يا بحراً تجاوز في سكونِهِ كل حد يا بحر قم .. حرِك تحرك أو فعُد نحو ابتدائك فالنهايات البعيدة لا تُحد ألفُظ جحيمك أو فغادر ساحليك إلى الأبد تابعوا من شئتمُ أو طاوعوا من خفتمُ فالزاحفون إلى الفجيعة أنتمُ فقط إفهموا أن لا وثيقة أو وفاق ولا حقيقة أو نفاق تخفي عن الأطفال عورة من دفنتم مِن رِجال يا بحر قم .. حرِك تحرك أو فعُد نحو ابتدائك فالنهايات البعيدة لاتحد... لم اجد استهلاليه تعبر عن الواقع السوداني المر سوي كلمات (امل دنقل )التي شخصت الواقع منذ بزوغ ليل الانقاذ الدامس و التي شدا بها المبدعون اصحاب الرداء الاخضر (عقد الجلاد) و الرمزيه العميقه التي تحويها تلك القوافي ... سكون الشعب السوداني و الذلة و المسكنه التي اصبحت عنوان له وكل مفردات الاحباط التي تفنن فيها زبانية النظام في الترويج لها من ممجوجات (البديل) و النظر الي دول الربيع الاخواني و الترويج لاحاديث منسوبه الي المصطفي (ص) (كما تكونوا يول عليكم )و ضعف الحديث او صحته نتركه لاهل العلم الراسخين و قبل الجدل الرجاء الاطلاع علي ما دونه رواة ومصححي الاحاديث ..الديلمي في مسند (الفردوس) ، والبيهقي في " (الشعب)بضم الواو ... الانقاذ في اعتراف ضمني بانها طاغيه و مفسدها للارض و الخلق وان الشعب السوداني نال ما يستحقه من فجوره و فسقه و سلط عليه من جنس عمله .. وهنا هل يستحق ان ُيذل السوداني و ان ُينهب في وضح النهار ؟؟و هل يستحق ان تستباح حرماته و يقتل مثل الكلاب الضاله في قوارع الطرق ؟؟و هل يستحق ان يجرد اطفاله من ابسط الحقوق من تعليم و علاج و اساس كل هذا لقمة العيش التي اصبحت حلم بعيد المنال الا علي من اتبع النظام من عائلاته الفاسده و منسوبيه الذين ما زالوا يرزخون تحت احساس الدونيه وتلك عقده النظام اجمع ... الشباب الذين هم عماد التغيير و الثوره في سبات عميق اما عن جهل لما يدور في محيطهم و الانغماس في منظومة الانحطاط التي نسجها البشير و اعوانه بالترويج و اعلاء شأن (حثالة المطربين )من الجنسين و العمل علي تغييب الفن الراقي و محاربة دور الاستناره و التي كانت هي اساس التزود بالمعرفه و الثقافه المطلوبه ... و التحيه هنا لوالدة المناضل (محمد صلاح) الاستاذة(زينب بدر الدين ) التي ضربت نموذج نادر لجلد الام في فترة اعتقال ابنها من اجل قضيه و هدف سامي الا و هو وطننا السودان ..وهذا هو دور الاسر الغايب ....و لا مجال للحديث عن لهث الناس وراء لقمة العيش و كل الحجج الواهيه التي نخدر بها انفسنا لان السودان ليس الصين وان عجلة الانتاج بائنه للكل و الجميع يذهب للبحث عن لقمة العيش تحت الاشجار وبائعات الشاي... و الفئه الوسطيه من المجتمع تعاني من فراغ عامر بالثرثره بالوسائط الهاتفيه والتسكع علي ضفاف النيل و كثير من السخف و اللامسئوليه المفرطه ..و اضف الي ذلك تعاطي هموم الوطن بنوع من التندر و الدعاء بان يخرجهم الله من هذه الورطه المسماة بالسودان الي اي قبله اخري ..... لذلك ماساة السودان تكمن في الاسره السودانيه نفسها التي لم ُتعلم ابنائها حب اوطانها و افساح المجال للبشير و غيره من الروث ليث سمومه و نشر سحب الاحباط في المجتمع القابل لهذه الترهات ... ان السوء الكامن في دواخلنا و الذي استغله النظام هو عدم محبتنا لهذا السودان و عدم بث روح الوطنيه بداخل الابناء (الا ممن عصم ربي )و افلحت البئيه ان يتشرب بجزء من هذه الوطنيه من خلال اسره او تنظيم في الجامعات بالرغم من المشقه و( جراء النظام جمع جرو) ينهشون فيهم و ينكلوا بهم ... حتي تنظيم الصفوف الذي يتحدث عنه المعلقين والكتاب يحتاج لاستشعار المسئوليه تجاه هذا الوطن و الايمان بقضيته و هذا الدور المنشود المنتظر من الاسر ..لان الاسره ليست باب يغلق و كهرباء موجوده داخل عداد الدفع المقدم ووجبه من اطايب الطعام ان وجدت ..؟الاسره منهل و رافد لحب هذا الوطن من خلال تعريف الابناء بوطنهم و زرع الروح في داخلهم التي تقود الي التغيير .. ان اتكاءتنا علي حائط المبررات و التلقين الممارس من قبل الاجهزه الامنيه هو الذي اوصلنا الي هذا الدرك و لكي يتحرك هذا البحر ازيلوا متاريس الانقاذ بالعزيمه و حب السودان و ان كان كل هذا السوء المرئ للجميع و التدني في كل اوجه الحياه ليس دافعا للتحرك فيا سودان عليك السلام و هنيئا للبشير و حاشيته بحكم ما تبقي من وطن للابد ..... كمبال عبد الواحد كمبال [email protected]