخاص بالمنطقة في عام 2005». وقال إن كل الاتفاقيات بين البلدين وحتى اتفاق التعاون في سبتمبر (أيلول) الماضي ومقترحات رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التي حدد فيها إجراء الاستفتاء في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل وضعت معالجات محددة، مشيرا إلى أن حدود منطقة أبيي لمشايخ قبيلة دينكا نقوك قد حسمت من خلال التحكيم الدولي في يوليو (تموز) عام 2009، وقال «سيظل تنفيذ مقترح رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو مبيكي، والتي وافق عليها مجلس السلم والأمن الأفريقي، هو المخرج الوحيد للحل النهائي في المنطقة». وتابع «سيتم إجراء الاستفتاء في أبيي، ولن يصوت المسيرية في ذلك الاستفتاء». واتهم كير الحكومة السودانية بمواصلة الانتهاكات في أبيي من خلال وجود القوات المسلحة في منطقة دفرة، وتوطين سكان من خارج المنطقة، وقال «لا يمكن للاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي الصمت تجاه ما يقوم به السودان وتهديده للسلم والأمن الدوليين، وهذا الصمت سيقود إلى جر المنطقة إلى الحرب والمواجهات المسلحة». وأضاف أن القيادات النافذة في الحزب الحاكم في الخرطوم درجت على جر البلدين إلى مربع الحرب من خلال التصريحات الخرقاء، وقال «هؤلاء هم لوردات الحرب يقتاتون من الفتنة والصراعات». وأضاف «ستظل هذه المجموعات تعمل على زيادة التوتر تمهيدا لفرض أجندة أحادية في المنطقة عبر الحروب لزيادة معاناة شعبي البلدين»، وتابع «ما زال المؤتمر الوطني ينفذ أجندة التهجير القسري للدينكا نقوك من أبيي وتوطين ميليشياته بدعم من قمة الدولة السودانية». ويبدأ نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار زيارة رسمية غدا الأحد إلى العاصمة السودانية الخرطوم لإزالة التوتر بين البلدين بعد إعلان الرئيس السوداني عمر البشير مجددا غلق الأنبوب الناقل لنفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان. وقال إبراهيم غندور، في لقاء مع الجالية السودانية بالعاصمة الصينية بكين، إن أي محاولة لإجراء استفتاء حول تبعية منطقة أبيي من دون مشاركة قبيلة «المسيرية»، لن ينجح، وستظل أبيي شمالية بالتاريخ والجغرافيا، نافيا أن تكون حكومته قد قامت بإجراء مساومة مع الحكومة المصرية بشأن مساندة موقف سد النهضة الإثيوبي مقابل التنازل عن منطقة حلايب في شرق السودان. وقال إن علاقة بلاده مع مصر وإثيوبيا استراتيجية، وأضاف «السودان لا يساوم هذه بتلك، فحلايب ستظل سودانية مثلها مثل غيرها من حدودنا التي لن نفرط فيها»، وتابع «نحن لا نساوم في علاقتنا مع الأشقاء باسترداد هذه، أو إعطاء هذه، فالمساومة في الأرض غير واردة، وأيضا المساومة في العلاقات مع الدول الشقيقة غير ممكنة»، مشددا على أن العلاقة بين الخرطوم والقاهرة استراتيجية، وأن حكومة بلاده ستظل تعمل على تمتينها مع أي حكومة قائمة في مصر. الشرق الاوسط